▪︎ مجلس نيوز
أعلن بنك إنجلترا أمس في توقعاته أن يسجل الاقتصاد البريطاني انتعاشا بنسبة أعلى مما كان متوقعا هذا العام مع تخفيف القيود المرتبطة بمكافحة وباء كوفيد – 19، وفقا لـ”الفرنسية”.
وأوضح في بيان أن الاقتصاد سيرتفع بنسبة 7.25 في المائة في 2021 بسبب “تخفيف القيود بشكل أبكر مما كان مرتقبا”، معدلا بذلك توقعاته السابقة التي كانت تشير إلى انتعاش بنسبة 5 في المائة.
وأبقى بنك إنجلترا المركزي على حجم برنامجه للتحفيز دون تغيير أمس، وذلك في الوقت الذي تبدو فيه مؤشرات على تعافي الاقتصاد البريطاني من التباطؤ الناجم عن فيروس كورونا، مدعوما بالنشاط السريع لبرنامج اللقاحات المضادة لكوفيد – 19 في البلاد.
وأبقى البنك على سعر فائدته الرئيس عند أدنى مستوياته على الإطلاق البالغ 0.1 في المائة، وحجم برنامجه لشراء السندات دون تغيير عند 895 مليار جنيه استرليني “1.24 تريليون دولار”، وهو ما جاء متفقا مع توقعات اقتصاديين استطلعت “رويترز” آراءهم.
إلى ذلك أظهرت بيانات أصدرتها شركة أي إتش إس ماركت للأبحاث السوقية أمس، نمو قطاع الخدمات في بريطانيا بأسرع وتيرة منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2013، ويرجع ذلك إلى ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي وانتعاش الأعمال في ظل تخفيف القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا.
وارتفع مؤشر الخدمات إلى 61.0 في نيسان (أبريل) الماضي بعدما سجل 56.3 نقطة في آذار (مارس) الماضي. وأشارت الشركة إلى أن خريطة الطريق لتخفيف القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا كانت عاملا أساسيا في تعزيز القطاع.
وقد ارتفعت الطلبات الجديدة بأكبر نسبة منذ كانون الأول (ديسمبر) 2013، بينما ارتفع معدل التوظيف بأسرع وتيرة خلال خمسة أعوام ونصف خلال شهر نيسان (أبريل) الماضي.
وتوقعت الشركة انتعاش النشاط الاقتصادي في بريطانيا خلال الـ12 شهرا المقبلة، ولا سيما مع التوسع الكبير في تطعيم السكان باللقاح ضد فيروس كورونا المستجد.
وأظهرت بيانات لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية ووكالة “بلومبيرج” للأنباء أمس، أنه جرى إعطاء 50.7 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في بريطانيا حتى الآن. وبحسب البيانات المعلنة أمس، يقدر متوسط معدل التطعيم في بريطانيا بـ448 ألفا و798 جرعة في اليوم الواحد.
وبهذا المعدل، من المتوقع أن يستغرق تطعيم 75 في المائة من سكان البلاد بلقاح من جرعتين ثلاثة أشهر، وبدأت حملة التطعيم ضد الفيروس في بريطانيا قبل نحو 19 أسبوعا.
وأفادت البيانات بأن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في بريطانيا وصل إلى 4.44 مليون حالة، والوفيات المرتبطة بالجائحة إلى 127 ألفا و830 حالة حتى الآن.
ومضى نحو عام و13 أسبوعا منذ الإعلان عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا في بريطانيا. يشار إلى أن الجرعات وأعداد السكان الذين يتم تطعيمهم هي مسألة تقديرات، تعتمد على نوع اللقاح الذي تعطيه الدولة، أي إذا ما كان من جرعة واحدة أو جرعتين.
وكان قد أظهر مسح اقتصادي أن تجار التجزئة في بريطانيا سجلوا هذا الشهر أكبر انتعاش للمبيعات منذ 2018 مع بدء إعادة فتح متاجر غير الضروريات في إنجلترا وويلز عقب إغلاق لأشهر بسبب قيود مكافحة كوفيد.
ووفقا لـ”رويترز”، قال اتحاد الصناعة البريطاني في بيان سابق، “إن ميزان حجم مبيعات التجزئة الشهري قفز إلى +20 في نيسان (أبريل) من -45 في آذار (مارس)، وهو أعلى مستوى له منذ أيلول (سبتمبر) 2018”.
وترجع الزيادة جزئيا إلى أثر المقارنة بما قبل عام، حين كانت بريطانيا في خضم أول إغلاقاتها وأشدها صرامة، لكن مقياسا منفصلا لحجم المبيعات في هذا الوقت من العام انتعش انتعاشا قويا أيضا ليصل إلى أعلى مستوى منذ حزيران (يونيو) 2018، ومن المتوقع أن يظل مرتفعا في أيار (مايو).
وقال اتحاد الصناعة “إن متاجر عديدة ما زالت تعاني، ولا سيما في القطاعات الأكثر تضررا مثل الملابس”. وأوضح بن جونز، الاقتصادي في الاتحاد، “على الرغم من التقدم على خريطة الطريق، فإن عواقب قيود كوفيد – 19 ما زالت مؤثرة جدا”.
وتابع “تحسن مبيعات التجزئة الشهر الحالي تقوده القطاعات التي حققت أداء جيدا نسبيا خلال الجائحة، مع توقع انتعاش فوري محدود فحسب للقطاعات الأكثر تضررا مثل الملابس والأحذية والمتاجر الشاملة”.