[ad_1]
مجلس نيوز | majlis-news
الانكماش العام يحدث في كل القطاعات تقريبا خلال هذه الفترة، لأسباب عديدة لا تنحصر فقط في الآثار الاقتصادية السيئة، التي تركها وباء كورونا المستجد على الساحة، بل هناك عوامل كثيرة أدت إلى تراجع هذا القطاع أو تباطؤه أو حتى انكماشه على المدى البعيد.
ومن أهم هذه العوامل الحرب التجارية الأمريكية – الصينية، التي طال أمدها، ولم تتوصل حكومتا واشنطن وبكين إلى حلول ناجعة لها، علما بأن هذه الحرب شهدت بعض الهدوء في فترة ما، إلا أنه كان هدوءا لم يكتمل، خصوصا بعد أن فشل الطرفان في إتمام الاتفاق بينهما بشأن هذه الحرب.
هذه الحرب حتى المعارك التجارية بين دول أخرى والصين، أسهمت في تقليص حراك بعض القطاعات المحورية على الساحة الدولية، ومن أبرزها قطاع الصناعات التحويلية الكبير الذي يستحوذ على حصة كبيرة من الاقتصاد العالمي. الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، أخذت تضغط على الصناعات التحويلية، ليس الآن، لكن منذ أكثر من ستة أعوام.
ويرى الخبراء في هذا المجال، أنه نظرا إلى محورية هذا القطاع عالميا، فإن المخاوف تتصاعد على صعيد توقف النمو، إلى جانب الضغط على البنوك المركزية والحكومات للقيام بعمليات تحفيز جديد لهذا القطاع. ويجب ألا ننسى، أن هذه الحكومات ضخت أموالا هي الأكبر في التاريخ لإنقاذ مؤسساتها واقتصاداتها الوطنية، من جراء المخاطر التي لحقت بها بسبب تفشي كورونا، واضطرارها لإغلاق كلي أو جزئي لاقتصاداتها، للوقوف في وجه هذا الوباء، أي أن رصد مزيد من الأموال سيرفع بالضرورة مستوى الدين العام لكل الدول دون استثناء.
في غضون الأعوام الخمسة الماضية، تلقت الجهات المعنية على المستوى العالمي سلسلة من المعلومات عن الصناعات التحويلية، نشرت الخوف في الأرجاء، خصوصا عندما وصل عدد الدول التي أبلغت عن انكماش في صناعاتها التحويلية إلى أكثر من عدد تلك الدول التي أعلنت توسعا أو تحسنا في هذا القطاع. ووفق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، انكمش إنتاج الصناعة التحويلية في 36 دولة عضوا في هذه المنظمة 1.3 في المائة في حزيران (يونيو) من العام الماضي، وهذه البيانات هي الأخيرة المعلنة لهذه المنظمة.
معنى هذا، أن الانكماش ربما سيكون أعلى من هذا المستوى في بقية أشهر العام الماضي. وإذا ما وضعنا آثار الأزمة الاقتصادية الناجمة عن كورونا، فإن العام الحالي ربما شهد وضعا أشد بأسا في هذا القطاع. بالطبع، هناك عوامل كثيرة لتراجع الصناعات التحويلية وانكماشها، منها على سبيل المثال، أن قطاع السيارات يسهم مباشرة في هذا الانكماش، لماذا؟ لأن مؤشر إنتاج المركبات تراجع هو الآخر في العام الماضي على مستوى العالم، فتباطؤ التجارة العالمية في كل المجالات، أثر كثيرا في الصناعات التحويلية. وتقلص هذه التجارة تم في الواقع في فترة النمو العالمي، وإن كان هذا النمو متواضعا قبل انفجار أزمة كورونا.
في النهاية، هناك عوامل كثيرة ضربت هذه الصناعات التحويلية، مع الإشارة إلى أن بقية القطاعات نالت كثيرا من الضربات الكبرى، سواء بفعل الوباء المشار إليه، أو بتراجع النمو العالمي، والحرب والمعارك التجارية التي تجري منذ عدة أعوام بين الاقتصادات الأكبر عالميا. إن الصناعات التحويلية لها دلالات معنوية إلى جانب آثارها الكبرى في الاقتصاد العالمي، باعتبارها مرتبطة بصورة كبيرة بقطاعات كبرى، وفي مقدمتها السيارات والمركبات، وبعض الصناعات الثقيلة التي تشكل الصناعة التحويلية جزءا رئيسا من تكوينها.
[ad_2]
Source link