[ad_1]
مجلس نيوز | majlis-news
تمكنت المملكة من تسجيل اسمها كأول دولة عربية تشارك في رحلة الفضاء ديسكفري 1985، التي واكب انطلاقتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لتمضي المملكة بعدها في ركب علوم الفضاء وأبحاثه، وتطور من أدائها العلمي بما يواكب برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، أحد برامج رؤية المملكة 2030.
وتشهد المملكة مرحلة جديدة من صناعة الفضاء واقتصاده، فما بين أعوام 2000 – 2019 تمكنت من إطلاق 16 قمرا اصطناعيا سعوديا إلى الفضاء، بإشراف مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية “كاكست”، سجل آخرها القمر السعودي للاتصالات SGS1، الذي أطلق في 6 شباط (فبراير) 2019، حاملا توقيع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الذي كتب عليه عبارة “فوق هام السحب”.
وأثمر اهتمام خادم الحرمين الشريفين بمشروع قطاع الفضاء في المملكة وتابعه منذ إسهام 30 عالما سعوديا في دراسة رحلة الفضاء الأمريكية ديسكفري عام 1985 عن تحقيق المملكة عديدا من الإنجازات العلمية في ذلك المجال، أجلها صعود الأمير سلطان بن سلمان على متن “ديسكفري” كأول رائد فضاء عربي، واستمر ذلك الاهتمام مع إطلاق “رؤية 2030” وصولا إلى أمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء الهيئة السعودية للفضاء ويرأس مجلس إدارتها الأمير سلطان بن سلمان لتكون الجهة الوطنية المسؤولة عن تطوير القطاع وتوجيه الجهود بما يحقق للمملكة الريادة والمكانة الدولية التي تستحقها.
وقدرت دراسة أجراها بنك مورجان ستانلي، “أن يتخطى اقتصاد الفضاء تريليون دولار عام 2040، بالتركيز على المداخيل الأساسية، التي ستكون من عوائد خدمات الأقمار الاصطناعية والصواريخ. وقال: إن هناك توجها نحو تطوير اقتصاد صناعة الفضاء، إذ يوجد عدة مصادر تقيس حجم هذا الاقتصاد، منها: منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، التي توقعت عوائد الاستثمار أن تراوح بين 280 – 300 مليار دولار، وشركة الأبحاث “يوروكونسولت” التي توقعت أن يصل إلى 360 مليار دولار.
ومنذ إنشاء المملكة عام 1977 “المركز الوطني العربي السعودي للعلوم والتقنية”، ليضطلع بدوره في إجراء البحوث العلمية التطبيقية لخدمة التنمية والتطور، حتى تحول مسمى المركز بمرسوم ملكي صدر عام 1985 إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، عملت المدينة على النهوض بهذا القطاع الحيوي، ومنه رسمت خطة نقل وتوطين تقنية الأقمار الاصطناعية عام 1988، عندما التحق بالمركز الوطني لتقنية الأقمار الاصطناعية مجموعة كبيرة من المختصين في مجالات وأقسام هندسية مختلفة، تشمل الميكانيكا، الكهرباء، الإلكترونيات، التحكم، الضوئيات، والبرمجيات وغيرها.
ويعمل القمر السعودي SGS1 على خدمة قطاع الاتصالات الفضائية الحديثة المتعددة، التي تشمل اتصالات النطاق العريض والاتصالات العسكرية الآمنة، وتوفير الاتصالات للمناطق شبه النائية والمناطق المنكوبة لاستخدامها في شتى مجالات التنمية المستدامة مثل: تطبيقات (اتصالات النطاق العريض عالي السرعة، والاتصالات الآمنة للجهات الحكومية). وسيتم تشغيل وإدارة القمر من خلال محطات تحكم أرضية متطورة في المملكة.
ويتم تصنيع الأقمار الاصطناعية السعودية كأجزاء هيكلية في الورشة الميكانيكية التابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، التي أصبحت الآن جزءا من مركز الصناعة الرابعة، حيث يوجد فريق خاص لدى معهد بحوث الفضاء والطيران لإنتاج الألواح الإلكترونية المطلوبة، لتكامل تشغيل القمر الاصطناعي بالشكل الأمثل في الفضاء، التي يقوم بتصميمها مسبقا مهندسون مختصون في المركز بحسب المتطلبات ووفقا للمعايير الدولية.
وتمتلك المدينة بنية تحتية لتجميع واختبار الأقمار الاصطناعية من غرف نظيفة وأجهزة اختبار للظروف البيئية الخاصة التي تحاكي الظروف المتوقع أن يتعرض لها القمر الاصطناعي في الفضاء أو أثناء إرساله بواسطة الصواريخ المخصصة إلى المدار وتشمل عوامل الاهتزاز، وتفاوت في درجات الحرارة، وانعدام للمجال الجوي (تفريغ هوائي)، وشدة الإشعاع الشمسي المسلط في المدارات الفضائية.
وتشمل مهام المهندسين السعوديين المسؤولين عن صناعة الأقمار الاصطناعية تصميم وبناء واختبار أنظمة الأقمار الاصطناعية، استنادا إلى المعايير الدولية مثل ECSS وIPC، واكتسبوا خبرة كبيرة في هذا المجال من خلال مجموعة من مشاريع البحث والتطوير في تقنيات الأقمار الاصطناعية المختلفة، وتغطي هذه الخبرات المكتسبة مجالات إدارة مشاريع الأقمار الاصطناعية، وعمليات التصميم والاختبار، وعمليات التحقق والمصادقة، وعمليات المحاكاة، وعمليات معالجة الصور.
ورفعت المملكة من مستوى اهتمامها بقطاع الفضاء من خلال التعاون مع الجهات العلمية الدولية، حيث نفذت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تجارب علمية في الفضاء بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، وجامعة ستانفورد على متن القمر “سعودي سات 4″، وشاركت في مهمة استكشاف القمر “تشانق أي 4″، بالتعاون مع وكالة الفضاء الصينية عام 2018، في مهمة نادرة لاستكشاف الجانب غير المرئي من القمر.
وبحسب ما ذكر الأمير سلطان بن سلمان في أعمال الاجتماع الأول لـ”قادة اقتصاد الفضاء 20″، ضمن برنامج المؤتمرات الدولية المقامة مع رئاسة المملكة لمجموعة العشرين العام الماضي، فإن حجم اقتصاد الفضاء في العالم بلغ نحو 400 مليار دولار خلال عام 2019 تستحوذ دول مجموعة العشرين على 92 في المائة منه، مبينا أن التوقعات ترجح نمو اقتصاد الفضاء ليصل إلى 1.1 تريليون دولار عام 2040 و2.7 تريليون دولار بحلول عام 2050.
يأتي ذلك فيما أكد ولي العهد في حديث له أخيرا، أن تنويع إيرادات المملكة أمر مهم وحيوي يعمل عليه صندوق الاستثمارات العامة من خلال دعم قطاعات جديدة ومنها الفضاء، وبين ولي العهد أن لقطاع الفضاء أثرا مباشرا على الاتصالات والتقنية وهو مرتبط بكثير من القطاعات مثل: البيئة، والنقل، وغيرهما، وسيكون ممكنا أساسيا لعديد من القطاعات في المستقبل القريب.
وأشار إلى أن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية والجهات المتخصصة تعمل على اعتماد استراتيجية المملكة للفضاء للأعوام العشرة المقبلة وتكليف هيئة الفضاء بتنفيذها، وهي استراتيجية عميقة تستوعب طموح المواطن السعودي وتطلعه وشغفه بالمستقبل، وتولي أهمية كبيرة بتنمية رأس المال البشري في علوم الفضاء ومختلف مجالاته.
وأمام اجتماع الأمم المتحدة المنعقد في نيويورك العام الماضي لمناقشة (لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار)، أكدت المملكة أنها تنظر بأهمية بالغة إلى أن قطاع الفضاء يجب أن يستخدم للأغراض العلمية والسلمية، وأن مصادقتها على “معاهدات الأمم المتحدة المتعلقة باستكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السلمية” ومبادئها هو دليل على هذا الاهتمام.
[ad_2]
Source link