[ad_1]
مجلس نيوز | majlis-news
الألماس من بين أكثر الأشياء قيمة في العالم، التي تشكلت منذ مليارات الأعوام على عمق سحيق تحت سطح الأرض، ثم اندفعت مئات الكيلو مترات إلى قشرتها بفعل الانفجارات البركانية قبل استخراجها في نهاية المطاف.
لكن ديل فينس يريد أن يصنع الألماس من لا شيء. قال: “أعتقد أن الألماس المستخرج عمره قصير جدا الآن – ستنتهي الصناعة، إنها مسألة وقت. لم نعد بحاجة إلى تنقيب الأرض لصنع الألماس، لأننا نستطيع تنقيب السماء”.
فينس، صاحب مشاريع بريطاني أسس مجموعة الطاقة الخضراء إيكوترسيتي Ecotricity، هو واحد من عدد متزايد من منتجي الألماس الذي يتم تصنيعه في المعامل.
الأحجار المصنعة مماثلة في تركيبها لنظيراتها المكونة بشكل طبيعي، وهي أرخص، ما يشكل تحديا لصناعة تعدين الألماس بقيادة دي بيرز وألروزا الروسية. وهي تباع من قبل كبار تجار الحلي بالتجزئة، ابتداء من سواروفسكي إلى بورشيمز التابعة إلى وارن بافيت.
الاستخراج التقليدي للألماس وعملية التصنيع الطويلة والمكثفة للطاقة يمكن أن يتركا بصمة كربونية كبيرة – وهو أمر يريد فينس التصدي له من أجل جذب عدد متزايد من المستهلكين المهتمين بالبيئة.
تصنع الأحجار المستزرعة في المختبر إما عن طريق محاكاة التكوين الطبيعي باستخدام الضغط العالي والحرارة أو من خلال عملية تعرف باسم ترسيب البخار الكيميائي. باستخدام ترسيب البخار الكيميائي، يتم وضع بذرة ماسية أحادية البلورة في غرفة مملوءة بالهيدروجين وغاز يحتوي على الكربون مثل الميثان، ثم يتم تسخينها حتى 1200 درجة مئوية. يتراكم الكربون الناتج عن الغاز على البذور، مكونا بلورات الألماس.
فينس شخص غير عادي من حيث أنه ينتج غاز الميثان الخاص به ـ وهو من غازات الدفيئة مكون من الكربون والهيدروجين ـ عن طريق فصل الهيدروجين عن الماء باستخدام التحليل الكهربائي وأخذ الكربون من الغلاف الجوي.
ارتفع إنتاج الألماس المستزرع في المعامل من نحو مليوني قيراط في 2018 إلى ما بين ستة ملايين قيراط وسبعة ملايين قيراط العام الماضي، وفقا لشركة باين الاستشارية. يقارن هذا بالإنتاج المستخرج من المناجم الذي بلغ 111 مليون قيراط العام الماضي.
الحجم المتزايد ساعد على خفض الأسعار. وفقا لشركة باين، سعر القيراط من الحجر المصقول المصنوع في المختبر أرخص بمقدار الثلث تقريبا من الألماس المستخرج المصقول.
في العام الماضي تم تصنيع 50 في المائة إلى 60 في المائة من الألماس المستزرع في المختبر في الصين، وفقا لشركة باين.
سليم علي من جامعة ديلاوير، الذي يعمل على معيار جديد لقياس الأداء البيئي والاجتماعي للألماس، اعتبر أن التحدي أمام قطاع الأحجار الاصطناعية هو الكشف عن المصدر الذي يستمد منه الطاقة.
في الوقت نفسه، تحركت صناعة الألماس المستخرج لتلميع أوراق اعتمادها الخضراء. تقول دي بيرز، وهي شركة تابعة لمجموعة أنجلو أمريكان للتعدين مدرجة على مؤشر فاينانشيال تايمز 100، إنها ستنتقل إلى استخدام الشاحنات التي تعمل بالهيدروجين واستبدال الوقود الأحفوري بصورة “تامة تقريبا” بالكهرباء، من خلال تطوير محطات لتوليد الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية.
وتبحث الشركة في إزالة انبعاثات الكربون المتبقية عن طريق حقن ثاني أكسيد الكربون في مناجم الألماس القديمة للاستفادة من الميل الطبيعي لصخور الكمبرلايت التي توجد فيها الأحجار لكي تمتص الكربون. وتدرس أيضا بدء مشاريع لدعم نمو الغابات والنظر في الممارسات الزراعية التي تساعد التربة على امتصاص مزيد من الكربون على مقتنياتها من الأراضي الكبيرة.
قالت كيرستن هوند، رئيسة حيادية الكربون في دي بيرز: “بدأت البصمة الكربونية تصبح قضية تهم الأشخاص الذين يشترون الألماس”.
تقول ألروزا، أكبر شركة لتعدين الألماس في العالم، إنها ستنفق 466 مليون دولار على تحسين بصمتها البيئية بحلول 2024، بما في ذلك استخدام آلات التعدين ذات الانبعاثات المنخفضة وإدارة النفايات. أشارت في الوقت نفسه إلى أن 86 في المائة من الكهرباء التابعة لها تأتي من مصادر متجددة.
من بين أكبر التحديات التي تواجه أصحاب المختبرات التي تصنع الألماس أنهم يفتقرون إلى القوة المالية التي تتمتع بها شركات التعدين عندما يتعلق الأمر ببيع منتجاتهم للمستهلكين. قال بول زيمنسكي، وهو محلل ألماس مقره نيويورك: “الإنفاق على التسويق، ليس فقط من قبل صناعة الألماس المستزرع ولكن أيضا صناعة الألماس الطبيعي، هو على الأرجح ما سيحدد النجاح في النهاية على المدى الطويل”.
يهدف فينس إلى تحديد نحو ألف دولار سعرا للقيراط الواحد من ألماسة بسبب مؤهلاته البيئية. تستخدم عمليته 40 كيلوواط/ساعة من الطاقة لإنتاج قيراط واحد، أو أربعة أيام من متوسط استخدام الطاقة المنزلية في المملكة المتحدة.
لكن زيمنسكي أشار إلى أن فرض علاوة على الألماس الأخضر المستزرع في المختبر قد يتبين أنه يحتاج إلى مهارة، لأنه في حين يريد المستهلكون منتجا مستداما، فإنهم ليسوا بالضرورة مستعدين لدفع المزيد مقابل ذلك.
قال: “إذا كنت تحاول أن تكون المنتج الأقل تكلفة، فأنت لا تهتم باستخدام الطاقة الكهرومائية لأنك لن تحصل على علاوة مقابل ذلك. يجب أن تكون قادرا على بيعه بسعر أعلى أو بنائه كعلامة تجارية”.
لكن جيسيكا وارتش، المؤسسة المشاركة لمتجر الحلي بالتجزئة “كيماي”، ذكرت أن المستهلكين الواعين لا يهتمون فقط بالمناخ، وأن شركات التعدين لا يمكنها تجنب حقيقة أن عليها أن تحفر حفرة كبيرة في الأرض.
قالت: “من منظور الاستدامة، لا يقتصر الأمر على كونك محايدا كربونيا. هناك أمور أكبر بكثير بهذا الخصوص. هناك منظور بيئي واجتماعي نادرا ما يؤخذ في الحسبان عندما يتحدث الناس عن حيادية الكربون، الذي هو بالنسبة لنا أهم جزء”.
مورد شركة كيماي للألماس المستزرع في المختبر، وهي شركة جرين روكس للألماس ـ مقرها إسرائيل ـ في طريقها للحصول على شهادة من قبل SCS Global Services للتدقيق، للحصول على بصمتها من حيث الاستدامة، وفقا لرئيسها التنفيذي ليون بيريز.
قال بيريز: “إنه أمر محير للغاية اليوم، هناك الكثير من الشركات التي تتحدث عن الاستدامة وكونها محايدة كربونيا، لكن لا يمكنها حقا تقديم دليل على الادعاء. عندما ترى منتجا جديدا يدخل السوق، يكون نوعا ما مجانيا للجميع – لا توجد قواعد أو لوائح. لكنك الآن ترى المستهلكين يطرحون الأسئلة، الأسئلة نفسها التي يطرحونها حول الألماس الطبيعي: ما هو المصدر؟”.
أميش شاه، من شركة أيه إل تي آر دياموندز لإنتاج الألماس في المختبر، يعتقد أن صناعة الألماس المستزرع في المختبر ستتوافق حول معايير الاستدامة الجديدة هذا العام، مشيرا إلى أن مرافق الإنتاج التابعة لشركته في الهند يمكن أن تنتقل بسهولة إلى استخدام الطاقة الشمسية وتستخدم بالفعل روث البقر مصدرا للميثان.
قال: “أعتقد خلال الـ12 ـ 24 شهرا المقبلة سنشهد تحولا كبيرا في عقلية المستهلكين يجبر هذه الصناعة على ضمان أن كل ما يمر هو منتج منخفض الكربون”.
[ad_2]
Source link