▪︎ مجلس نيوز
أصبحت ظاهرة إقامة وتنظيم معارض الكتاب في العالم وخاصة دول الخليج، من العادات الحسنة والجذابة لمجتمع الأسرة بكل أطيافه واختلافات ميولهم الاجتماعية والثقافية، فمعرض الكتاب هو مكان يتم تجميع معظم دور النشر به، وكل دار تقوم بطرح أهم كتبها ورواياتها للجمهور، وهو معرض سنوي يتم طرحه كل عام.
ومن أهميته أن يكون قبلة لكل من يحب ويهوى القراءة، فهو يقوم بتجميع كل دور النشر في مكان واحد حتى لا يتشتت القارئ ويجد كل ما يحتاج إليه.
ومنطقتنا الخليجية تشهد عدة معارض للكتاب، وكان آخرها معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي شهد إقبالا كبيرا، وحقق رقما قياسيا في الشراء، وفي المقابل يقام حاليا معرض الشارقة الدولي للكتاب «وقد زرته نهاية الأسبوع الماضي»، وفيه نقلة كبيرة بالتواصل مع القارئ أو بتوفير كافة الخدمات لتهيئة القاعدة للشراء أو حضور الفعاليات، وأتيحت الفرصة للقاء رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، وهو إن جاز التعبير «محرك» وشعلة نشاط في ترابط المعرض ومواصلة فعالياته من الصباح وحتى أن يغلق، وكلما بحثت عنه وسألت عنه للقائه أجده في إحدى زوايا المعرض إما في لقاء أو يشرح لضيوف أو حضور فعالية، حتى انتهيت به في لقائه بمكتبه ذي الواجهة الزجاجية الشفافة على المعرض.
حقيقة مهمة.. الكتاب الورقي لا يزال مسيطرا على أسواق العالم
أعلى حقوق نشر
• أمضى معرض الشارقة الدولي للكتاب واحدا وأربعين عاما من عمره.. ماذا نستطيع أن نقول إنه حقق بعد هذه السنوات؟
•• استطاع معرض الشارقة في عام 2022م أن يكون الأول للسنة الثانية على التوالي لبيع وشراء حقوق النشر على مستوى العالم.
معايير المعارض
• .. وما الفائدة للمعرض من شراء حقوق النشر للسنة الثانية على التوالي؟ هل من الممكن أن تشرح لنا أكثر وأهميتها؟
•• معارض الكتب لها معايير ثابتة، مثلا إما أنك تستهدف مشاركة دول أو عدد دور النشر أو مساحة المعارض أو الرواد للمعرض، فمثلا إذا ذهبنا للصين يمكن إذا نفذ معرض سيكون عدد رواد المعرض هناك يصل من الثلاثين مليونا إلى الأربعين مليونا إذا أخذناها كنسبة وتناسب حسب عدد السكان في الصين، فهي لا تحسب بالنسبة والتناسب، فإذا أخذنا مثالا آخر لدولة سكانها ألف شخص ووصل عدد رواد المعرض إلى مائتي شخص فيعتبر الرقم عاليا مقياسا للعدد الإجمالي لسكان تلك الدولة، فهنا في معرض الشارقة تصل أعداد الزوار من دولة الإمارات إلى 20 %، ولكن زوارنا ليسوا من الإمارات فقط، بل من الخليج والسعودية، وأكيد أعداد الزوار جزء مهم من المعرض، واليوم إمارة الشارقة تعتبر بوابة لتصدير الثقافة العربية إلى العالم، ونحن هنا نتحدث عن ألف وخمسمائة ترجمة كتاب من لغة عربية إلى لغات أخرى عن طريق دور نشر مباشرة وليس عن طريق نشر جهات حكومية، وكان قبل أن نبدأ مؤتمر الناشرين كان يترجم من خمس إلى سبع ترجمات فقط.
وبالمناسبة كنت زائرا إلى جناح كندا وشاهدت خمسة كتب لكتّاب عرب تمت ترجمتها إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية وبدون تدخل الشارقة للترجمة، ولكن استفاد من شراء الحقوق للنشر بالترجمة بشكل مباشر بين دار نشر إلى دار نشر، فهذا أحد نجاحات المعرض بتوفير هذه الأرضية للتعاون المباشر، وخاصة أن دور النشر تأتي على حسابها الخاص، وبالمناسبة إن القراءة هي التجارة الوحيدة بالعالم تبنى على شكل تعاون مباشر وعلاقة شخصية.
شخصيات ملهمة
• هل هناك فعاليات مختلفة عن الدورات السابقة من المعرض؟
•• نستضيف في برنامج المعرض هذا العام أكثر من فعالية متنوعة، لتجمع الجمهور بشخصيات ملهمة من مشاهير الأدب وعالم الكتابة والفنون المختلفة، ونهدف من خلال التنوع في الفعاليات إلى إثراء المشهد الثقافي العالمي من زوايا ورؤى إبداعية متجددة تخلق حوارا مثمرا بين الثقافات على أرض الشارقة.
تواصل مع أمانة مجلس التعاون
• هناك جهود كبيرة تبذل في الخليج لتنظيم معارض الكتاب وأنشطة ثقافية.. ألا يوجد مشروع خليجي لتوحيد الجهود مثلا من خلال أمانة مجلس التعاون الخليجي؟
•• بالعكس يوجد تنسيق بين الدول، وهناك تعاون مع أمانة مجلس التعاون وجهود مشكورة منهم للفعاليات الخليجية الثقافية وأهمية إقامتها في منطقة الخليج واستمرارها.
هدفنا مع الرياض واحد
• كيف ترون معرض الرياض الدولي للكتاب؟ هل ترونه بعين المنافس؟
•• أبدا لا نرى معرض الرياض منافسا، بل هو داعم لنا، وحقق نجاحات كبيرة في مدة قصيرة، ونفخر به وبالجهود التي تبذل من قبل القائمين عليه، وأكيد جهودنا تصب في هدف واحد للثقافة والأدب وتشجيع القراءة بالمنطقة.
الخليجيون موجودون
• مع تعدد المعارض في الخليج.. هل ما زال القارئ الخليجي أو السعودي بالتحديد يشكل قوى شرائية في معرض الشارقة؟
•• بالطبع الخليجيون من كل الدول وخاصة السعوديين موجودون، وهم لهم ارتباط مع المعرض، وخاصة، ومثل ما ذكرت لك سابقا، أن المعرض من خلال فعالياته المتعددة يستهدف كل الدول.
نسب القراءة متزايدة
• هناك تحد للقراءة ونحن في نهاية عام 2022.. كيف ترون مستقبل معارض الكتاب؟
•• حسب ما يتم رصده الإقبال على القراءة متزايد، وكل عام يزيد عن الذي قبله، وهذا يؤكده زيادة دور النشر واستهدافهم للمشاركة في المعارض والتنافس لتقديم الجديد دوما، مع العلم أن الاستثمار في الثقافة دائما لا يوجد عائد ربحي لها سريعا، بل تحتاج إلى خطة طويلة للاستثمار وبناء جسور الروابط مع دور النشر أو القراء.
سنستمر في المعرض
• بعد النجاحات التي حققتموها في المعرض وتجربتكم وأيضا التحول الرقمي في العالم.. هل لكم خطة أو رؤية متوسطة أو بعيدة المدى لتحويل المعرض رقميا بدل تواجد الكتب المطبوعة؟
•• أبدا المعرض متواجد وسنستمر فيه، وسبق أن ذكرت لك أن تزايد نسبة القراء يدفعنا للمزيد من الابتكار، ولدينا تجربة ناجحة في نقل فعالياتنا إلى دول الجوار، ونحن الآن بصدد تنفيذها في الرياض قريبا بالتعاون مع أشقائنا هناك، وهي تخدم الثقافة والقراء وتزيد من الترابط، والكتاب الورقي لا يزال مسيطرا على أسواق العالم، هذه حقيقة مهمة تؤكد مكانة معارض الكتب وما تقدمه من عناوين، سواء كانت قديمة أم جديدة، الكتاب الإلكتروني تراجع بشكل ملحوظ لصالح الكتاب الصوتي الذي يستكمل الكتاب الورقي ولا ينتقص منه؛ كونه يوفر خيارا آخر وهو خيار الاستماع للكتاب وقت الانشغال، وليس خيارا بديلا بالمطلق عن القراءة التقليدية في الأوقات العادية.
لا رقابة أو منع
• اليوم ومع تعدد المعارض في المنطقة واختلاف مقاييس الرقيب.. كيف ترونه؟ وهل تؤثر مع وجود الكتب الرقمية؟
•• طبيعة الحال السنوات الماضية تغيرت كثيرا عما سبقها، ونحن في معرض الشارقة لا يوجد لدينا رقابة أو منع من أي محتوى للكتب.
الشراكة مع القطاع الخاص
• ما زلنا في معارض الكتب نلمس عزوف القطاع الخاص عن الرعاية والدعم الإعلاني للمعارض.. برأيكم لماذا؟
•• لدينا في معرض الشارقة رعاية من عدة شركات كبيرة ومتواجدة معنا، ونعمل على زيادة المشاركة خلال السنوات القادمة.
اشتراطات صارمة
• ما تأثيرات جائحة «كورونا» والوضع الذي تعايش معه العالم المتأزم خلال الفترة الماضية، حدثنا عن أبرز التحديات التي واجهتكم؟
•• في البداية.. نحن لم نتوقف خلال الجائحة، ونكاد نكون معرض الكتاب الوحيد في العالم الذي واصل استمراره، ولكن وفق اشتراطات صارمة ورقابة صحية كبيرة جدا في تنظيم الزوار أو الحركة داخل المعرض، وأكبر تحدٍ واجهنا أثناء التنظيم تمثل في المشاركات من بعض الدول الأجنبية مثلا في ظل حالة الإغلاق والحجر الصحي، حيث تأثر عدد من المشاركين في أوروبا تحديدا من الحضور، وتحولوا إلى المشاركة عبر العالم الافتراضي، وذلك بسبب الإجراءات التي تتغير كل يوم في المطارات والتي تعد من أكبر الإشكاليات التي واجهتنا على الإطلاق.
الاستثمار في الكتب غير مربح.. ويحتاج لنفس طويل
معرض الكتاب في الرياض «داعم لنا» ولا نراه منافسا
أحمد بن ركاض العامري
إماراتي
رئيس «هيئة الشارقة للكتاب» منذ 2014
بكالوريوس إدارة الأعمال من «جامعة ستراير» الأمريكية
ماجستير في إدارة الأعمال التنفيذية 2003 من «جامعة الشارقة»
شغل منصب رئيس الشؤون المالية والإدارية في دائرة الثقافة بالشارقة