▪︎ مجلس نيوز
ونحن نودع الأيام الأخيرة من عامنا المنصرم، ونستعد لاستقبال عامنا الجديد 2024م، بكل ما يحمله من آمال وتطلعات وأحلام، يصبح التأمل فيما تحقق من إنجازات وأهداف أمرًا لا مفر منه، فنحن هذه الأيام نعيش أواخر أيام شهر ديسمبر وهي إن صح القول أيام التخطيط والتأمل واستشراف المستقل بكل تفاصيله وملامحه.
فالمهتمون بشأن التخطيط يعدون مرحلة التأمل والتنبؤ بالمستقبل من أكثر الأدوات الفعالية على التحفيز والمثابرة في تحقيق الأهداف. فعندما نحاول معايشة ما نريد تحقيقه باستمرار، فهذا كفيل بقدر معين على تحفيزنا الدائم للعمل الجاد نحو تحقيق ما نصبو إليه دون إغفال لمراحل العمل الأخرى الفاصلة والحاسمة في بناء الخطط وتحليل الواقع والمأمول وقياس مستويات الأداء والإنجاز والتحسين المستمر بشكل مستمر.
وهنا أتذكر مقولة للفنان الإيطالي دافنشي في وصفه الإنجاز على أنه “نتيجة الجهد والمثابرة، لا يمكن تحقيق أي شيء دون بذل جهد والتزام مخلصين، إذا كنت ترغب في تحقيق شيء ما، فيجب عليك بذل الكثير من الجهد لتحقيقه.”
وأذكر في هذا السياق، دراسة حديثة طبقت هذا العام، استهدفت البحث في العلاقة بين عملية التخطيط وفعالية تحقيق الأهداف، قاموا بها كلاً من الباحث كريستوفر ويلسون، وآخرون، وأشارت نتائجها إلى أن الأشخاص الذين قاموا بتطوير خطط محددة ومتقنة لأهدافهم قد حققوا تلك الأهداف بمعدل يفوق نظرائهم غير المخططين بنسبة 82 %.
عندما تبدأ في التخطيط للعام الجديد، ضع أهدافا واقعية، كما يجب أن تكون تلك الأهداف قابلة للقياس، استخدام أسلوب قياس مؤشرات الأداء الرئيسية KPIS حتى يساعدك في معرفة مستويات تقدمك نحو أهدافك، يجب أن تشمل خطتك للعام الجديد أيضا جميع مجالات حياتك (الدينية والروحية والعقلية والجسدية والعائلية، الاجتماعية، المهنية، المالية)، كن مرنا، فالصدف قد تقودك إلى مجالات واهتمامات وهوايات لم تكن تخطط لها.
أجعل عامك الجديد مختلفًا، تعلّم 3 هوايات جديدة على الأقل، مارس الرياضة بانتظام وبشكل أسبوعي، أهتم بعلاقاتك الإيجابية، ضع لك عدة ساعات أسبوعية للتخطيط أو على الأقل لمراجعة مستويات تقدمك في تحقيق أهدافك، لا تغفل أبدًا عن الاستمتاع بوقتك والجلوس مع أسرتك وأصدقاءك، عش لحظاتك السعيدة بكل تفاصيلها وكأنك لن تعيشها يوما ما! جرب عادات جديدة، أذهب لأماكن جديدة، مدن جديدة، اكتشف مجالات مهنية جديدة، طور من علاقاتك المهنية، وحاول أن تصقلها بالتجارب والخبرات التطوعية والإنجازات العملية وشاركها للآخرين للاستفادة منها.
إن عامك الجديد هو بمثابة فرصة سانحة لإثبات أن الإنجاز والتقدم والتفوق ليس حلمًا بل حقيقة ستشاهدها إن عملت وفق خطة مسنودة بعمل جاد ومثابرة عالية وأداء عال، كما أنه فرصة أيضا ليخبرك بأن النجاح ليس محض الصدفة بل هو نتيجة حتمية للإصرار والمثابرة والعمل الجاد المتقن، والتطوير المستمر في ذاتك ومهاراتك وخبراتك.
أتمنى لك عاما جديدا، مليئا بالنجاح والإنجازات والسعادة.