▪︎ مجلس نيوز
قال فهد السحيمي، المدير الإقليمي لـ«هلب أي جي» HelpAG في المملكة العربية السعودية، إن المملكة تركز جهودها في الأمن السيبراني نحو تحقيق أهدافها للتحول الرقمي، بهدف حماية الأنظمة والبنية التحتية المهمة، ونتيجةً لذلك، يتزايد الطلب على خبراء الأمن السيبراني بشكل ملحوظ، حيث أشار تقرير أطلقته منصة لينكد إن في شهر يناير إلى أن أربعاً من أسرع عشر وظائف نمواً في المملكة كانت في مجالات الأمن السيبراني وتحليل البيانات وتطوير البرمجيات.
ووفق السحيمي، يمثل هذا التوجه فرصةً للقدرات التقنية الطموحة من جيل الشباب في المملكة لدخول مسار وظيفي في مجال الأمن السيبراني، حيث تلعب الجهود الاستباقية لأصحاب المصلحة في الجهات الحكومية والشركات والمؤسسات التعليمية في القطاع دوراً بالغ الأهمية في مساعدة الشباب لتحقيق إمكانياتهم.
وتابع أن توظيف قدرات المواهب الشابة في قطاع الأمن السيبراني يشكل خطوةً حاسمة، لا سيما في ظل وجود أكثر من 2.5 مليون وظيفة شاغرة في القطاع على مستوى العالم، وفقاً لشركة مايكروسوفت. ويسلط هذا الرقم الضوء على تحدٍ كبيرٍ لا بدّ من تجاوزه في سبيل تعزيز نمو القطاع وسلامة البيانات والمعلومات الخاصة للأفراد والشركات والحكومات في جميع أنحاء العالم.
تمكين الشركات من سد فجوة المهارات
وأكد السحيمي أن الحكومة السعودية تقوم بدورها لتلبية مستوى الطلب على المواهب في القطاع، من خلال تطبيق مبادرات لرعاية الابتكار في مجال الأمن السيبراني ولإنشاء بنية تحتية تعمل على تمكين الشركات من سد فجوة المهارات، «على سبيل المثال، تستثمر الحكومة السعودية أكثر من 1.2 مليار دولار لتطوير المهارات الرقمية لأكثر من 100 ألف من المواهب السعودية من جيل الشباب، وذلك في مجموعة من المجالات المهمة مستقبلاً، من بينها الأمن السيبراني والبرمجة والذكاء الاصطناعي وبرمجة ألعاب الفيديو.
وتابع أن الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في المملكة تعمل باستمرار على إطلاق مبادرات تهدف إلى تعزيز واقع الأمن السيبراني في الدولة، بما في ذلك البرنامج الوطني للتمارين السيبرانية، الذي سيوفر التدريب لأكثر من 5 آلاف مواطن، مؤكدا أن المملكة تأتي في المرتبة الثانية في مؤشر الأمن السيبراني العالمي ضمن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2022 بفضل هذه الجهود.
وشدد على أن استراتيجية التوطين وجهود تمكين المرأة، في إطار رؤية السعودية 2030، تسهم في سد فجوة الأمن السيبراني في المملكة، حيث تبذل الحكومة جهوداً ملحوظة لتعزيز حضور المرأة في سوق العمل، ما يعني تعيين مزيد من السيدات في مناصب تقنية وقيادية في مجال الأمن السيبراني لمواكبة مستويات الطلب، إذ قطعت المملكة أشواطاً واسعة في هذا الشأن، حيث تشكل السيدات السعوديات 45% من القوى العاملة في مجال الأمن السيبراني في الدولة، بحسب الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز.
فرصة لبناء مهارات الشباب السعودي في مجال الأمن السيبراني
وأضاف المدير الإقليمي لـ«هلب أي جي» HelpAG في المملكة العربية السعودية، أن الشباب السعودي الشغوف بالأمن السيبراني يحظى بفرصة رائعة لبناء مهاراتهم واكتساب المعرفة في المجال، في ضوء زيادة أعداد الدورات التدريبية في الأمن السيبراني وتوافر الدرجات الجامعية. ولا تُعد الشهادة الجامعية شرطاً أساسياً للحصول على فرصة عمل في الأمن السيبراني، إذ يمكن للشباب اجتياز مستويات معتمدة لاكتساب المهارات والخبرة اللازمة لتأمين وظيفة في مجال الأمن السيبراني، مما يجعله مساراً مهنياً مرغوباً لجيل الشباب، لا سيما وأنه من المجالات دائمة التغير والتطور.
وأكد السحيمي على الشركات ضرورة الإسهام في سد فجوة الوظائف واعتماد استراتيجيات لتوظيف المواهب في المجال واستبقائها، من خلال تأمين فرص التدريب للمواهب الشابة، والتعاون مع الجامعات المحلية لتقديم برامج الإرشاد والتدريب، وتوفير تدريبات دورية، وصقل مهارات الموظفين، وإرساء ثقافة شركة توفر فرصاً عديدة للتطور الأفقي والرأسي في المنظمة.
«على سبيل المثال، تحرص شركة «هلب أي جي»، التي تمتلك أكبر فريق من المتخصصين في الأمن السيبراني في المنطقة، باستمرار على التوسع وتوظيف مواهب جديدة في فريقها، ما يشكل فرصة للشباب في المملكة للدخول في عالم الأمن السيبراني. وأطلقت الشركة العام الماضي مركز عمليات أمن سيبراني متطور في الرياض، حيث يشكل المواطنون السعوديون النسبة الأكبر من موظفيه»، وفق السحيمي، الذي أوضح أن «هلب أي جي» تشارك باستمرار في معارض مهنية في مختلف أنحاء المنطقة، وتوفر فرصاً تدريبية مميزة لضمان الارتقاء بمهارات أفضل المواهب والإسهام في منظور جديد في الفكر والتوجه.
كما توفر الشركة لموظفيها فرص تطوير مهني من خلال العديد من برامج التدريب والشهادات، بهدف تعزيز مهاراتهم التقنية والقيادية، وتندرج هذه المساعي في إطار استراتيجية استبقاء الموظفين في الشركة، وتساعد في تحقيق هدفها لمواكبة أحدث التطورات التقنية في عالم الأمن السيبراني والاستفادة منها.
وتوفر أكاديمية «هلب أي جي» للموظفين الوصول إلى عدد من المزودين العالميين في مجال محتوى التدريب للشركات، مما يضمن لهم إمكانية التطور والتعلم ذاتياً. وتقدم شبكة الشركة من بائعي التكنولوجيا العالميين دعماً كبيراً للموظفين لتمكينهم من التدرب بأنفسهم وتطوير مهاراتهم باستمرار.
ويُعد الحفاظ على الثقافة الصحيحة في الشركة جانباً حاسماً في توظيف المواهب واستبقائها، إذ تشجع «هلب أي جي» المرونة في مكان العمل، سواء في ساعات العمل أو من خلال إمكانية العمل عن بُعد، مما يسهم في ترسيخ الثقة والمحافظة على راحة الموظفين. كما توفر الشركة مرونةً فيما يتعلق بمتطلبات القبول لوظائف محددة، إذ عيّنت خبراء من خلال فعاليات الهاكاثون ومكافآت اكتشاف الأخطاء.
وسيشهد الطلب على المواهب في مجال الأمن السيبراني ارتفاعاً باستمرار، نظراً لأهميته في المؤسسات الكبيرة والصغيرة، مما يُكسب هذا المجال قوة الصمود في السوق وضد تغيرات المستقبل. وبناءً على ذلك، يوفر قطاع الأمن السيبراني آفاق ممتازة للشباب السعودي من محبي التكنولوجيا للارتقاء إلى مستوى الخبراء والإسهام في تأمين التحول الرقمي للمملكة.