▪︎ مجلس نيوز
ميلان، المدينة الإيطالية الباهرة التي طالما كانت محطة للأفكار الابداعية ومركزاً للابتكار والتطوير المستمر، تستعد اليوم لدخول عصر جديد من النمو والتطور دون أن تتنازل عن تراثها العريق. حيث تسعى هذه المدينة بتاريخها العريق للتجدد والتقدم دون الإخلال بتراثها وقيمها العريقة.
بالرغم من أن القصور الشامخة ورائحة الإسبريسو القوية تشكل جزءاً لا يتجزأ من هوية ميلان، فإنها تتجاوز اليوم مرتبة مدينة الأزياء والأناقة لتصبح عاصمة الابتكار الحديثة.
تبدأ هذه الرحلة من قصر Serbelloni، حيث تتكشف أساطير الماضي وفي الوقت نفسه تتحول لنقطة التقاء بين الماضي والحاضر. القصر الذي عاش أياماً مجيدة في تاريخ إيطاليا يستضيف اليوم أفكاراً طموحة ومشاريع مبتكرة تسعى لاقتحام عالم الابتكار. حيث تستعد المدينة اليوم لتعيش تحولا وتقنيا في إطار مشروعات طموحة تهدف إلى تحويل المدينة إلى “مدينة ذكية”. المشروع الذي يتمتع بدعم كبير من الحكومة المحلية والقطاع الخاص يهدف إلى تمكين الأفراد والمؤسسات من الفرص والأدوات التي تؤهلهم للنجاح والتقدم. وفي سياق الحرص على البيئة والحياة المستدامة، تعمل مدينة ميلان على تبني مشروعات بيئية تهدف إلى إحداث تغيير في الفضاء الحضري وتوجيه العمارة نحو الاستدامة والطاقة المتجددة.
لكن الحديث عن ميلان لا يكتمل إلا بالإشارة لدورها في عالم الفن والتصميم. فالمدينة التي عرفت بقوة تأثيرها في هذا المجال تستمر في تقديم الابتكارات الثقافية والفنية وتعد بالمزيد من التجارب المبتكرة، ما يؤكده معرض Salone del Mobile.. ففي مشهد يجمع بين الأيام الذهبية وتطلعات الغد الزاهية، تبقى جدران قصر Serbelloni العتيقة شاهدة على التحول من مدينة تراثية إلى بوابة للابتكار أضاءت للمدن الإيطالية الأخرى الطريق نحو المستقبل. المدينة التي تجدد نفسها بلا كلل باتت مثار إعجاب العالم، حتى ارتقت لتكون موطن الأفكار الطموحة والاستثمار والابتكار الملهم. هذا التحول في الطابع السائد في المدينة لم يأتِ صدفة، فقد كان نتيجة لسنوات من الإصرار والتخطيط الدقيق، وقد جذب السكان الجدد وأعاد تشكيل الحياة في المدينة، ليحقق لميلان موقعاً رائداً بين أكثر المدن حيوية وتألقا في العالم.
تغلبت هذه المدينة على تحديات الوباء لتظهر في أفضل حالاتها، معلنةً عن عودة نبض الحياة في شوارعها فباتت تستمد قوتها من القوة الإبداعية لأفرادها. المدينة المزدحمة بالمصممين العريقين كـ فيرساتشي، أرماني وغيرهم تثير الكثير من الإلهام. وفي حين أن المكان يعج بالمشاهد الثقافية المتنوعة، فإن ميلان لا تزال جذابة بفضل الدورات الأزياء الكبيرة التي كانت تاريخياً جزءًا مهما من كينونة المدينة. اليوم نستطيع أن نقول بأن الجيل القادم في ميلان لا يبحث عن المنافسة، بل يعمل على بناء على إرث أجداده. المعاصر. إن مدينة الأناقة والجمال، الموطن الأصلي “لدا فينشي” أصبحت اليوم ملاذًا للمبدعين ورواد الأعمال. هذا التحول لم يحدث بصورة تلقائية، بل كان نتيجة لسلسلة من الأحداث التي اجتمعت معًا لإحداث هذا التأثير. بداية من وصول البريطانيون المهاجرون بعد البريكست، وصولًا إلى الحوافز الضريبية الجديدة التي أعطت الشركات دفعة للعمل في المدينة، ومزج هذه العناصر مع الأنماط الثقافية حتى اكتسبت حضورا جذابا. المدينة تغيرت بفضل الجيل الجديد من المبدعين الذين قاموا بتحويل سوق الأزياء إلى مكان يضم الثقافة والأعمال الفنية دون التنازل عن الموروث الثقافي الكبير للمدينة. بدون شكى فإن ميلان التي تواكب الحداثة وتعانق الابتكار تظل راسخة في جذورها وتراثها العريق ستبقى رمز للتجدد والابداع الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان.