▪︎ مجلس نيوز
أطلقت هيئة تقويم التعليم والتدريب، الإصدار الثاني من الإطار الوطني لمعايير مناهج التعليم العام، والوثائـق المحدثـة لمعايير الأداء في مجـالات التعلم لمناهج حديثة، نحو مرحلة تنافسية جديدة.
وتهدف معايير المناهج إلـى تمكيـن الطالب والطالبة مـن اكتسـاب المعـارف والمهـارات والقيـم اللازمة للحيـاة والتعلـم المسـتمر ووظائـف المسـتقبل ومواجهـة التحديـات واسـتثمار الفـرص بشـكل إنتاجي وإبداعي، وذلك بالتكامـل والتنسـيق المسـتمر مـع وزارة التعليــم.
وترتكز رؤية الإطار الوطني لمعايير المناهج على أن يكون كلٌ من الطالب والطالبة فردًا “متعلمًا معتزًا بهويته منتميًا لوطنه، ملتزمًا بالولاء لقيادته، ومسهمًا في تنمية وطنه، مبدعًا علميًّا ومهاريًّا، ومنافسًا عالميًّا”.
وجاء اعتماد الإصدار الثاني لهذا الإطار خلال الاجتماع العاشر الذي عقده مجلس إدارة الهيئة، وتكمـن أهميـة معاييـر المناهـج فـي ضمـان جـودة التعليـم العـام ومخرجاتـه، والاتسـاق بيـن جميـع عناصـر العمليـة التعليميـة، إذ تقـدم رؤيـة مشـتركة علـى المسـتوى الوطنـي، يعمـل الجميـع علـى تحقيقهـا مـن منظـور تربـوي واضحٍ يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، والبرامج المنبثقة منها وذلك من خلال ضمان الاتساق والتكامل بين معايير المعلمين والرخص المهنية، وتقويم المدارس واعتمادها، والاختبارات الوطنية، ومتطلبات الاختبارات الدولية، وإستراتيجيات التعلم والتعليم والتقويم الصفي، والمواد التعليمية ومصادر التعلم، والتطوير المهني للمعلمين.
وتمثــل المناهــج التعليميــة مرتكــزًا مهمًا لهــذا الأســاس التعليمــي المتيـن الـذي يتطلـب المواءمـة مـع المنطلقـات الوطنيـة والتربوية؛ لتعزيز القيــم الإســلامية والهويــة الوطنيــة التــي أكدتهــا رؤيــة المملكــة 2030، ولمواكبــة المتغيــرات المعرفيــة والتقنيــة التــي يعايشــها جيــل اليــوم، كمـا يتطلـب التركيـز علـى المهـارات والتطبيقـات العمليـة.
ويُعدّ بنـاء المناهـج التعليميـة وتطويرهـا وفـق معاييـر نوعيـة عاليـة الجـودة مـن أبـرز الممارسـات الدوليـة المتبعـة فـي الـدول المتقدمـة؛ إذ تـم التحـول فـي كثيـر منهـا إلـى التعليـم القائـم علـى المعاييـر بمـا يسـاعد فـي تقديـم وصـف واضـح لمـا ينبغـي أن يتعلمه الطالب ويفهمـه ويسـتطيع القيـام بـه، وتمثـل هـذه المعاييـر الأساس المرجعي في إعداد المناهـج، وتطبيقها، وتقويمهـا، والمسـاعد فـي عمليـات التخطيـط والتنفيـذ والتقويـم، وقـد أظهــرت نتائــج التقويمــات والاختبارات الدوليــة ارتفــاع مســتويات أداء الطلاب فـي تلـك الـدول.
وتقـوم معاييـر المناهـج فـي المملكـة علـى مجموعـة مـن المرتكـزات، تشـمل: تعزيـز الهويـة الوطنيـة لدى المتعلم، التي تمثل المرتكز الأساس لإعداد هذه المعايير وتطبيقها وتقويمها، والتوجهـات الوطنيـة التي تُعدّ مرتكـزًا جوهريًّا لها؛ وذلـك مـن أجـل إعـداد جيـل يسـهم فـي تحقيـق هـذه التوجهـات، وكذلك التوجهات التربويـة التي برزت فـي ضـوء تحليـل تقاريـر المنظمـات والممارسـات الدوليـة والمقارنـات المرجعيـة، وجُعِلـت مرتكـزًا لإعداد هذه المعايير وتطبيقهـا وتقويمهـا، واستشـراف المسـتقبل فـي ضـوء مسـتهدفات رؤيـة المملكـة 2030 والبرامـج المنبثقـة عنهـا.
وتستهدف هذه المعايير تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وفق برنامج تنمية القدرات البشرية في المحاور الثلاثة (مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح)، من خلال تعزيز القيم الإسلامية والهوية الوطنية وتمكين حياة عامرة وصحية، وتنمية الاقتصاد وتنوعه، وزيادة معدلات التوظيف وتمكين المسؤولية الاجتماعية.
تم نشر هذه المقالة الإصدار الثاني.. «تقويم التعليم» تصدر الإطار الوطني لمعايير مناهـج التعليم العام للمرة الأولي علي صحيفة الوئام الالكترونية.