[ad_1]
مجلس نيوز | majlis-news
هناك تبرعات تمت بالفعل من جانب بعض الدول إلى دول فقيرة على شكل لقاحات ضد فيروس “كوفيد – 19”. إلا أنها ليست كافية، لتأمين مناعة شعوب عدد كبير من هذه الدول، التي أكدت نجوزي أوكونجو مديرة منظمة التجارة العالمية أن عددها يصل إلى 115 بلدا. وهذا الرقم كبير بالفعل، ويشكل أكثر من نصف مجموع دول العالم تقريبا. ويبدو واضحا أن وتيرة التبرع باللقاحات لا تتناسب مع المتطلبات الصحية الدولية، ولهذا السبب تدعو المؤسسات العالمية المعنية إلى الاهتمام بهذا الجانب، وتأمين أكبر قدر ممكن من اللقاحات للدول ذات الدخل المنخفض. مع ضرورة الإشارة إلى أن الحصانة من “كوفيد – 19” لا يمكن أن تكتمل إلا بوجود حصانة عالمية، لأسباب يعرفها الجميع. فقد أثبتت التجارب التي مر بها العالم العام الماضي، أن إغلاق الحدود لا يمنع انتشار الوباء القاتل.
المشكلة الكبيرة الآن لا تكمن فقط في قلة تزويد الدول الفقيرة باللقاحات، بل تشمل بصورة أساسية ندرة هذه اللقاحات، التي لم يتجاوز عددها اليوم وبعد أشهر من التجارب والابتكارات الدوائية أربعة لقاحات فقط هي الأساسية التي يتداولها العالم منذ مطلع العام الجاري. وهذا الأمر يتطلب ظهور مزيد من هذه اللقاحات هذا العام، وسرعة طرحها للتطعيم الفوري. والأهم من هذا، أن تتمتع اللقاحات المأمولة بالحد المطلوب من الجودة والنجاعة والأمان أيضا.
وأقدمت في الأيام القليلة الماضية بعض الدول على تجميد عمليات التطعيم ببعض أنواع اللقاحات للتأكد من مستوى آثار تلك اللقاحات ومخاطرها، وهذا يؤكد مجددا، ضرورة أن تكون هناك مجموعة أكبر من اللقاحات على مستوى العالم. فلا يمكن أن يتم القضاء على كورونا إلا بالتعاون الدولي الوثيق، وهذه الحقيقة تطرحها الجهات الدولية المختلفة بما في ذلك منظمة التجارة العالمية، التي تعتقد أن التعاون معها مباشرة سيفسح المجال أمام سلاسل اللقاحات للوصول إلى أهدافها في أقل وقت ممكن، وبأعلى مستوى من الجودة.
وهذا التعاون الحتمي يعزز الجانب الأخلاقي أولا، كما أنه سيحد من إطالة أمد انتشاء الوباء، ولا سيما أن العالم أجمع يراهن على اللقاحات كحل وحيد لوقف كورونا، وعودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل هذه الجائحة. ونحن نعلم الخسائر الفادحة التي ضربت الاقتصاد العالمي جراء الوباء، والتي تقدر بأكثر من 23 تريليون دولار، إلى جانب الأضرار الاجتماعية المتعاظمة، بما في ذلك فقدان الوظائف، وتعثر سلاسل الإمدادات الغذائية، وتراجع مستوى الخدمات، وغير ذلك من آثار يعيشها العالم يوميا.
ونعلم أيضا أن خبراء الأمراض حذروا أخيرا، من أن تطوير لقاحات جديدة ضد كوفيد – 19 سيفشل في إنهاء الجائحة ما لم تحصل جميع الدول على اللقاح بطريقة سريعة وعادلة، وقد تمر أعوام قبل السيطرة على فيروس كورونا على المستوى العالمي. ورغم وجود أكثر من 20 لقاحا ضد كوفيد – 19 قيد التطوير أو تمت الموافقة على استخدامها، لا تزال الدول منخفضة الدخل تواجه تحديات لوجستية هائلة لشراء اللقاحات وإعطائها للسكان.
لا أحد يلوم النقص في اللقاحات الموجهة إلى الدول الفقيرة، أو تلك التي توصف بالأشد فقرا، المسألة الآن مرتبطة بمدى القدرة على إنتاج اللقاحات الموجودة بالفعل، بصورة تتساوى مع الطلب عليها.
فإذا كان من الصعب العثور على لقاحات جديدة، فلماذا لا تتم مضاعفة إنتاج اللقاحات الحالية؟ وهذا يعني أن على الدول المنتجة للقاحات التعاون مباشرة مع المنظمات والهيئات الدولية المختصة وتلك المساندة، من أجل رفع مستوى الإنتاج وتسريع وتيرة التوزيع العادل، خصوصا للدول الفقيرة. أي لا بد من توسيع نطاق إنتاج اللقاحات، رغم أن إنشاء المصانع الخاصة بها يحتاج إلى عدة أعوام لتكون جاهزة للتوريد.
وأخيرا فالحل يكمن حاليا في رفع القدرة الإنتاجية للمصانع الحالية، وتدعيم ذلك عبر آليات توزيع وتصدير عالية الجودة تشترك فيها كل الجهات ذات الصلة، مع ضرورة الإشارة إلى أن تنازل الجهات المنتجة عن تراخيصها سيساعد على تأمين اللقاحات التي ستعيد الحراك التام إلى العالم.
[ad_2]
Source link