▪︎ مجلس نيوز
على مدى السنوات العشرين الماضية، شهدت التجارة الرقمية نموا كبيرا. ووفقا لتقديرات منظمة التجارة العالمية، في الفترة من عام 2005 إلى عام 2022، نمت صادرات الخدمات الرقمية العالمية بمعدل سنوي متوسط قدره 8.1%. وفي عام 2022، شكلت 54% من إجمالي صادرات الخدمات العالمية، حيث أصبحت التجارة الرقمية قوة دافعة رئيسية للنمو الاقتصادي.
إن الاقتصاد الرقمي الصيني ضخم الحجم ولديه سيناريوهات غنية لتطبيق التكنولوجيا الرقمية، وقد أصبحت الصين إحدى أكثر الدول ديناميكية في العالم لتطوير التجارة الرقمية. وفي عام 2022، تجاوز حجم التجارة الإلكترونية الصيني عبر الحدود 2 تريليون يوان لأول مرة، ليصل إلى 2.11 تريليون يوان، بزيادة سنوية قدرها 9.8%. في 23 نوفمبر، بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ برسالة تهنئة إلى الدورة الثانية للمعرض العالمي للتجارة الرقمية، مشيرا إلى أن “التجارة الرقمية العالمية المزدهرة أصبحت نقطة مضيئة جديدة في التجارة الدولية”، مشددا على أن “من خلال تعزيز إصلاح وابتكار التجارة الرقمية، توفر الصين فرصا جديدة للعالم عبر تنميتها الجديدة.” وآملا أن “تتكاتف جميع الأطراف لبناء التجارة الرقمية لتصبح محركا جديدا للتنمية المشتركة، وتضخ قوة دافعة جديدة في نمو الاقتصاد العالمي.”
وأنشأ هذا المعرض جناح “التجارة الإلكترونية عبر طريق الحرير” لعرض نماذج مبتكرة لسلسلة صناعة التجارة الإلكترونية بأكملها، بما في ذلك منصات التجارة الإلكترونية، والخدمات اللوجستية عبر الحدود، والمدفوعات عبر الهاتف المحمول، والخدمات السحابية. وتمثل “التجارة الإلكترونية عبر طريق الحرير” خطة هامة توسع الصين من خلالها التعاون الاقتصادي والتجاري وتشارك الفرص التنموية الرقمية مع الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق، استنادا إلى المزايا الصينية المتمثلة في التطبيقات التقنية والنماذج المبتكرة والسوق الكبير في مجال التجارة الإلكترونية.
“التعاون الاقتصادي والتجاري هو حجر الصابورة للتعاون الصيني العربي.” وتعد التجارة الإلكترونية أحد المجالات التي حقق فيها التعاون الاقتصادي الرقمي الصيني العربي نموا أسرع وأكبر، كما تعتبر محركا جديدا لتعزيز التعاون في مجال الاقتصاد الرقمي بين الجانبين.
وفيما يتعلق الأمر ببناء بيئة ناعمة للتعاون في مجال التجارة الإلكترونية عبر الحدود، قامت الصين والدول العربية بتعزيز التواصل على مستوى الحكومة لتوفير الدعم السياسي للتعاون في المجال. ويوفر توقيع وثائق مثل “مبادرة بشأن التعاون الاقتصادي الرقمي في إطار الحزام والطريق” و “مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية في مجال أمن البيانات” الدعم لتعزيز التعاون والتعلم المتبادل بين الطرفين في مجالات الإنترنت والتنمية الاقتصادية الرقمية. وفي قمة الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية في ديسمبر 2022، أعربت الصين عن استعدادها بشأن “توسيع التعاون الابتكاري والتكنولوجي إلى مجالات جديدة “مع دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك تنفيذ 10 مشاريع للاقتصاد الرقمي مرتبطة بالتعاون في التجارة الإلكترونية عبر الحدود وبناء شبكات الاتصالات.
وبالاعتماد على مزايا سلسلة التوريد الصناعية، اكتسبت منصات التجارة الإلكترونية الصينية الكثير من الاهتمام في المنطقة العربية. وفقا لإحصاءات، تشمل المنصات الصينية للتجارة الإلكترونية 80% من مستخدمي الإنترنت في الدول الخليجية الست. تعتبر SHEIN، كأحد رواد التجارة الإلكترونية عبر الحدود في الصين، محظوظة بالعمل المستمر في منطقة الشرق الأوسط. وتتصدر Fordeal منصات التسوق في المملكة العربية السعودية بمجرد إطلاقها في الشرق الأوسط. على الرغم من دخول JD.com إلى السوق العربية في وقت متأخر، إلا أنها وقعت اتفاقية تعاون مع منصة التجارة الإلكترونية Tradeling في الإمارات العربية المتحدة في عام 2021، لدعم العلامات التجارية الصينية في الوصول إلى السوق العربية بالتزامن مع توفير فرص للشركات الصغيرة المحلية للدخول إلى سوق التجارة الإلكترونية الصينية. بالإضافة إلى المنصات التقليدية للتجارة الإلكترونية، بدأت وسائل التواصل الاجتماعي في أن تصبح تدريجيا قنوات تسويق مهمة في منطقة الشرق الأوسط حيث حققت منتجات التسوق TikTok Shopping التابعة لـ ByteDance الصينية نجاحا لافتا في المنطقة العربية.
تولي الصين والدول العربية أهمية كبيرة للاقتصاد الرقمي، ولا يزال التعاون الثنائي في البنية التحتية الرقمية وتكنولوجيا الاتصالات وغيرها من المجالات يحتفظ بزخم قوي. ويواصل التعاون في التكنولوجيا المالية والخدمات اللوجستية الذكية ومراكز البيانات والذكاء الاصطناعي وغيرها من المجالات في التعمق. في المستقبل، يتعين على الصين والدول العربية مواصلة تعميق الثقة السياسية المتبادلة، وتعزيز الالتحام بين استراتيجيات التنمية، واغتنام الفرص الرقمية في إطار “الحزام والطريق”، وتحسين نظام الحوكمة الاقتصادية الرقمية الثنائية، وإنشاء قواعد التجارة الرقمية وآليات التعاون، بهدف تعزيز التنمية المنسقة للاقتصادات الرقمية في مختلف البلدان، وإنشاء مجتمع اقتصادي رقمي متبادل المنفعة.