رحيل البابطين.. حبيب "الأيتام والأرامل" وصديق "اللغة"

▪︎ مجلس نيوز

أُعلن، الجمعة، عن وفاة الشاعر والأديب الكويتي، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية، عبد العزيز سعود البابطين، عن عمر ناهز الـ 87 عامًا.

أحد أبرز وجوه الثقافة واللغة العربية وناشريها

ويعد البابطين أحد رواد الحركة الثقافية العربية والتنمية المعرفية، وأحد أبرز وجوه الثقافة واللغة العربية، وناشريها، وهو رئيس مجلس أعضاء مؤسّسة البابطين الثقافيّة بالاتّحاد الأوروبي، كما أنّه عضو في العديد من المجالس والجمعيّات والرابطات الناشطة في مجالات مختلفة، وفي السطور القادمة نتعرف أكثر على عبد العزيز سعود البابطين.

البداية

“لقد بدأ هاجس الشعر معي مبكراً عايشته صغيراً وشجعني عليه ما كنت أستمع إليه من قصائد الشعراء في ديوان أخي عبداللطيف، وظل الشعر يكمن بين جوانحي إلى أن تفجرت هذه الموهبة بنظم أول قصيدة وأنا فتى يافع، ثم نَمَت هذه الموهبة، ومع مرور الوقت وكثرة قراءتي للشعر في دواوين الشعراء، أصبحت متمكناً من هذا الفن الرائع ونظمت الكثير من القصائد العمودية”. هكذا يقول عبد العزيز البابطين عن نفسه، معرفًا موهبته.

النشاط الاقتصادي والثقافي

فعبد العزيز المولود عام 1936، من رجال الأعمال المعروفين في الكويت وله نشاط تجاري وصناعي بارز في أوروبا، أمريكا، الصين، والشرق الأوسط، وله استثمارات عديدة ومتنوعة في عدد من الدول العربية، وحائز على أكثر من 14 شهادة دكتوراه فخريّة عربيّة وأجنبيّة، من قبل عدد من الجامعات المرموقة تقديراً من دوائرها لجهوده في المجال الثقافي والعمل الخيري الإنساني ونشاطه الداعم للسلام وحوار الثقافات.

نال العديد من الأوسمة الرفيعة والدروع والجوائز تقديراً لما قام به من جهد في ميدان الثقافة في المحافل العربيّة والدوليّة، وقد أصدر 3 دواوين هي: “بوح البوادي” عام 1995، و”مسافر في القفار” عام 2004، و”أغنيات الفيافي” عام 2017″.

إنشأ جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري

نظرته للشعر العربي

يقول البابطين تلخيصًا لأفكاره عن الشعر العربي، إنه هبة من رب العالمين لا دخل لي فيها، وُلدت معي، وربما أسهمت أنا في تحفيزها وتنميتها، فالمتأصل داخلي هو الشعر، وهو الشعر العمودي الذي تفخر به الأمة لأنه أحد موروثاتها الأساسية منذ مئات السنين، عرفه العرب قبل الإسلام، واستمر الشعراء بنظمه والتغني به إلى يومنا هذا”.

وعن حلمه يقول البابطين إن هناك حلمًا راوده، وهو من أعز أحلامي وأكثرها إلحاحاً منذ أن أدركت القيمة الكبرى للشعر في بناء الأمة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً هذا الحلم هو إيجاد مؤسسة تعتني بالشعر العربي وتحتفي بالشعراء العرب.

ترجم هذا الحلم في شكل سعي متصل بإنشاء جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، ومكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، ومراكز الترجمة والتحقيق، وغيرها من الجهات، إضافة إلى إهدائه للعديد من الجهات التعليمة والخدمية مجموعات كبيرة من الكتب التي ساهمت في نشر الثقافة وتنمية المعرفة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، بالإضافة إلى دعمه للعديد من الناشرين والمكتبات حرصاً منه على دعم حركة النشر سواء إقليمياً أو عالمياً.

نظرته للتحديات التي تواجهها اللغة

لم بغفل الشاعر عن التحديات التي تواجه لغتنا، مشيرًا إلى أنها تواجه في وقتنا الحاضر بعض المخاطر منها ما نراه في الإعلانات وفي الشوارع وواجهات المحلات التجارية وانتشار الأسماء غير العربية على هذه الواجهات، خصوصاً مع وجود الجاليات كثيرة العدد في أقطار الخليج العربي، وكذلك من أوجه هذه المخاطر ما تقوم به كثير من الأسر من إجبار الأبناء ودفعهم للتعلم وإتقان اللغات الأجنبية على حساب اللغة العربية.

بعثات ومدارس

كانت رسالة البابطين واضحة في نقاط دعم الثقافة والتعليم والحوار بين الحضارات، فدعم التعليم في بلاده وخارجه بإنشاء المدارس والكليات والمعاهد في الكثير من البلدان، والتي قاربت أعدادها على (20) منشأة تعليمية، فيما أسس بعثة سعود البابطين الكويتية للدراسات العليا عام 1974.

ولم تكن المسيرة لتقف عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل العديد من الدورات التعليمية والتدريبية للغة العربية وللشعر العربي سواء داخل دولة الكويت وخارجها، والمراكز التي أنشأها للدراسات العربية والإسلامية في الكثير من البلدان الغربية، بالإضافة إلى إنشائه مركز حوار الحضارات الذي أصبح له كبير الأثر الطيب في الحوار بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى كراسي عبدالعزيز سعود البابطين للدراسات العربية والتي أسس منها العديد في الجامعات والكليات في أوروبا.

واليوم، كان للقدر كلمته في إعلان إتمام الرحلة الحافلة بالإنجازات والأحلام المتحققة، فتوفي البابطين، إلا أن حكايته لا يمكن إلا أن تستمر، صحيح أن بعض وجوهها قد تتغير، لكن البطل باقٍ بما أسهم.

Source

قد يعجبك ايضاً:

Next Post