[ad_1]
ينظر عدد متزايد من المحللين والمستثمرين إلى الارتفاع الأخير للنحاس بأنه المحطة الأولى في سوق صاعدة “خضراء” يمكن أن ترفع سعر المعدن إلى مستوى يتجاوز أعلى مستوى قياسي له، حين تخطى عشرة آلاف دولار للطن في أوائل 2011.
وصل النحاس، أهم المعادن الصناعية في العالم، إلى أعلى مستوى له في سبعة أعوام عند ثمانية آلاف دولار للطن الجمعة، بعد أن ارتفع في الأشهر الأخيرة أكثر من 70 في المائة من أدنى مستوياته في آذار (مارس).
يقول مستثمرون إن الارتفاع سيحظى بمزيد من الدعم، من ارتفاع الطلب على النحاس للتحول إلى الاقتصاد الأخضر: تحتاج السيارات الكهربائية إلى أسلاك تعادل نحو أربعة أضعاف ما تحتاج إليه السيارات التي تعمل على محركات الاحتراق، بينما تحتاج الألواح الشمسية ومزارع الرياح إلى نحو خمسة أضعاف الكمية اللازمة لتوليد الطاقة من الوقود الأحفوري، وفقا لتقديرات الصناعة. ويتوقع المحللون نقص الإمدادات ما لم يتم اكتشاف مناجم جديدة وتطويرها بسرعة.
قال كوستاس بينتاس، رئيس تجارة النحاس في شركة ترافيجورا، التي اشترت وباعت أكثر من أربعة ملايين طن العام الماضي: “رأينا برامج تحفيز يتم الإعلان عنها في جميع أنحاء العالم ولديها جميعا عامل مشترك واحد – أنها جميعها تتضمن النحاس بكثافة”.
ارتفعت أسهم الشركات المرتبطة بالنحاس. قفزت أسهم شركة التعدين الأمريكية فريبورت-ماكموران، إحدى أكبر شركات الإنتاج المستقلة في العالم، نحو 90 في المائة هذا العام، بينما حققت شركة فيرست كوانتوم مينيرالز الكندية ارتفاعا تجاوز 60 في المائة.
تتوقع ترافيجورا أن يساعد الطلب المتزايد على مشاريع البنية التحتية المتجددة والسيارات الكهربائية في زيادة الاستهلاك العالمي من النحاس المكرر من 23.4 مليون طن في 2020 إلى 33.3 مليون طن في 2030. يبلغ إنتاج النحاس المكرر حاليا نحو 23.8 مليون طن.
هذا العام تعهدت مجموعة من الدول، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية، بتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي عن خطط لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون 55 في المائة على الأقل خلال الأعوام العشرة المقبلة. لكن الصين تجتذب الاهتمام الأكبر. في خطاب ألقاه شي جينبينج، تعهد بمضاعفة طاقة الرياح والطاقة الشمسية خلال العقد المقبل ثلاث مرات تقريبا من مستويات 2019.
قال لقادة العالم في قمة المناخ للأمم المتحدة هذا الشهر: “الصين تحترم دائما التزاماتها. سنعمل على تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية الأكثر مراعاة للبيئة في جميع الجوانب”.
يقول محللون إن الخطوة التي اتخذتها الصين تمثل تحولا جوهريا سيمنح الطلب على النحاس دفعة ملموسة خلال العقد المقبل. تتوقع ترافيجورا زيادة تبلغ نحو 800 ألف طن في الطلب الصيني على النحاس في 2021 وحده، في ظل استثمار بكين المكثف في شبكتها الكهربائية وفي الطاقة المتجددة.
ينبغي أن يرتفع الطلب الأوروبي أيضا في الوقت الذي يروج فيه صناع السياسة “للتعافي الأخضر” من فيروس كورونا. قال بينتاس: “هذه هي المرة الأولى في حياتي المهنية التي أرى فيها تحفيزا متزامنا مع استهلاك النحاس. سنشهد عجزا كبيرا خلال الأعوام الخمسة المقبلة. بالنسبة لنا الشح يبدأ على الفور”.
بناء على المشاريع المعروفة والطلب التقديري – ومع الأخذ في الحسبان استخدام الخردة المعدنية – ترى شركة ترافيجورا أن فجوة في الإمداد تبلغ نحو خمسة ملايين طن ستظهر بحلول 2030 وينبغي سدها بزيادة الاستثمار من صناعة التعدين.
يتوقع محللو “جولدمان ساكس” أن تكون الفجوة بحلول ذلك الوقت أكبر قليلا، عند 5.6 مليون طن، مشيرين إلى أن آخر مرة بلغت فيها هذا الاتساع كانت في 2005، عندما سجل النحاس ارتفاعا قياسيا لمدة عامين. هذه المرة يتوقع البنك أن يصل النحاس إلى 9500 دولار خلال الـ12 شهرا المقبلة، مدعوما بانتعاش اقتصادي دوري، قبل اختبار ارتفاعه القياسي بحلول النصف الأول من 2022.
الأمر الذي يمكن أن يوقف الارتفاع هو زيادة العرض – بإنتاج جديد أو من الخردة. يعترف محللو جولدمان ساكس بأن هذا الأخير يمثل “رياحا معاكسة رئيسة” لتوقعاتهم، على الرغم من أن البنك يعتقد أنه سيواجه طلبا متزايدا وضعفا في نمو المعروض من المعدن.
على الرغم من عدم وجود نقص في النحاس في قشرة الأرض، إلا أنه أصبح من الصعب العثور على مشاريع عالية الجودة في الولايات القضائية الصديقة للتعدين. حتى عندما تتم الاكتشافات، فغالبا ما تكون في مواقع تفتقر إلى البنية التحتية مثل أقصى الشرق الروسي، ويتم تطويرها عن طريق شركات ليست لديها الخبرة الكافية في التعدين.
قال الرئيس التنفيذي المنتهية ولايته لشركة جلينكور، إيفان جلاسنبرج، في يوم المستثمرين السنوي هذا الشهر: “يواجه العالم مهمة صعبة لتلبية هذا الطلب الجديد. سيتعين عليه الذهاب إلى مواقع جديدة تفتقر إلى البنية التحتية”.
التركيز المتزايد على التأثير الاجتماعي والبيئي للتعدين يعني أيضا أن تطوير منجم جديد قد يستغرق ما يصل إلى عقد من الزمن. والمساهمون مازالوا حذرين من إعطاء الضوء الأخضر لمشاريع جديدة، بعد مليارات الدولارات التي تم إنفاقها خلال طفرة السلع التي استمرت عشرة أعوام وانتهت في 2014.
بعد الانتهاء من عدة مشاريع في العامين المقبلين، من ضمنها منجم النحاس كويلافيكو التابع لشركة أنجلو أمريكان في بيرو، يبدو خط الإمداد ضعيفا. قال جيمس جونستون من “آر دبليو سي بارتنرز”، وهي مجموعة إدارة صناديق تمتلك أسهما في كثير من شركات الإنتاج: “جزء كبير من المشكلة يتمثل في أن المستثمرين لم يرغبوا في تمويل النمو لأعوام عديدة”.
وفقا لخبراء الصناعة، ستكون هناك حاجة إلى زيادة الأسعار، لإطالة عمر المناجم القائمة أو لإطلاق مشاريع غير اقتصادية. مدى زيادة الأسعار سيكون مسألة مثيرة لنقاش حاد. يعتقد جيفريز أنه ستكون هناك حاجة إلى تداول النحاس لفترة طويلة بنحو 8800 دولار للطن من أجل تمويل عمليات البناء على المدى الطويل.
لكن يعتقد آخرون أن الرقم قد يكون أعلى من ذلك. قال جونستون: “قد يتطلب الأمر عشرة آلاف دولار أو أكثر لتحقيق الموجة التالية من المشاريع”.
[ad_2]
Source link