[ad_1]
مجلس نيوز | majlis-news
وصل التعافي من صدمة الوباء. وهو مدفوع، بالدرجة الأولى بوصول اللقاحات، لكن أيضا بتحسين قدرتنا على الجمع بين النشاط الاقتصادي والتباعد الاجتماعي، والدعم المالي والنقدي الضخم، خاصة من الولايات المتحدة. مع ذلك، من الضروري ألا ننسى المخاطر التي ما زلنا نواجهها والدروس التي يظل علينا أن نتعلمها. لا شيء يمكن أن يعلم حقيقة الترابط العالمي أفضل من الوباء. لكن هل هذا ما تعلمناه؟ في خوفنا، تحولنا إلى الداخل أكثر من إلى الخارج.
مع ذلك، فإن أخبار الانتعاش جيدة. التقرير المؤقت k الصادر أخيرا عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يظهر تحسنا واضحا في آفاق النمو لعامي 2021 و2022. من المتوقع أن يكون الناتج العالمي 2.5 في المائة في الربع الأخير من عام 2022، أعلى مما كان متوقعا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. السبب الوحيد الأكثر أهمية لذلك، بعد معجزة اللقاحات، هو حزمة الدعم المالي الأمريكية البالغة 1.9 تريليون دولار. من المتوقع أن تؤدي الحزمة إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة 3.8 نقطة مئوية في أول عام كامل لها. ومن المتوقع أيضا أن تمتد آثارها إلى بقية العالم، ما يرفع إجمالي الناتج المحلي لمنطقة اليورو 0.5 نقطة مئوية. هذا مثال واحد.
مع ذلك، لا تزال هناك تحديات ومخاطر.
أولا، الولايات المتحدة تخوض الآن تجربة مالية ونقدية جريئة بشكل ملحوظ. تتحدث إدارة بايدن بالفعل عن حزمة إنفاق إضافية بقيمة ثلاثة تريليونات دولار على البنية التحتية والطاقة النظيفة والتعليم. تصل هذه الحزم معا إلى ما يقارب ربع الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة. نظرا لأن هناك احتمالا ضعيفا بفرض زيادات ضريبية كبيرة، فسيتم تمويل كثير من هذا من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
أعلن لورنس سمرز، وزير الخزانة الأمريكي الأسبق أن: “هذه هي أقل السياسات المالية والاقتصادية الكلية مسؤولية التي نتبعها على مدار الـ 40 عاما الماضية”. هي، على الأقل، الأكثر جرأة. هذه الإدارة تريد تجنب أخطاء عهد أوباما. لكنها يمكن أن ترتكب أخطاء معاكسة. الرغبة في اتخاذ هذه المخاطر أمر مفهوم، لكن إذا ثبت أن الحافز مفرط، فقد يكون الضرر شديدا.
ثانيا، طرح اللقاح غير متساو وبطيء جدا بالنسبة إلى التحديات. حتى الآن تم إعطاء أقل بقليل من ست جرعات لكل 100 شخص في جميع أنحاء العالم. بين الدول الكبيرة، يرتفع هذا المعدل إلى 45 في المملكة المتحدة و38 في الولايات المتحدة و13 في الاتحاد الأوروبي. وست في البرازيل، ثلاث في الهند، وقريب من الصفر في نيجيريا. إذا افترضنا أن مناعة القطيع العالمية تتطلب جرعتين من اللقاح لـ 75 في المائة من الراشدين في العالم البالغ عددهم ستة مليارات، فيتعين تقديم نحو تسعة مليارات جرعة.
ولأنه تم تسليم نحو 450 مليون جرعة فقط حتى الآن، فإن فرص تسعة مليارات جرعة بحلول نهاية عام 2022 تبدو ضئيلة. في الوقت نفسه، إذا ظل الفيروس متفشيا، فإن خطر ظهور متحورات خطيرة يكون مرتفعا. من الواضح أننا يجب أن نتعاون على زيادة الإمداد وتسليم الجرعات في جميع أنحاء العالم.
ثالثا، كان للوباء تأثيرات مختلفة بشكل عجيب عبر الدول. تتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الآن أن الاقتصاد الأمريكي سيكون أكبر قليلا في الربع الرابع من هذا العام، مقارنة بما كان متوقعا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019. وعلى النقيض من ذلك، من المتوقع أن يكون الاقتصاد الهندي أصغر 8 في المائة. ومن الأمور المثيرة للتدبر بشكل خاص ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع -يقدره البنك الدولي الآن بما يراوح بين 119 مليون و124 مليون شخص.
رابعا، أثر الوباء في الناس بشكل مختلف تماما داخل كل بلد. وكان ضحايا تكاليفه الاجتماعية والاقتصادية بشكل رئيس من الأطفال والشباب، والأشخاص الذين لا يستطيعون العمل بسهولة من المنزل، وبشكل عام الأقل مهارة، والنساء (خاصة أمهات الأطفال الصغار) والأقليات العرقية. في غضون ذلك، كان أداء المحترفين والرأسماليين المهرة جيدا. هذه الندوب عميقة وتحتاج إلى الشفاء.
خامسا، أدى الوباء إلى تسريع وتيرة التغييرات في أنماط العمل والإقامة. فتحت إمكانات جديدة للقادرين على العمل عن بعد. لكن العواقب بالنسبة للآخرين ستكون صعبة.
أخيرا، أدى الوباء إلى تسريع الانهيار المستمر في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين. يبدو أن العداء للصين هو الشيء الوحيد الذي تتفق عليه إدارتا ترمب وبايدن. ربما كان هذا لا بد أن يتبع صعود الصين. لكنه أمر خطير.
عندما ننظر إلى هذه التحديات والمخاطر، نحتاج إلى التفكير في شيء رائع تعلمناه أيضا.
حتى الآن، تشير التقديرات إلى أن كوفيد – 19 تسبب في مقتل 2.7 مليون شخص في جميع أنحاء العالم على مدار نحو 15 شهرا. لا أحد يعرف عدد الذين ماتوا بسبب الأنفلونزا الإسبانية قبل قرن من الزمان. لكن التقديرات تشير إلى أن عدد الوفيات كان بين 17 مليون و100 مليون شخص، خلال أقل من عامين، في وقت كان فيه عدد سكان العالم أقل من ربع عدد السكان الحالي. لذلك، الوفيات حتى الآن هي على الأكثر 4 في المائة من الذين توفوا نتيجة الأنفلونزا الإسبانية.
أصبح كثيرون الآن قادرين على حماية أنفسهم مع الاستمرار في العمل، بطرق كانت مستحيلة قبل قرن من الزمان. الدول ذات الدخل المرتفع قادرة على دعم الذين فقدوا وظائفهم عندما أغلقت اقتصاداتها جزئيا. وبشكل خاص، تمكنا من تطوير لقاحات بسرعة مذهلة. كل هذه مؤشرات على التقدم نأخذها دون تردد أمر مسلم به. حضارتنا تعطي قيمة عالية للحياة. نحن محقون في فعل ذلك. لكن أهم ما في الأمر أننا قادرون على القيام بذلك.
مع ذلك، نحن نحد من نجاحنا من خلال الصعوبات التي نواجهها في التعاون، حتى عندما تكون المصالح الحيوية مهددة. يوضح لنا الوباء والتحدي الأكبر لتغير المناخ مدى اعتمادنا على العمل معا بنجاح في مواجهة التحديات المشتركة. لكن الواقع يظل انقساما عميقا، وما يتبعه من شكوك لا محالة.
لن ينتهي الوباء إلا حين ينتهي في كل مكان. يجب أن نتعاون لتحقيق تلك النتيجة. يجب أن نعالج الندوب في الداخل، لكننا نحتاج أيضا إلى مداواتها على مستوى العالم. هل يمكن لعالمنا المنقسم تحقيق ذلك؟ إذا فشل، فلن يكون ذلك بسبب افتقارنا إلى الوسائل، بل لأننا نفتقر إلى الإرادة.
[ad_2]
Source link