▪︎ مجلس نيوز
روى الشيخ إبراهيم الأخضر القيّم (شيخ القراء بالمسجد النبوي الشريف)، تفاصيل قضية تدل على فراسة وحكمة وخبرة الراحل الشيخ عبدالعزيز بن صالح في أثناء الحكم بين الناس.
وأضاف، «القيم» خلال لقائه ببرنامح «الراحل» المذاع على قناة «روتانا خليجية»، أن القضية تعود إلى جريمة قتل، ولكن القاتل لم تثبت بشأنه الجريمة بعد إدلاء أربعة شهود بشهادتهم التي أكدوا فيها أن المتهم كان بعيدا عن موقع الجريمة.
وتابع، تم إطلاق سراح المتهم بناء على عدم ثبوت الجريمة وأرسل أهالي القتيل برقيات إلى الملك فيصل يشكون فيها من الظلم الذي تعرضوا إليه في القضية ويؤكدون فيها اتهام المتهم واطلع الملك فيصل على القضية وأمر بإحالة القضية إلى الشيخ عبد
وأكمل «القيم»، حينما ورد الملف إلى الشيخ عبدالعزيز طلب الشهود وأدخلهم في غرفة واستدعى واحدا منهم ووجه إليه مجموعة أسئلة بالتزامن مع وجود لجنة من القضاء السوري في المملكة لمتابعة آلية إدارة المحاكم الشرعية وكانت مكونة من ستة أشخاص.
وأردف، كانت القضية قد وصلت إلى الشيخ عبدالعزيز للنظر فيها، ولما سأل أحد الشهود علم بأنه بدوي لا يكتب وتعجب القضاة السوريون حينها من توجيه الشيخ عبدالعزيز أسئلة إلى الشاهد لا علاقة لها بالجريمة.. وكانت أغلب إجابة الرجل تؤكد عدم درايته بأموره الشخصية، مشيرا إلى أن الشيخ سأل الشاهد بعد ذلك عن مدى دقة شهادته في القضية التي لا يخصه موضوعها.
وواصل «القيم»، أن الشيخ عبدالعزيز توعد ذلك الشاهد بالشدة في حالة عدم إدلائه بالحقيقة واعترف ذلك الشاهد بعدم صدق الشهادة، وكذلك فعل الشاهدان الثاني والثالث، ولما جاء الدور على الشاهد الرابع أبلغه بأن بقية الشهود اعترفوا عليه، فاعترف الرابع كذلك.
واستطرد «القيم»، إن الشيخ عبدالعزيز أحاط الديوان الملكي بما حدث وأدلى برأيه بشأن القضية بحيث تتم إحالتها إلى القاضي الذي حكم فيها أول مرة، ولم يحكم في القضية لكي لا يلغي عمل القاضي بحيث لا يكون الأمر سبة في شأن القاضي الذي أصدر الحكم الأول ولو ينتبه لتزوير الشهود.
يذكر أن الشيخ عبدالعزيز بن صالح، كانت له مواقف كثيرة في مجال القضاء تؤكد فراسته وخبرته الكبيرة في ذلك المجال وقد مكث في القضاء بالمدينة المنورة مدة 45 سنة ولم يتم رد حكم واحد من أحكامه، وترأس الدوائر الشرعية (المحكمة العامة والمستعجلة وكتابات العدل، والإشراف على المسجد النبوي) في المدينة المنورة، وكان عضوا بمجلس القضاء الأعلى، وفي هيئة كبار العلماء وعمل مدرسا في المسجد النبوي.