▪︎ مجلس نيوز
وصلتني رسالة قبل فترة عبر بريدي الإلكتروني يتحدث فيها رجل عن معاناة مؤلمة مر بها، وقد لفت نظري إلى أنه كان يكرر المحزم المليان بين فقرات رسالته، ما دفعني إلى البحث عن معناها المجازي، فوجدت أنها ترمز إلى الثقة القصوى بين الأشخاص والمساندة والدعم الذي سيوفره المحزم المليان لأصدقائه حين يقعوا في أزمة ما، وأثناء بحثي وجدت من الشيلات الشعبية ومقاطع التيك توك والأغاني الحماسية، ما يدفع إلى الإيمان بأن المحزم المليان هو الصديق الذي يكون بمنزلة السد أمام نوائب الدهر، لكن الأحلام غير والواقع غير تماما.
يقول صاحبنا، “كنا خمسة أصدقاء اتفقنا أن يطلق كل واحد على الآخر المحزم المليان، مضت بنا الأعوام ولم تعترضنا أزمات نحتاج فيها إلى معرفة حقيقة كل واحد منا، إلى أن كانت التجربة الحقيقية حين خسرت كل رأس مالي في مشروعي الذي بدأته وتكاثر علي الدائنون، ومرت علي ليال سوداء كئيبة كنت أسمع فيها بكاء زوجتي من شدة الضائقة المالية التي نمر بها إلى درجة أنني عجزت عن دفع أقساط المنزل والسيارة وتوفير مستلزمات المعيشة لأسرتي، أصبحت عنيفا مع أطفالي من شدة الضغوط، ما تسبب بمشاجرة كبيرة بيني وبين زوجتي على أثرها أخذت الأطفال وذهبت إلى منزل أهلها. أصبحت مهددا بالسجن بسبب ديوني وعجزي عن السداد، كل ذلك كان يحدث وأصدقائي المحازم المليانة الأربعة لم يحركوا ساكنا، اكتفوا بالتفرج فحسب. قررت أن أطلب منهم المساعدة وأحسنت نيتي وقلت لعلهم تحرجوا من التدخل في شؤوني الخاصة وينتظرون أن أطلب منهم ذلك، لكن مع الأسف المحزم المليان كان أكبر أكذوبة في حياتي، فالصاحب الأول اعتذر لعدم قدرته على تسليفي لالتزامه بأقساط رغم تأكدي التام أنه يملك فوق ما طلبته منه بعشرات المرات. الثاني “فص ملح وداب”. الثالث لم يعد يرد على اتصالاتي وفي النهاية أعطاني “بلوك”. الرابع اكتفي بلومي على تهوري في هذا المشروع ولمح لي من بعيد أن الصديق ليس مسؤولا عن قرارات صديقه الخاطئة. خيبة أملي فيهم وخذلانهم أصابتني في مقتل فاستسلمت تماما لأحداث حياتي وتم سجني لعام كامل ثم خرجت من فضل الله تعالى عن طريق “فرجت” في خدمة أبشر.
إعادة بناء حياتي من جديد لن تكون سهلة لكني لن أتوقف، خصوصا بعد عودة زوجتي وأطفالي الذين أصبحوا هم محزمي المليان الحقيقي.
وخزة
ليس كل صديق محزما مليانا فربما يكون أول الفارين في معركتك.