Social icon element need JNews Essential plugin to be activated.

“ثقوب” البحر الأحمر.. “الاقتصاد الأزرق”

▪︎ مجلس نيوز

ترفد جماليات “الثقوب الزرقاء”، باكورة الاكتشافات المائية، على امتداد السواحل السعودية الجنوبية للبحر الأحمر، فكرة تحويل تلك السواحل إلى مقصد سياحي عالمي المستوى، ما ينتج عنه عوائد بيئية لافتة ومتنوعة، من شأنها دعم الاقتصاد المحلي، فضلاً عن أنها ستخلق مزيداً من الوظائف بقطاع السياحة.

خلق حالة تنوع طبيعي وبيولوجي لافت يضاعف مكتسبات الاقتصاد الأزرق

وتظل قصة “الثقوب الزرقاء” إنجازاً سعودياً باكتشاف مواطن الجمال في البيئة البحرية، والتزاماً لافتاً يفرض تكثيف الاهتمام بتلك المواطن في ضوء نهج سياحي متجدد، وتطويرها بما لا يتعارض مع حدود البيئة، ما يسمح لخلق حالة تنوع طبيعي وبيولوجي لافت، يضاعف مكتسبات الاقتصاد الأزرق.

ويجد الدكتور محمد قربان، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن اكتشاف أكثر من 20 ثقباً أزرق على طول السواحل السعودية الجنوبية للبحر الأحمر، خلال عام 2022 كان نقطةً مضيئة في هذا الملف المهم، الذي يعود على الاقتصاد والسياحة من النواحي المالية والبشرية.

أما جذور الحكاية، فقد بدأت، حينما أطلق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية رحلة أول مسح شامل، لمناطق لم يسبق دراستها، بهدف استكشاف البحر الأحمر، وذلك بمشاركة سفينة الأبحاث العالمية “أوشن إكسبلورر”، وسفينة الأبحاث الوطنية “العزيزي”، التابعة لجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية “كاوست”.

وكانت منطقة عفيفي جنوب البحر الأحمر منطلقاً لرحلة الاستكشاف، وصولاً إلى خليج العقبة شمالاً، على مدى 19 أسبوعاً، انخرط فيها باحثو المركز من الكوادر الوطنية حديثي التخرج في العلوم البحرية، لتدريبهم على أفضل الممارسات العلمية.

الثقوب الزرقاء نظاماً بيئياً مهماً كونه يحتوي على تنوع أحيائي كبير جداً

وبالعودة لقربان، فقد اعتبر خلال حديثه لـ”أخبار 24″، الثقوب الزرقاء نظاماً بيئياً مهماً، كونه يحتوي على تنوع أحيائي كبير جداً، بدءاً من السطح وباتجاه العمق، ورأى في هذا الصدد أن ينبري للقول “إن أردنا الحديث عن سبل المحافظة على هذا الاكتشاف، فإننا نعكف الوقت الراهن البدء بخطة حماية متكاملة وسيعلن عنها قريباً”.

ويعزز الاكتشاف البحري الذي أعلنه المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، بالشراكة مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية “كاوست”، وجامعة الملك عبد العزيز، الإطار الكامل للتنمية الشاملة المستدامة؛ إذ يعد إحدى عجائب البحر ذات الغموض اللافت، كما تعتبر إنجازاً يضاف لرصيد المبادرات البيئية السعودية.

وبحسب قربان، فإن هذا الاكتشاف، يتماشى مع أهداف مبادرات السعودية الخضراء، المتمثلة برفع نسبة المناطق المحمية لتصل إلى 30% من مساحة المملكة بحلول 2030، إضافة إلى مبادرة تقييم ودراسة البيئات البحرية، وإعادة تأهيل المتضرر منها.

وبموازاة ذلك، فإن مسؤولي المركز يشددون بضرورة أهمية المحافظة على الثقوب الزرقاء، إذ يقول عبد الله الطلاسات، مدير إدارة المناطق المحمية إن “الثقوب الزرقاء”، تتمتع بتنوع أحيائي في المنطقة مما يخلق رافداً اقتصادياً نتيجة حضور وتوافد السياح المهتمين بالترويح البيئي.

الحفاظ على الثقوب عبر إعلانها منطقة محمية

ويكمل الطلاسات: “سنحافظ على هذه الثقوب عبر إعلانها منطقة محمية، بصفته موقعاً مكرساً للحفاظ على التنوع الأحيائي، والحياة الفطرية؛ لأن هذا الاكتشاف الغني يعد قيمة بيئية فريدة، والحل الأمثل أننا ننشئ هذه المحمية لتنظيم التدخلات البشرية، والصيد الجائر، ناهيك عن المخالفات، وكل هذا من أجل تحقيق الهدف الوصول إلى نسبة الـ30% التي أعلن عنها ولي العهد”.

ويتفق عبد الناصر قطب – وهو كبير باحثي البيئة البحرية – مع الطلاسات بأن الثقوب الزرقاء نظام بيولوجي فريد وغني بالشعب المرجانية، كما يعد ملاذاً للعديد من الثدييات والسلاحف البحرية، والتنوع الأحيائي، مشدداً على أهمية حمايته والحفاظ عليه إذ يعتبر مقدرات بيئية لافتة ومهمة.

ويشير قطب إلى أن تلك الثقوب حتى اللحظة، لم تجر حمايتها؛ بيد أن ابتعادها عن الساحل، والتدخلات البشرية، يساعدان على حمايتها، ويحض في سياق حديثه، على أهمية عمل دراسات مكثفة لتلك المواقع، إذ تعتبر خط أساس في البحر الأحمر للتنوع الأحيائي، وعمل بروتوكولات للحماية والحفظ، إذ تعتبر رافداً اقتصادياً الآن ومستقبلاً لاستدامتها.

Source

Next Post