Social icon element need JNews Essential plugin to be activated.

السعودية.. "حمامة السلام"

▪︎ مجلس نيوز

النظر إلى المملكة العربية السعودية؛ يفترض أن يكون مرتبطاً بعاملين هامّين؛ الأول: أن تكون النظرة من الأعلى، والثاني: أن تحتوي على كثير من العمق، وإجادة فن الغوص في التفاصيل.

فهم الموروث الحضاري العميق في هذه البلاد، واستيعاب ما يتميز به شعبها الكبير

وحتى الحديث عن المملكة، له اشتراطاته وخصوصيته التي لا تنطبق إلا عليها. فالسعودية لمن أراد الحديث عنها، عليه الاعتداد بحزمة من الأمور، أهمها، فهم الموروث الحضاري العميق في هذه البلاد، واستيعاب ما يتميز به شعبها الكبير.

فالحضارة السعودية الخاصة، رغم أنها أكبر من الحديث عنها، إلا أنها عُدت رافعةً في السياسة، والاقتصاد، والاجتماع، وصولاً إلى المستقبل. وهذا ليس بمفاخرة لا تستند على وقائع، بل وقائع ترتكز على ملفات كبيرة تضرب بجذورها عمق التاريخ.

فحديث ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، عن عزم المملكة استضافة كأس العالم في 2034، لم يقم على فك الارتباط بالماضي والحاضر والمستقبل، إنما جاء ذلك في عمق الفكرة السعودية، التي عدها ولي العهد “رسالةً للسلام والمحبة” موجهة من الرياض إلى العالم.

هذا من ناحية؛ ومن أخرى، فتصدر المملكة للواجهة، عبر تحولها إلى “ورشة عمل كبرى”، يراها العالم بعين الذهول، والنهضة الشاملة، في شتى المجالات، والموقع القيادي الذي نقلها إلى موضع “الحاضنة الدولية” لأهم الأحداث والفعاليات العالمية، يمنحها الحق بأن تخطو نحو هذا الاتجاه، وتتولى زمام استضافة مثل ذلك الحدث العالمي الكبير.

تبلغ نسبة المواطنين السعوديين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً 63% 

ولذلك العزم عدة ارتباطات، إذ يجسّد إعلان نية الترشح، مسيرة تطوير كرة القدم في المملكة، وتشكل هذه الرياضة جزءاً أساسياً من الهوية السعودية، فيما تبلغ نسبة المواطنين السعوديين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً 63% من إجمالي شعب المملكة، وهذا ما يتيح فرصة واعدة، لتمكين الشباب من الاستفادة من التأثير الإيجابي الكبير لكرة القدم، بالإضافة إلى أن المدن المضيفة، توفر مجموعة متنوعة من خيارات التنقل، عبر قطاع الطيران، أو السكك الحديدية، أو الطرق البرية.

ولا يمكن الحديث عن هذا الملف، بمعزل عن النظر لقطاع الرياضة في المملكة، وهو الذي بلغت قيمته “5.76 مليار دولار”، والآمال تتجه زيادة هذا الرقم ليصل إلى “22 مليار دولار”، بحلول 2030، فيما سجلت الأنشطة الرياضية الأسبوعية زيادة من 13% في عام 2015 إلى حوالي 50% في عام 2022، وارتفع عدد الاتحادات الرياضية السعودية من 32 في عام 2015 إلى 97 في عام 2023، وشهدت نسبة مشاركة الشابات والنساء في الرياضة زيادة بنسبة 150% منذ عام 2015، بالإضافة إلى احتضان المملكة 37 منتخبا وطنيا نسائيا تتبع لاتحادات رياضية مختلفة، كما تترأس النساء 4 اتحادات رياضية، بينما وفر هذا النمو والحراك الرياضي، 20 ألف فرصة عمل، وتهدف المملكة لتوفير 100 ألف فرصة عمل بحلول عام 2030.

ويجب التذكير بالمقومات الاقتصادية، وهي ما تعتبر ورقة دعم لتبني هذه الفكرة، ناهيك عن توظيفها هذه الرغبة، في التقاء الشعوب، بمختلف الأعراق والثقافات والأديان، وهو ما يندرج في إطار “ديدن السلام السعودي”، الذي تخطى حدود المراكز وقاعات المؤتمرات، إلى حدود الرغبة الصادقة في خلق صورة جديدة عن المنطقة كافة، من خلال المملكة العربية السعودية.

وفي هذا الصدد، يجب العودة لما تمتلكه المملكة، من سجلات حافلة بالنجاحات، في مجال استضافة البطولات الرياضية العالمية، بما في ذلك الملاكمة، والجولف، والتنس، والفورمولا 1، والفورمولا إي، وكأسا السوبر الإيطالي والإٍسباني، ومنافسات WWE للمصارعة، ورالي داكار، وغيرها الكثير.

 استضافت المملكة أكثر من 50 فعالية رياضية عالمية منذ عام 2018 

فقد استضافت المملكة أكثر من 50 فعالية رياضية عالمية منذ عام 2018، شملت أكثر من 15 رياضة مختلفة بما ساهم في جذب جمهور عالمي، وانطلاقاً من سجلها الحافل بالنجاحات في مجال تنظيم البطولات الرياضية واستثماراتها الضخمة في تطوير البنية التحتية، تستعد المملكة لاستضافة عدد من الفعاليات الرياضية الكبرى خلال الفترة القادمة، بما في ذلك نسخة عام 2023 من بطولة كأس العالم للأندية، ونسخة عام 2027 من كأس آسيا لكرة القدم.

إن هذه البادرة التي كُشف عنها النقاب، ووضع ملف استضافة المملكة لمثل هذا الحدث العالمي الأهم في الكوكب، يعكس دون أدنى شك، الثقة السعودية بذاتها، وبإنسانها، وبثقلها العالمي، وقبل ذلك، يقينها بأن البوابة السعودية لا تقل عن أي بوابة عالمية كبرى، تدخل منها الشعوب، لتجد دولة عصرية، وحديثة، تعتد وتعتز بإرثها وحضارتها وتستند عليه، وتقوم على سواعد أبنائها، ممن خلفوا الآباء والأجداد، في البناء والولاء، لهذا الكيان الكبير.

Source

Next Post