▪︎ مجلس نيوز
حذر مختصون ومواطنون من «الجانب المظلم»، لمواقع التواصل الاجتماعي، الذي قد يؤثر بالسلب على سلوكيات وأفكار الشباب، من خلال الانغماس في محتويات غير جادة، أو ثقافات غريبة ومخالفة لأعراف وتقاليد مجتمعاتنا، أو أفكار لا تتوافق مع تعاليم ديننا الحنيف، إضافة إلى مخاطر أخرى، تتعلق بالابتزاز الإلكتروني، والإدمان، والعزلة الأسرية، وتقليد السلوكيات الخاطئة للمشاهير، إضافة إلى نشر الأخبار الكاذبة والوهمية، وغيرها من المشكلات المؤثرة على ثقافة وعقول الأطفال والمراهقين والشباب.
وأكدوا لـ«قضية اليوم»، أهمية سن العقوبات المغلظة، لا سيما فيما يخص المحتويات التي تستهدف الدين والأخلاق والأعراف، والتوعية بشكل مستمر، وبشكل بسيط وشفاف، إضافة إلى فرض ضوابط لسلوكيات المشاهير عبر وسائل التواصل المختلفة، لمواجهة نشر السلبيات.
تقليد السلوك الخاطئ للمشاهير
قال الأكاديمي د. نايف العلياني، إن الأفكار والآراء الهدامة، من السلبيات الكبرى، لمواقع التواصل الاجتماعي، وبعضها يكون بهدف تمرير أفكار وثقافات مخالفة للأعراف والقيم، قد يستقبلها الجمهور، بنوع من الاستنكار والدهشة أولا، ثم يعتادها بعد ذلك، ولا يشعر نحوها، برفض أو استياء، وذلك مثل الشذوذ الجنسي، والأفكار الإرهابية، وغيرها.
وأضاف د. العلياني إن تقليد السلوك الخاطئ للمشاهير، عامل سلبي يجب مواجهته، من خلال ترسيخ ثقافة السلوك القويم، حسب الأعراف والمبادئ والعقائد الدينية المتداولة في المجتمع، وأي شيء يخالف هذه الأمور يطلق عليه «سلوك خاطئ»، وعلى سبيل المثال، سلوك التعري الذي عززته مواقع التواصل الاجتماعي، والمخالف لمجتمعنا المحافظ ولا يتفق مع أخلاقياتنا.
عزلة أسرية
وحذر د. العلياني، من خطورة إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، الذي بات واضحاً عند كثير من الأشخاص، خاصة فئة المراهقين الذين يقضون ساعات طويلة، أمام الحواسيب والأجهزة الذكية، وهو ما يؤدي إلى أمراض ومتلازمات نتيجة هذا الاستخدام، بما استدعى فتح تخصصات جديدة، ومكلفة، لمواجهة هذه الأمراض، إذ أدى الاستخدام الخاطئ للتقنية إلى العزلة الاجتماعية بين الأفراد، والعيش في واقع افتراضي يتناقض مع الواقع الحقيقي، وهو ما ينتج قطيعة اجتماعية، قد تكون في داخل الأسرة الواحدة.
وأضاف إن إحدى السلبيات الكبرى، عند الأسر، هو محاولة تقليد حياة الآخرين المترفة، وهو ما ينتج بدوره، ضغطا اقتصاديا على الأسرة، في سبيل تحقيق هذا الترف أو قد يلجأ الأبناء إلى طرق غير أخلاقية لجلب الأموال وقد تنهار العائلة اقتصاديا بسبب ذلك.
وأكد د. العلياني، أهمية دور الإعلاميين في الحد من هذه السلبيات، من خلال التوعية بشكل مستمر، وبشكل بسيط وشفاف، إضافة إلى فرض ضوابط لسلوكيات المشاهير عبر وسائل التواصل المختلفة، لمواجهة نشر السلبيات.
ونوه د. العلياني إلى أن المناهج الدراسية تحتاج إلى تكثيف المحتوى الذي يجابه هذه السلبيات، وقد تم طرح فكرة لوضع مادة إعلامية بعنوان الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، تتناول آلية طرح المعلومات، وكيفية التلاعب بأفكار الجماهير، كمنهج أساسي للطلبة في جميع المراحل الدراسية.
نشر الأخبار الكاذبة وغياب المصداقية
قالت ديما راشد: إنه بالرغم من فوائد مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ضمنها سهولة الوصول للمعلومات عبر الحسابات الرسمية الموثوقة بأسرع وقت وأقل جهد إلا أن انتشار الأخبار الوهمية تؤثر على مصداقية المعلومة لدى الجمهور وانتقاء المعلومات والأخبار.
وأضافت إن مواقع التواصل الاجتماعي جعلت الطريق إلى الشهرة سهلا، وكثفت من مستوى المحتويات غير الهادفة، التي لا تعود على المتابع بأي فائدة، وأثرت سلباً على عقول الأطفال.
وطالبت بوضع شروط معينة، لكل تطبيق، يضبط المحتوى المقدم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع تحديد الأعمار المناسبة لمستخدمي التطبيق.
بيّن علي الهاشمي، أن أغلب محتويات مواقع التواصل الاجتماعي، تستخدم طرقا ملتوية وغير أخلاقية، لجذب الانتباه بشتى الطرق، وأن عدم الرقابة المشددة، من قبل الأسرة، يؤدي إلى تفاعل الأطفال والمراهقين، مع محتويات ومواد سلبية، تؤثر على سلوكهم وطريقة تفكيرهم. وأكد أهمية، انتقاء المحتوى الجيد، واحترام ثقافة وخصوصية الآخرين، والمراقبة المكثفة، ومحاسبة أي شخص، ينشر مواد منافية للأخلاق والقيم والأعراف، مع تكثيف الوعي، ونشره بين أطياف المجتمع كافة، والمراحل العمرية المختلفة.
«طرق ملتوية» لجذب الانتباه
أكد عبدالرحمن الحربي، أهمية اتباع سياسة الانتقاء، بمواقع التواصل الاجتماعي، حتى لا يضيع وقت المتابع هدرا، بحيث يتم التركيز على الاستفادة من المواد والمحتويات العلمية والأخلاقية مع الابتعاد عن أي محتوى يؤثر سلبا على السلوك والتفكير.
وذكر الحربي أن سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي كثيرة جدًا ومن أبرزها الشائعات، والأخبار المغلوطة، وعدم التحقق من صحة مصدرها، على سبيل المثال: نشر نصائح صحية خاطئة قد تتسبب بالضرر، مشيرا إلى أهمية استقاء المعلومات من الجهات المختصة أو الحسابات الرسمية المعتمدة.
وقال: حتى نساعد على الحد من انتشار هذه السلبيات، ينبغي تكثيف الوعي والرقابة، لأن مواقع التواصل الاجتماعي، سلاح ذو حدين، والاستفادة منها، تتطلب الانتقاء، والاعتماد على المعلومات الموثقة.
نصائح طبية خاطئة
صداقات افتراضية خادعة
حذر الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. عبدالرحمن السديس، من مخاطر الصداقات التي أفرزتها التقنية الحديثة والحضارة المعاصرة، مبيناً أنها صداقات افتراضية عبر قنوات ووسائل التواصل الاجتماعي وهي مجال يتوافر فيه الخداع والاستغلال والوقوع في السلوكيات الخاطئة والتوجيهات الخطيرة التي تؤثر على الأمن الفكري والنسيج الاجتماعي، ويزداد الأمر خطورة إن تكونت صداقات بين ذكر وأنثى، إذ هو من قبيل اتخاذ الأخدان المنهي عنه في القرآن.
وقال فضيلته، في خطبة الجمعة قبل الماضية، ولئن كان هذا العصر، هو العصر الذي بلغت فيه البشرية ذرا الرقي الفكري، والحضاري، والثقافي، والمادي، والتقني، فإنَّه أيضا، هو أشد العصور حاجة وعوزا للعلم والمعرفة المقرونة بحسن الوعي والتربية، ولعل أبناءنا وفتياتنا الذين يستقبلون عامهم الدراسي الجديد يدركون ذلك من خلال التكامل بين الأسرة والمدرسة، لتطوير المنظومة التعليمية والتربوية أمام سيل التحديات القيمية، لاسيَّما المخالفات في المحتوى الإعلامي ووسائل التواصل الاجتماعي، وغثائية بعض من يوسمون بالمشاهير وحوكمته
بيّنت المواطنة العنود السبيعي، أن مواقع التواصل، أصبحت جزءا لا يتجزأ من واقعنا الحالي، ولها جانبان؛ سلبي وإيجابي، إذ يمكن الاستفادة منها في أمور عديدة، علميا وتجاريا وترفيهيا ومهنيا، إلا أنه على الجانب الآخر، ينبغي الحذر من الجوانب المظلمة، بهذه المنصات، ومن بينها الإدمان، والهوس بما ينشر على تلك المواقع، وتقليد الممارسات السلبية للمشاهير، والمواقع الوهمية التي تخترق الهاتف الذكي.
وأضافت السبيعي: من الآثار السلبية، إضاعة الوقت خاصةً لدى المراهقين، الذين يقضون معظم أوقاتهم على تلك المواقع، ومقارنة الحالة الاجتماعية بين الأفراد، والنظر إلى مظاهر الترف والرفاهية، كما يعتمد بعض المؤثرين على إظهار الجانب الإيجابي والحياة المثالية فقط.
وبيّنت: حتى يمكننا الحد من تلك الآثار، يجب علينا ترتيب أوقاتنا، والحد من الجلوس أمام تلك المنصات، ومتابعة الأشخاص ذوي الفائدة، مشيرة إلى أن تلك المواقع عززت العزلة، وأيضًا قللت من الأدوات الاجتماعية التي تشجع على توصيل الرسالة بشكل مختصر جدًا، كالملصقات للتعبير عن المشاعر.
تعزيز العزلة وظهور «المقارنات»
ذكرت فاطمة الحرز أن مواقع التواصل الاجتماعي، لها العديد من الإيجابيات كالبحث والتعلم والدراسة، لكن في المقابل، تضم سلبيات متعددة، من ضمنها متابعة حياة الآخرين، واختراق خصوصيتهم، وإهدار الوقت، والتأثير على عقول وأفكار الشباب، إضافة إلى دورها في إثارة الخلافات عبر المقارنات في أسلوب المعيشة وغيرها.
وأكدت الحرز، أن المقارنات والمنافسات بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيما بينهم، تهدف للوصول إلى أكبر عدد من المتابعين بغض النظر عن المحتوى، وأصبح هناك «هوس» بنقل كل تفاصيل الحياة، بما نتج عنه، انعدام الخصوصية. وأشارت إلى أن المواقع تعج بمقاطع فيديو ضارة بالأطفال، تؤثر على عقولهم وسلوكياتهم، مشددة على أهمية نشر الوعي وتكثيف الرقابة والحد من استخدام تلك المواقع، التي تهدر الوقت وتضعف الترابط الأسري.
اختراق الخصوصية وإثارة الخلافات
قال سالم الدوسري: إن مواقع التواصل الاجتماعي، تمثل منصة لعرض الآراء والأفكار، وتبادل الثقافات، غير أنها في الوقت ذاته، سلاح لاختراق الأفكار، ونشر السلوكيات الخاطئة، خاصة عند صغار السن، إضافة إلى مخاطر الاختراق الشخصي والمعلوماتي، وبالتالي فإن استخدامها بشكل سلبي، ينعكس على شخصية المستخدم في حياته الواقعية. وأضاف: يمكن الحد من أثر هذه السلبيات، عبر الحملات التوعوية عن مخاطر الاستخدام غير الآمن، لهذه المنصات، وتكثيف الرقابة الأسرية، والاستخدام الرشيد، والتعريف بالمحتويات الهادفة والمفيدة.
مخاطر الاختراق الشخصي والمعلوماتي
ذكر محمد الرويلي: إن الجميع من مختلف الأعمار يشاركون في مواقع التواصل الاجتماعي، والبعض يستخدمها للترويج لفكر أو رأي معين، ولها سلبيات وإيجابيات وهي سلاح ذو حدين، ينبغي استخدامها بالقدر الذي يحقق الاستفادة.
وأضاف: من السلبيات الإدمان على استخدام هذه المنصات، بما يؤثر على تركيزنا، ويسبب تشتت التفكير والعزلة الاجتماعية داخل الأسر.
الإدمان وضعف التركيز
حذرت حنان الحربي من سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي، وتداعياتها السلبية على الأطفال والمراهقين، كالتنمر والتعدي اللفظي، والسباب والشتائم، إضافة إلى جرائم الاستغلال والابتزاز الإلكتروني، التي تحتاج إلى تسليط الضوء والتوعية باستمرار.
وأضافت: ساهمت هذه المواقع في الحد من الترابط الاجتماعي، والتواصل مع العائلة والأصدقاء، على أرض الواقع، وبث الشائعات، التي تضر بالفرد، والمقاطع التي تخرج عن الفطرة الربانية وتشوه صورة الدين، مشددة على أهمية استشعار الخوف والمسؤولية أمام الله -تعالى- للحد من تأثير هذه السلبيات.
جرائم الابتزاز الإلكتروني
سلبيات
1 – تمرير أفكار وثقافات مخالفة للأعراف
2 – الإدمان والعزلة الاجتماعية
3 – الابتزاز الإلكتروني واختراق الخصوصية
4 – تقديم معلومات وأخبار خاطئة
5 – تقليد الممارسات السلبية للمشاهير
توصيات
1 – إدراج مادة توعوية بالمناهج الدراسية
2 – تكامل مجتمعي للإرشاد والتوجيه
3 – تشديد الرقابة ومحاسبة المخالفين
4 – عدم الترويج للمحتويات غير الجادة
5 – ترشيد استخدام الأطفال لمواقع التواصل