▪︎ مجلس نيوز
العديد من الشركات العائلية سواء خاصة أم مدرجة توارث قيادة الشركة للأبناء ورأينا العديد من الشركات العائلية الناجحة التي استمرت لأجيال وفي المقابل نرى الإخفاقات. فما هي الجوانب الإيجابية والسلبية لهذا الأمر؟
في استحضار إيجابيات القرار يسبق الى البال ميزة نقل المعرفة والخبرة المهنية بحرفها وأسرارها من الأجداد أو الآباء المؤسسين للعمل إلى الأجيال الجديدة مما يعطيهم ميزه عن أقرانهم في أن يكونوا أكثر كفاءة لتولي هذه المسؤولية لإلمامهم المفترض بأسرار المهنة مما يساهم بتقليل احتياجات التدريب، ويليها ميزة الاستقلال بالعمل عن الوظيفة فعندما يعمل الفرد لذاته يكون أكثر تحفيزاً لنمو الشركة ونجاحها نظراً لكونه مالكاً لها وصاحب القرار الأول، ولاشك أن للأمور العاطفية تأثيراً كبيراً مثل الرغبة في المحافظة على الإرث العائلي فالبعض قد يشعر بالامتنان لما قدمته هذه الشركة لأسرهم ويشعرون بالرغبة في تعبير الشكر عن طريق المحافظة على هذا الإرث مما يعد عنصر محفز بالتأكيد، كذلك السرعة في اتخاذ القرارات فعندما تكون الأعمال مدارة من قبل أعضاء الأسرة يكون التواصل متوفر بشكل أكبر وأكثر سهولة مما يساهم في زيادة السرعة في اتخاذ القرارات، كذلك إحدى المزايا هي وجود القيم المشتركة بين أفراد العائلة مما يجعل سير الأعمال أكثر مرونة حيث تكون الأهداف الكبرى متفق عليها وفي بعض الحالات نجد ميزة تخفيض الرواتب والتكاليف الإدارية حيث قد يضحي القائد الإداري ابن أو ابنة الأسرة براتب أقل مقابل حصته في الشركة. كذلك وضوح نقاط القوة والضعف بين أعضاء الأسرة الإداريين مما يسهل من إمكانية استغلال نقاط قوتهم خلال توزيع المهام والأدوار وكذلك العمل على تحسين نقاط الضعف وهذا أمر يستغرق وقت أكثر مع الموظف المستقل حيث يكون الاحتياج إلى وقت أكثر لوضوح شخصيته العملية. من الجميل أن تتمتع الشركة بشخص مؤهل لقيادتها يتميز بجميع هذه الصفات وهو ممكن مع وجود الحوكمة الصحيحة.
ومن الجانب الأخر في الحديث عن بعض السلبيات فهو جدير بالذكر أن غالباً الأقارب تعرضوا لنفس ظروف النشأة والمحيط والإطلاع وينتج عن ذلك نقص عنصر التنويع في الإدارة وهو الذي يقوم عليه الابتكار وتحسين الخدمة المقدمة ورفع جودة الأعمال حيث يقود إلى اتخاذ قرارات أكثر دقة، كذلك تكون الشركات العائلية أكثر عرضة لتضارب الآراء والمشاكل لأن الأعمال الأسرية أكثر قرباً لشخص الفرد المندرج من الأسرة يسهل أخذ جميع الأمور بشكل شخصي وتصعب إمكانية الفصل بين قبعة العائلة وقبعة العمل مما يؤدي إلى الكثير من التضارب والتفكك بين أعضاء الأسرة ويؤثر سلباً على الشركة. قد تكون إحدى العيوب شعور الفرد المندرج من الأسرة صاحبة العمل بالاستحقاق وإمكانية كسر القواعد حيث لا تنطبق على غيره من الموظفين مثل عدم الالتزام بالوقت والمهام والتقارير وفي جهود بعض الشركات العائلية لاطمئنان المستثمر نرى وضع قوانين داخلية مثل عدم توظيف الأبناء مباشرةً إلا بعد أن يحصلوا على الخبرة في جهة عمل مستقلة، أضيف على ذلك في بعض الأحيان ضعف تخطيط التعاقب الوظيفي والوضوح في سلم الإدارة فالمستثمر الخارجي يرغب بمعرفة الخط الإداري الثاني أو النواب بشكل واضح وفي بعض الحالات قد يواجه القادة الإداريين من الأسرة صعوبة تقبل النقد البنَاء الذي يخص طريقة إدارتهم أو آلية سير العمل.
في الماضي القريب تشكل لدى البعض مفهوم سائد وهو أن الأقارب أو الأنساب سوف يهتمون أكثر من الغريب على المحافظة على “الحلال” كما يشار إليه بالعامية ولكن في الحقيقة إن التركيز على استقطاب أصحاب الكفاءة و ذوي السيرة الحسنة قد يجلب الكثير من النمو والخير للشركة ولا سيما إن كانت شركة مدرجة حينها يشعر المساهم بثقة أكبر تجاه تلك الشركة. والأسر تختلف فالبعض قادر على تولي زمام الأمور ووضع الحوكمة اللازمة ولكن في حال لم يتوفر بالشركة العائلية من هو جدير بقيادة الشركة لا بأس بذلك لأنه يظل هو المالك لها ورِفعة الشركة تُعد رِفعة له وله حق التحكم فيها ويستحسن أن يستغل وجود رئيس تنفيذي متمكن لتحسين أداء الشركة والمساهمة في زيادة ربحيتها فالكثير من الشركات العائلية في المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص متميزة ولها القدرة على النمو والوصول إلى مناطق جغرافية أكبر والمساهمة في زيادة النشاط الاقتصادي للمملكة عبر إمكانية زيادة تصدير السلع المصنوعة داخل المملكة ومن المؤسف أن يمنع هذا الواقع الممكن تشبث الشركات العائلية بطاقم تنفيذي أسري.