▪︎ مجلس نيوز
وسط غابة من بساتين النخيل وأشجار اللوز، على الطرف الغربي من محافظة القطيف، شرق المملكة، انتصب «حمّام أثري»، تعلوه قبّة لوزية الشكل، تتناسق مع أشجار اللوز، المنتشرة حوله؛ حيث اتخذ اسما من جانب المترددين عليه «حمام أبو لوزة»، وكان صيادو اللؤلؤ يتوقفون في فصل الشتاء عن الصيد قاصدين عينه لتنظيفها.
ويعد حمام «أبو لوزة» الأثري، إحدى روائع الإبداع المعماري التراثي، كما أنه من أهم الوجهات السياحية في المحافظة، حيث أقيم الحمام الذي يخضع حاليا لعمليات الترميم من قبل هيئة التراث، بالقرب من عين أبي لوزة الحارة «الكبريتية»، التي كان يستشفى بمياهها قديما لعلاج الأمراض الجلدية والمفاصل.
متى تم بناء حمام «أبو لوزة»
وعن الوقت الذي تم بناء الحمام فيه، تضاربت أقاويل كثيره فهناك من قال إنه ما بين القرن الثالث أو الرابع الهجري في عهد القرامطة، أو إلى عهد العيونيين بين القرن الخامس إلى السادس الهجري، وهناك قولا آخر يشير إلى أنه يعود إلى ما قبل 500 عام، وذلك ما يدل عليه نمط البناء، فيما أعاد تجديد بنائه حاكم القطيف أحمد مهدي آل نصر الله، في عهد الأمير فيصل بن تركي بن عبد الله خلال حكم الدولة السعودية الثانية في القرن الثالث عشر.
كان الحمام، جزءًا من اهتمام «الطواويش» وأهالي قلعة القطيف، والذين كان أغلبهم تجارا ذوي مكانة في المنطقة، حيث كانوا يقصدونه في أغلب أوقاتهم للسباحة والاستجمام، فيما يصل عمق العين الجوفية ذات المياه الكبريتية التي بني عليها الحمام نحو 22 مترا، وهي عبارة عن بئر عميقة نسبيا، يليه امتداد آخر أعمق، وصولا إلى القاع الذي تنبع منه المياه، وتعرف طريقة العمق هذه وقد في منطقة الخليج العربي، حيث حفرت أغلب عيون القطيف بنفس الطريقة.
ماذا عن طريقة بناء حمام أبو لوزة
يتميز الحمام بأنه بُني على طريقة غير مألوفة في المنطقة، حيث أن السقوف القببية له على خلاف أسقف حمامات العيون المنتشرة، في أنحاء القطيف قديما، والتي كانت تسقف بجذوع النخيل أو الألواح الخشبية، بينما حمام أبو لوزة، بني على شكل محاريب تعلو بعضها بعضا، لتبنى فوقهم القبب، ولا يزال محافظا على نفس النمط من الداخل، حيث أنه مكون من قسمين، واحد للرجال، وآخر للنساء.
محتويات «حمام أبو لوزة» الأثري
يحتوي الحمام على غرفة ذات شكل مستطيل تقع بمحاذاة نبع العين، ولهذه الغرفة فتحات مربعة الشكل تستخدم لوضع الأمتعة والملابس، تسمى «روزنة»، وتوجد بطول الغرفة «دكات أو الدقق»، وهي أماكن للجلوس والراحة، تستخدم للانتظار في أوقات الازدحام على الحمام، ويجلس عليها من يريد استخدام الحمام، بالإضافة لأطراف الحديث، وعمليات التدليك بعد الاستحمام.
وشيد فوق غرفة النبع قبة على شكل نصف دائرة مدببة تشبه رأس اللوزة من الخارج، تستخدم في بناء القباب خلال الفترات الإسلامية، والذي يعتمد على التدرج من السطح المربع إلى السطح الدائري، الذي تقوم عليه القباب، والذي يهدف لتوزيع الجهد والثقل على كل ركن من أركان الحجرة المربعة، بالإضافة إلى شكله الجمالي، واحتواءه على فتحات تهوية للهواء ودخول أشعة الشمس، وتخفيف كثافة البخار.