وأفادت تقارير بتعرّض مئات التلميذات للتسميم بالغاز في عشرات مراكز التعليم في إيران خلال الأشهر الثلاثة الفائتة، لا سيّما في مدينة قم المقدسة.
وامتدت حوادث التسميم التي بدأت في نوفمبر بمدينة قم المقدسة لدى الشيعة بوسط إيران إلى 25 من أصل 31 إقليما في
إيران. ودفع ذلك بعض أولياء الأمور إلى عدم إرسال بناتهم للمدارس وتنظيم احتجاجات.
وتأتي هذه القضية بينما تشهد إيران احتجاجات منذ وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني البالغة 22 عاماً، في 16 أيلول/سبتمبر بعد اعتقالها لدى شرطة الأخلاق في طهران لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار: “إذا كانت عمليات التسميم هذه على صلة بالمشاركة في الاحتجاجات عندها يكون التحقيق فيها من ضمن صلاحيات بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصّي الحقائق في إيران”.
وأضافت المتحدّثة باسم البيت الأبيض في مؤتمرها الصحافي اليومي: “يجب أن يكون هناك تحقيق مستقلّ ذو مصداقية، وأن يُعاقَب المسؤولون”.
ومنذ أكثر من 3 أشهر يتواصل تسجيل مئات حالات التسمّم التي تطال تلميذات يقلن إنّهن يعانين من ضيق في التنفس وغثيان من جرّاء روائح “كريهة” أو “غير معروفة”، ما استدعى نقل بعض منهنّ إلى المستشفى.
وأثار هذا الأمر مخاوف لدى أهالٍ حضّوا السلطات على التحرّك. ومؤخّراً أشار مساعد وزير التعليم يونس باناهي إلى أنّ حالات التسميم ترمي إلى حرمان الفتيات من التعلّم.
ولم تعلن السلطات الإيرانية عن أيّ عمليات توقيف على صلة بحالات التسميم.
في عام 2014، خرج الناس إلى شوارع مدينة أصفهان بعد موجة من الهجمات باستخدام حمض حارق والتي بدا أنها تهدف إلى ترويع النساء اللواتي يخالفن القواعد الصارمة المفروضة على ملابس النساء.
وتوجه ناشطات اتهامات للمؤسسة الدينية الحاكمة بالوقوف وراء التسميم انتقاما منهن.
وكتبت الناشطة الإيرانية البارزة مسيح علي نجاد التي تعيش في نيويورك على تويتر: “الآن الفتيات في إيران يدفعن ثمن الكفاح، ويتعرضن للتسميم من جانب المؤسسة الدينية الحاكمة”.