▪︎ مجلس نيوز
“الزمان 22 نوفمبر 2022 والمكان ملعب لوسيل”.. هنا يجلس مشجع سعودي يخفق قلبه بمشاعر متباينة، ما بين فرحة بظهور جديد في المونديال وبين قلق من هزيمة ثقيلة أمام كتيبة ليونيل ميسي.
الأخضر افتتح مشوار مشاركته السادسة بالمونديال بفوز تاريخي
بدأت المباراة كما توقعها الجميع، بداية قوية من “راقصي التانغو” توجوها بهدف من ركلة جزاء في الدقائق العشر الأولى بأقدام “ميسي”، ليعتقد الكثيرون أن “عداد” الأهداف الأرجنتيني بدأ، لكنّ لاعبي الأخضر صمدوا دفاعيًا مع محاولات خجولة للهجوم لينتهي الشوط الأول بالهدف الأرجنتيني.
مع انطلاقة الشوط الثاني بدا الأمر كما لو أن مباراة أخرى قد بدأت، فبينما كانت كل التوقعات تشير إلى زيادة الغلة التهديفية لـ”البرغوث الأرجنتيني” ورفاقه، جاءت الصاعقة السعودية لتضرب “راقصي التانغو” في 5 دقائق للتاريخ لن تغيب عن ذاكرة السعوديين.
في الدقيقة 48 احتبست أنفاس السعوديين عندما انطلق صالح الشهري نحو منطقة جزاء الأرجنتين، ليودع كرة بقدمه اليسرى تهادت من تحت أيدي الحارس إيميليانو مارتينيز لتنفجر المدرجات ومن ورائها كافة ربوع ومناطق المملكة احتفالًا بهدف التعادل.
عند تلك اللحظة شعر لاعبو الأخضر أن “المستحيل ليس سعودياً” لتتبدل الأدوار في تلك اللحظة، وتصبح الغلبة على أرض الملعب للسعوديين الذين صالوا وجالوا أمام منتخب الأرجنتين “التائه” والمصدوم، ليتلقى الصاعقة الثانية في الدقيقة 53 بعد تسديدة ولا أروع من سالم الدوسري معلنًا عن تقدم سعودي لم يكن أكثر المتفائلين من الجماهير السعودية والعربية يتوقع أن يحدث.
مرت الدقائق المتبقية من اللقاء “دهرًا” على لاعبي الأخضر لا سيما وأن حكم اللقاء احتسب 15 دقيقة وقت بدل ضائع، لتعيش الجماهير السعودية أصعب الدقائق في تاريخ المنتخب، فها هي لحظة الفوز التاريخي تقترب، لكن هل تفسدها لمحة من ميسي أو تسديدة من ركلة حرة اعتاد عليها “البرغوث” الأرجنتيني؟
سؤال جال في خاطر الجماهير السعودية خلال هذه الدقائق لكن الإجابة كانت دائمًا عند الحارس محمد العويس الذي قدم مباراة للتاريخ، رفقة خط دفاع لم يتوان عن حماية عرين الأخضر أبرزهم ياسر الشهراني الذي استبسل في الدفاع بطريقة كلفته إصابة أبعدته عن الملاعب شهورًا طويلة.
وبعد 105 دقائق أطلق الحكم صفارة النهاية، لكنها لم تكن سوى “صفارة البداية” لاحتفالات عمت أرجاء المملكة، بل وتخطت حدودها لتصل إلى العديد من الأقطار العربية التي خرجت جماهيرها احتفالًا بهذا الفوز التاريخي.
