[ad_1]
مجلس نيوز | majlis-news
نسمع كثيرا عبارة قراءة ما بين السطور، أو ما وراء الكلمات، وما من شك أن لهذه العبارة معناها، ودلالتها ذات العلاقة بواقع الأفراد، والمجتمع، والدول، إذ يوجد من تستوقفه الكلمة، أو النص مكتوبا في صحيفة، أو كتاب، أو مكتوبة على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، وينشغل بها الفرد محللا لدلالتها، والمعنى المقصود، ومناسبتها للظرف، وما يمكن أن يترتب عليها، سواء كان حاضرا، أو مستقبلا، وقد تكون مسموعة في برنامج حواري، أو فيلم، أو إيجاز صحافي، أو تصريح لمسؤول في دولة من الدول. ومنا من تمر عليه العبارة، أو الخبر مرور الكرام دون أن تستوقفه، ولو لبرهة يسيرة يتأمل، ويبحث ليصل إلى استنتاج بشأنها، أو فهم لدلالتها.
الاختلاف بين الناس وارد لفارق الخبرة، والنضج، ومستوى الذكاء، وهذه عوامل متوقعة عند الأفراد إذ ربما الموضوع لا يعني الفرد، ولا يترتب على عدم الاهتمام فوات مصلحة عليه. الموضوع بالنسبة كما أراه يختلف في حالة الدول، فالقراءة المتأنية، والواعية، والعميقة لكل ما يكتب، أو يقال، أو يفعل يفترض أن تكون محل اهتمام الخبراء، والمختصين، وذوي الشأن، لذا أوجد كثير من الدول مراكز بحوث معنية بدراسة، وتحليل ما يصدر، أو يقال في بلد، أو دول أخرى، لما في ذلك من دلالة على التحولات التي قد يشهدها هذا المجتمع، أو ذاك، خاصة إذا كانت التحولات ذات قيمة لطرف آخر منافس في إنتاج بضاعة، أو سيادة إقليمية، أو على مستوى الساحة الدولية.
اعتبارات عدة تدخل في الاهتمام بالموضوع من عدمه أولها جوهر الموضوع، أو محتواه، فليس كل ما يقال، أو يصرح به ذا قيمة، وأهمية خارج الحدود، فبالنسبة للدول مواضيع الاقتصاد، والسياسة والعسكرية، والأمنية، والاستخباراتية تدخل ضمن اهتمامها، لذا يكون – أو هكذا يفترض – محل الاهتمام، كما أن الجهة الصادر عنها الخبر، أو التصريح لها قيمتها في التحليل، والاهتمام، فتصريح رئيس دولة، أو وزير خارجية، أو وزير دفاع، أو أمن قومي يستدعي الجدية، كما أن المفردات المستخدمة، ومرات استخدامها، ولغة الجسد المصاحبة لها معناها، ودلالتها الواجب أخذها في الحسبان عند التحليل.
الفرق واضح في تعامل الدول في قراءة الأمور، أيا كانت طبيعتها، فالبعض يجعل من الخبر، أو الحدث سببا لتداعي أسباب الاهتمام، بل والاستنفار، وإن كان غير معلن، بينما البعض يتعامل مع الموضوع بصورة تصل إلى حد البرود، وعدم الاكتراث، كما أن البعض يبالغ في التفسير بما لا يتناسب مع ما قيل، أو حدث، ومن الأمثلة على ذلك تحليل البعض لإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد عندما وجهت لها صواريخ الميليشيات الموالية لإيران أن ساعة الصفر قد حانت للتخلص من قيادات الميليشيات، ومر الموضوع دون أن يتحقق ما بالغ البعض في حدوثه، من الاعتبارات أيضا توقيت التصريح، أو الفعل، ومدى مناسبته للظروف المحيطة، كذلك عامل الربح، والخسارة لا بد من أخذه في الحسبان لتحقيق القراءة المناسبة، والواقعية.
أثناء الحرب الباردة بين قطبي العالم في ذلك الوقت أمريكا، والاتحاد السوفياتي كانت الأجهزة المعنية في البلدين ترصد ما يقال، ويكتب، وتحلل بعمق لمعرفة ما قد يخطط له في المستقبل حتى يتم الاستعداد له، وأخذ الحيطة، وما من شك أن الأمر لن يقتصر على ما يقال، أو يكتب، بل إن عمليات الاختراق لنظم المعلومات، أو ما يمكن عده في حكم السري، خاصة الأبحاث ذات القيمة العلمية المميزة تدخل فيما يمكن استهدافه لما في ذلك من فوائد تقنية، ومكاسب مادية تترتب على هذا المنجز العلمي الفريد، أهمية المنجز العلمي ما شهدناه أثناء جائحة كورونا من تنافس بين علماء، ومختبرات الدول أكبر شاهد على السعي لتحقيق المكسب المعنوي، والمادي، حتى وصلت الاتهامات بين الدول إلى سعي البعض لسرقة الأسرار العلمية المتعلقة بعلاج كوفيد – 19.
[ad_2]
Source link