▪︎ مجلس نيوز
قرأت ذات مرة جملة تقول (لا تتسرع في الحكم، فقد ترخص ثمينًا و تثمن رخيصًا)، وظلّت هذه الجملة عالقة بذهني كقاعدة حياتية، وأحاول إسقاطها على كل الأحداث التي تمر عليّ أو على الأحداث والأشخاص من حولي.
قبل أشهر تحفزت لدراسة ردود فعل المجتمع حول الصفقات التي تشغل الشارع الرياضي السعودي هذا العام، فوجدت أن المجتمع انقسم إلى قسمين أحدهما مؤيدٍ والآخر معارض، تأملت الرأيين كثيرًا وقررت الكتابة ليس عن المؤيدين ومبرراتهم، بل عن المعارضين ودوافعهم، لاشك أن التسرع والنظرة الضيقة للأحداث الرياضية كانت سببًا للمعارضة، ولأكون أكثر وضوحًا فأنا أقصد صفقات استقطاب اللاعبين العالميين للأندية السعودية.
وهنا سأدعو المعارض في النظر من الأعلى وبنظرة شاملة من الناحية الاتصالية والاقتصادية الاستثمارية والسياحية لاستقطاب اللاعبين العالميين لأي دولة،
إن استقطاب اللاعبين العالميين النجوم يمكن أن يوفر العديد من الفوائد، وخاصة في مجال الرياضة فهل حدثت نفسك بها عزيزي قبل الحكم.
عندما ينضم نجم عالمي إلى فريق في دولة ما، فهو سيساهم في تعزيز صورة الدولة وزيادة شهرتها وتأثيرها الإيجابي في العالم، حيث يتابع الملايين هؤلاء النجوم، وبالتالي تستفيد الدولة من الترويج لنفسها ولهويتها من خلالهم.
عزيزي إن استقطاب اللاعبين النجوم يساعد في تحسين أداء الفرق الرياضية، وبالتالي زيادة فرص الفوز في المسابقات والبطولات المحلية والإقليمية والعالمية، فهولاء النجوم غالبًا لاعبون موهوبون ويملكون خبرة عالية، وتواجدهم في الفرق يمكن أن يحسن من مستوى الفريق ويساهم في تحقيق النجاحات الرياضية.
لا يختلف اثنان أن وجود لاعبين نجوم يؤدي إلى زيادة الاهتمام بالرياضة والاستثمار في تلك الدولة، فقد تتلقى تبرعات أو استثمارات من الجهات المهتمة بالرياضة، مثل الشركات الراعية والمستثمرين، وذلك لدعم الأندية وتطوير البنية التحتية الرياضية وغيرها من المجالات.
هل سمعت يومًا عن السياحة الرياضية؟ هؤلاء اللاعبين النجوم يجذبون المشجعين والجماهير من مختلف أنحاء العالم إلى الدولة بأعداد كبيرة جدًا، ويتوجه العديد منهم لحضور المباريات والفعاليات الرياضية التي يشاركون فيها، وبالتالي تستفيد الدولة من زيادة السياحة الرياضية والإقامة والإنفاق السياحي وبالتالي زيادة مبيعات تذاكر المباريات والسلع ذات الصلة والإعلانات وحقوق البث التلفزيوني.
ومع ذلك فإن هذه الفوائد قد تختلف من دولة لأخرى، فهي تعتمد على الظروف والسياق الخاص بكل دولة، فبعض الدول قد تضع استقطاب اللاعبين النجوم كجزء من استراتيجية لتعزيز صورتها الذهنية العامة وتعزيز السياحة والاستثمارات، في حين أن الدول الأخرى قد تركز بشكل أكبر على تحقيق النجاحات الرياضية وتطوير الرياضة المحلية.
على الرغم من الفوائد التي ذكرتها، سأستمر في الحياد وأعترف بأنه قد يعترض الطريق بعض التحديات والمخاطر المرتبطة باستقطاب اللاعبين النجوم، مثل المشاكل المالية المحتملة وتبعاتها على الاستدامة المالية للفرق، والتفاوت في المستوى بين اللاعبين وتأثيره على الروح الجماعية للفريق، والتبعات الطويلة الأمد على تطوير اللاعبين المحليين ورفع مستوى الرياضة في الدولة.
بشكل عام عزيزي القارئ فإن الاستفادة من استقطاب اللاعبين النجوم يعتمد على التوازن بين الفوائد المحتملة والتحديات المرتبطة بهذه العملية
وهذا ما يجب على الدول تقييمه من خلال الظروف المحلية ووضع استراتيجيات مناسبة للتعامل مع هذا الأمر بشكل فعال ومستدام.
والآن.. أخبرني هل ما زلت معارضًا؟!