[ad_1]
مجلس نيوز | majlis-news
المبادرة التي طرحتها المملكة لإنهاء الحرب في اليمن، هي – في الواقع – امتداد لاستراتيجية السعودية حيال هذا البلد الشقيق، التي تقوم أساسا على توفير الأمن والسلام والاستقرار والازدهار للشعب اليمني. هذه استراتيجية معلنة منذ اليوم الأول للأزمة هناك، وظلت في كل مرحلة من مراحل الأزمة المشار إليها، محورا رئيسا. الرياض دعمت بقوة كل الجهود السياسية لحل سياسي شامل بين الأطراف اليمنية، وتحركت في كل الاتجاهات من أجل إنجاح المحادثات التي جرت في كل من بييل والكويت وجنيف واستوكهولم، لكن المشكلة كانت دائما تأتي من جانب الحوثيين، الذين رفضوا الشرعية في بلادهم، ورهنوا أنفسهم لجهات خارجية يعرف الجميع أنها لا تريد خيرا لا لليمن ولا للمنطقة العربية بأسرها، بل ولا حتى للمجتمع الدولي. مبادرة المملكة للحل في اليمن، تنسجم وتتماشى إلى أبعد الحدود مع جهود الأمم المتحدة الخاصة في اليمن، بل تدعو جميع الأطراف الدولية المؤثرة إلى الاشتراك فيها، برعاية المنظمة الدولية. وهذه المبادرة المحورية، يجب أن تكون بمنزلة فرصة كي يستثمرها الحوثيون، ويتحولوا إلى شركاء حقيقيين في تحقيق السلام الذي ينشده الشعب اليمني الشقيق، مدعوما من القوى الإقليمية والمجتمع الدولي. والنقطة الأهم في كل هذا، مرتبطة بالحوثيين أنفسهم الذين يجب عليهم الإيفاء بالتزاماتهم، واحترام تعهداتهم، فالمبادرة تشمل من ضمن ما تشمل، وقفا لإطلاق النار، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية في الحساب المشترك في البنك المركزي اليمني. والنقطة المهمة حقا في هذه المبادرة، تنحصر في بدء المشاورات للتوصل إلى حل سياسي للأزمة تحت رعاية الأمم المتحدة. إنها مبادرة متكاملة تأخذ في الحسبان كل المحاور في هذه الأزمة، وتعزز الحقوق المطلوبة لكل أطراف الأزمة، على أساس احترام الشرعية في اليمن. ومن المآسي، أن هذه الأزمة عمقت جراح اليمنيين نتيجة الانقلاب على الشرعية، لكن الرياض تقدمت إلى الأمام لتؤكد مجددا محورية توحيد الصف اليمني لتحقيق الحل السياسي الشامل والمستدام. وكانت المملكة، ولا تزال، تقف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق بكل فئاته وأطيافه، ولا يهمها أي شيء سوى مصلحة هذا الشعب الذي يستحق السلام والأمن والنمو والازدهار. والرياض، التي وقفت إلى جانب اليمنيين في أزمتهم، ستقف أيضا إلى جانبهم في إعادة إعمار ما دمرته الحرب في بلادهم. إنه التزام أخوي وأخلاقي لا علاقة له بالسياسة ومشاربها. تحالف دعم الشرعية في اليمن، الذي تقوده المملكة، يلتزم بالحل السياسي، وهذا التحالف أعلن منذ البداية أن الحوثيين الذي عملوا ضد بلادهم لم يعجبهم ذلك، وتحركوا من أجل ضرب كل فرصة للسلام. وهذا التحالف لم يترك فرصة للسلام إلا وتمسك بها ودعمها وسهل لها كل السبل، فالجميع يعرف ذلك، ومنهم الحوثيون أنفسهم. ومع المبادرة السعودية المباركة، تضع الرياض على الطاولة حلولا جذرية لكل المسائل العالقة في اليمن، بما في ذلك وقف إطلاق النار، وفتح مطار صنعاء، وتشكيل اللجان التي ستضمن وقف إطلاق النار، دون أن ننسى، أن العمليات العسكرية التي قام بها تحالف دعم الشرعية كانت دفاعية أصلا، وهدفها الوحيد إعادة الحكومة الشرعية إلى البلاد. المملكة التي طرحت مبادرتها هذه، تحذر في الوقت نفسه الحوثيين من التصعيد مجددا، علما بأن هؤلاء المرتزقة فشلوا في تحقيق أي مكاسب من زحفهم العسكري للسيطرة على محافظة مأرب. ومن المستحيل أن يحقق الحوثيون أي انتصار عسكري، بصرف النظر عن كل خروقاتهم التي صارت بمنزلة استراتيجية لهم. ورغم كل الخروقات الحوثية، فإن الرياض تتعامل بحكمة ومن موقع المسؤولية، تريد تحقيق الأمن ونشر السلام والاستقرار للشعب اليمني الشقيق، دون أي تمييز. إنها استراتيجية السعودية التي بدأت بالخير وتستمر به إلى ما لا نهاية.
[ad_2]
Source link