[ad_1]
مجلس نيوز
انخفضت أسعار النفط الخام مجددا بسبب ارتفاع الإصابات الجديدة بوباء كورونا في الهند واليابان، ما عزز المخاوف من تعثر عملية تعافي الطلب العالمي على النفط الخام، خاصة أن الهند تمثل ثالث أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم، كما تتجه اليابان لتشديد القيود والإغلاق العام في بعض المناطق.
ودعمت الانخفاضات بيانات لمعهد البترول الأمريكي تؤكد نمو المخزونات من النفط الخام والوقود هذا الأسبوع، ما دعم القلق من تجدد وفرة المعروض وأضاف ضغوطا جديدة على الأسعار.
وتقاوم الانخفاضات السعرية جهود مجموعة “أوبك +” في فرض قيود مشددة على المعروض، واستمرار العمل على رفع مستوى الامتثال لتخفيضات الإنتاج التى سجلت أخيرا نحو 113 في المائة، ويترافق ذلك مع تأثيرات إيجابية لخطط التحفيز المالي الأمريكي وبيانات داعمة عن النشاط الاقتصادي في كل من الولايات المتحدة والصين.
ويقول لـ «الاقتصادية»، محللون نفطيون، إن أسعار النفط تلقت ضغوطا مزدوجة من إصابات الوباء في الهند واليابان، ومن بيانات معهد البترول الأمريكي عن زيادة مخزونات الخام الأمريكية وتواكب ذلك مع توقعات بنمو العرض في ضوء ظهور مؤشرات على تقدم في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران.
وأوضح المختصون نقلا عن تقارير دولية، أن تجار الطاقة حققوا مكاسب ضخمة في العام الماضي بتخزين النفط الخام الرخيص في خزانات أو سفن يملكونها أو يؤجرونها ويبيعون العقود الآجلة حاليا بأسعار أعلى، متوقعين أن يتم الانتهاء، إلى حد كبير، من سحب المخزون الفائض بحلول نهاية الربع الثالث من هذا العام، حتى مع زيادات الإنتاج المخطط لها من قبل مجموعة “أوبك +”، مشيرين إلى أن توقعات زيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي محدودة، نظرا لحالة التعثر التي يواجهها المنتجون الأمريكيون، حيث لن يكونوا قادرين على الاستجابة بشكل كبير لتعافي الأسعار.
وفي هذا الإطار، يقول جوران جيراس مساعد مدير بنك “زد إيه إف” في كرواتيا، إن الضغوط الهبوطية على الأسعار تجددت في ظل إصابات كورونا في أكبر دول الاستهلاك، ما أثر في تراجع العقود الآجلة للنفط الخام، خاصة مع بيانات أمريكية تؤكد حدوث زيادة في مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 436 ألف برميل. ولفت إلى أن تصاعد أزمة الوباء في كل من الهند واليابان أدى إلى التأثير سلبا في معنويات السوق، خاصة مع عودة فرض قيود الإغلاق للسيطرة على انتشار الوباء، مشيرا إلى أن بعض البنوك تعكف حاليا على إعادة تقييم توقعات الطلب العالمي على النفط لهذا العام، في ضوء عدم حسم أزمة الوباء وتقلبات الجهود الدولية في السيطرة على الأزمة، ما بين نجاح في أوقات وتعثر في أوقات أخرى.
ويرى، أندريه جروس مدير شركة “إم إم إيه سي” الألمانية للطاقة، أن هناك عوامل إيجابية تدعم الأسعار وتحد من مخاطر الانخفاضات، ومنها توقعات ارتفاع الطلب صيفا، خاصة مع بدء موسم القيادة في الولايات المتحدة وارتفاع الاستهلاك المحلي في دول أوبك، مشيرا إلى أنه لهذا السبب أعلنت مجموعة “أوبك +” زيادات تدريجية على مدار الشهور المقبلة تعيد نحو مليوني برميل إلى المعروض النفطي العالمي بحلول تموز (يوليو) المقبل.
وأوضح أن السوق تترقب احتمال إحراز تقدم في المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، الذي سيكون له انعكاس مباشر على الأسعار، خاصة إذا تمخضت المفاوضات عن التوصل إلى انفراجة فيها، تؤدى إلى رفع العقوبات الأمريكية على قطاع الطاقة، ما يضيف مزيدا من النفط الخام إلى السوق، التي تتزامن مع تخفيف وشيك لتخفيضات إنتاج من جانب مجموعة “أوبك +”.
ويضيف فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة “سنام” الإيطالية للطاقة، أن الدول المعفاة من قيود الإنتاج مثل ليبيا وإيران تخطط لحدوث زيادات سريعة في المعروض وتأخذ مجموعة “أوبك +” ذلك في الحسبان، ولذا جاءت زياداتها محدودة لتغطية الطلب المحلي المرتفع صيفا.
وأكد أن العودة السريعة للإنتاج الإجمالي لإيران ستعني بعض الضغوط دون شك على الأسعار على المديين القريب والمتوسط، مشيرا إلى أن تجدد الإصابات في الهند واليابان لا يلغي التوقعات الإيجابية المتفائلة بالنسبة لجهود السيطرة على الوباء، حيث يراهن عديد من التقارير الدولية على ارتفاع الطلب على النفط الخام هذا العام والعام المقبل مع خروج العالم من الوباء.
وأشار إلى توقعات صادرة عن شركة “فيتول” ترجح أن الطلب على النفط الخام سيرتفع بنحو سبعة إلى ثمانية ملايين برميل يوميا بنهاية عام 2022، ما سيدفع المنتجين لزيادة الإمدادات النفطية لمواجهة هذا الارتفاع وهو ما سيحفز الأسعار – على الأرجح – إلى مستوى 70 – 75 دولارا للبرميل في الربع الثالث من العام الجاري.
بدورها، تقول لـ «الاقتصادية» الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير المحللين في المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، إن تعافي الطلب العالمي على النفط الخام يشهد نجاحات وتعثرات متتالية بسبب هشاشة الوضع في السوق واستمرار المخاطر الوبائية، مشيرة إلى تقارير دولية تؤكد أن الطلب العالمي على النفط لا يزال أقل بنحو 3.5 مليون برميل يوميا دون مستويات ما قبل الوباء، مرجحة أن ينتعش الاستهلاك بحلول نهاية العام مع استمرار نشر لقاحات كورونا ورفع الإغلاق واستئناف السفر للترفيه والعمل.
وأشارت إلى أن الطلب على وقود الطائرات ينتعش ببطء وبأقل من المستويات المأمولة للمعنيين بسوق الطاقة، حيث إن هذا الطلب سيظل أقل بنحو 1.5 مليون برميل يوميا دون مستويات ما قبل الوباء حتى حلول نهاية العام الجاري، بينما في المقابل ينمو الطلب على البتروكيماويات بقوة وبوتيرة تفوق التوقعات المسبقة.
وفيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي أمس، تحت ضغط مخاوف بأن ارتفاع إصابات كوفيد – 19 في الهند سيدفع الطلب على الخام للهبوط في ثالث أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم.
وتراجع سعر العقود الآجلة لخام برنت تسليم حزيران (يونيو) 29 سنتا، ما يعادل 0.4 في المائة، إلى 66.28 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:45 بتوقيت جرينتش عقب هبوط 48 سنتا الثلاثاء.
وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم حزيران (يونيو) 34 سنتا، ما يعادل 0.5 في المائة إلى 62.33 دولار للبرميل. وانتهى أجل عقد أيار (مايو) الثلاثاء منخفضا 1.5 في المائة، إلى 62.44 دولار.
وتضررت السوق أكثر من بيانات معهد البترول الأمريكي التي أظهرت نمو مخزونات الخام ونواتج التقطير في الأسبوع المنتهي في 16 نيسان (أبريل)، حسب مصدرين في السوق مقارنة بـتوقعات المحللين بتراجع في المخزونات.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 65.35 دولار للبرميل، الثلاثاء، مقابل 65.10 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، الأربعاء، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق، وإن السلة كسبت نحو أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 61.85 دولار للبرميل.
[ad_2]
Source link