[ad_1]
شكله وديع ولطيف يختبئ خجلا داخل قوقعته من شدة رقته تخشى أن تلمسه فتؤذيه، ولكن وراء ملمسه الناعم يكمن خطر جسيم يصبح خوفك من الحيوانات المفترسة أمامه أمرا تافه وغير مبرر إذا علمت أن الحلزون يقتل نحو 200 ألف من البشر سنويا بدم بارد بدون إحساس بالذنب.
تكمن مشكلته في استيطانه المياه العذبة، ما يمنحك إحساسا ببراءته وجماله، إنما واقعه عكس ذلك تماما فهو مصنف ضمن الكائنات الطفيلية المسببة لعديد من الأمراض على رأسها البلهارسيا في عديد من القارات ومنها إفريقيا، وآسيا، وأمريكا الجنوبية، وقد أدرج الحلزون على قوائم الإرهاب بين الطفيليات ووجهت إليه أصابع الاتهام بارتكاب جرائم القتل بأبشع الطرق.
فهو المسؤول عن نقل البلهارسيا بشكل أساسي في أكثر من 78 دولة حول العالم من خلال إطلاقه طفيليات في المياه العذبة قادرة على العيش لمدة 48 ساعة، واختراق جسم الإنسان فور ملامسة الماء لجلده سواء بالسباحة أو الاستحمام أو اللعب أو تناول الحلزونات النيئة! لتبدأ رحلتها الكارثية داخل مجرى الدم ومهاجمة أنسجة الجسم ومحاصرتها بشراسة وبلا رحمة ومن ثم تتدهور الحالة المناعية للمصاب نتيجة العجز عن المقاومة، فينهار جسده تدريجيا وتتفاوت الأعراض بين المغص والإسهال الدموي – أعزكم الله – وفقر دم إلى الوفاة حيث يقتل 10 في المائة من الحالات المزمنة، لذلك فإن الحلزون مدرج ضمن أخطر الحيوانات على كوكب الأرض، ويحتل مراتب متقدمة عالميا في قائمة الحيوانات الأكثر فتكا بالبشر بعد أن أكدت منظمة الصحة العالمية قتله من 20 إلى 200 ألف شخص سنويا. وهذا الرقم أعلى بكثير مما تسببه الأسود وأسماك القرش والذئاب مجتمعة، ويوجد نحو 250 مليون شخص مصاب بمرض البلهارسيا في مختلف قارات العالم خصوصا أمريكا الجنوبية وآسيا وإفريقيا.
حاذر قد تبتعد تماما عن ملامسة المياه العذبة وتتمشى بجوارها لتتجنب خطره لتجد أن الحلزون المخروطي يتربص بك في الرمال المجاورة ليفتك بك خلال 30 ثانية بهدوء ودون أن تشعر بأي خطر، حتى تظهر الأعراض عليك.
ويتسبب الحلزون في أمراض أخرى لا تقل خطورة عن البلهارسيا مثل داء اللفافة أو الفاسيولا الكبدية المعدي، وداء الأوعية الدموية الدماغي وكذلك داء الأوعية الدموية المعدية. ولا يقتصر فتك الحلزون بالبشرية فحسب، بل تعدى ذلك إلى إلحاق الضرر بالأسماك وبقية الكائنات البحرية.
[ad_2]
Source link