▪︎ مجلس نيوز
يجزم النائب مروان حماده بأن «التهديد على مبنى السفارة السعودية نقطة في بحر محاولات الإساءة التي قام بها «حزب الله» إلى المملكة»، مشددا على ضرورة منعه من الاستمرار في ضرب كل ما يرمز إلى لبنان فلسفة وسيادة، ووطنا وشعبا، واستقرارا وسيادة».
وفي حوار خص به (اليوم) يؤكد أن «حزب الله، وكما قامت به الوصاية السورية يريدون تحويل لبنان إلى صحراء»، داعيا اللبنانيين إلى أن يستفيقوا من السبات الطويل الذي سمح لأعدائنا الآتين من طهران أن يجتاحوا لبنان، قائلا: «الأمور لن تحسم في النهاية، إلا بوقفة شارعية شعبية عارمة في وجه هذا المشروع الجهنمي»، لافتا إلى أن «بيروت لن تبقى خارج معركة لجم الاجتياح الفارسي للشرق الأوسط العربي».
ويجدد التأكيد على «ضرورة الإتيان برئيس لبناني، ليس عميلا إيرانيا»، مضيفا: «نريد رئيسا للجمهورية يشبه لبنان، يشبه عالمه العربي، ويليق بوطننا وأمتنا». ويوضح أن معركة انتخابات الرئاسة هي: «مرحلة صعبة، إنما «حزب الله» سيجد أن الأرض ستهتز تحت قدميه، وإن اللبنانيين على مختلف مشاربهم سيقولون له كفى»، مشددا على أن «تاريخ لبنان حافل بإنهاء الوصايات».. فإلى نص الحوار:
محاولة التطاول على المملكة
* تتنوع وتتعدد محاولات التطاول والإساءة إلى المملكة العربية السعودية، وآخرها التهديد الذي طال السفارة السعودية في بيروت، ماذا يريد «حزب الله» من جراء ذلك؟
ـ «حزب الله» كما في السابق، وكما قامت به الوصاية السورية؛ يريدون تحويل لبنان إلى صحراء، بالنسبة إلى علاقاته العربية والدولية، وفي رأس العلاقات العربية تقع المملكة العربية السعودية، الشقيقة التي سهرت وساعدت ورعت من المؤتمرات إلى إعادة الإعمار، إلى كل أنواع الدعم الذي تلقاه لبنان منذ استقلاله، ومنذ نشأة مجلس الجامعة العربية، ومنذ كل فصول الحروب الأهلية منها، أو الاعتداءات التي تعرض لها لبنان أو الحروب التي تسبب بها بعض الشاذين في لبنان، من أمثال «حزب الله»، والتهديد الذي أتى من إرهابي مطلوب لمبنى السفارة ليس سوى نقطة في بحر محاولات الإساءة التي قام بها «حزب الله» إلى المملكة، الكبتاغون أخطر من التهديد على المبنى، تسليح وتدريب القوى التي تحاول تقسيم اليمن وضرب المملكة من خلال اليمن أخطر من السفارة، الحملات الإعلانية والإعلامية ووجود أكثر من 15 محطة تليفزيونية تابعة لإيران في ضاحية بيروت الجنوبية من المخاطر الكبرى التي تفوق هذا التهديد الذي ورد من فاسق، ومختل ومرتد، وفي كل الحالات فإن المهم أن يدرك اللبنانيون مرة أخيرة قبل فوات الأوان، وهذا ما نبثه حولنا ونقوله في كل الأروقة السياسية والشعبية والاجتماعية؛ إن التطاول على المملكة والدول العربية التي لا تزال في عافيتها الكاملة، هذا ما يجب أن تمنعه كليا، إذا أردنا أن نبقي للبنان نافذة على عودة الوفاق الوطني وانتظام العمل الدستوري والمؤسساتي وانتعاش ما تبقى من اقتصاد، والإبقاء على حرمة ونفوذ اللبنانيين، الموزعين عبر العالم، كل ذلك يمر عبر منع «حزب الله» من الاستمرار في ضرب كل ما يرمز إلى لبنان، فلسفة وسيادة، ووطنا وشعبا، واستقرارا وسيادة.
لبنان مرتهن إلى السياسة الإيرانية
* إلى أي مدى سيبقى لبنان مرتهنا إلى «حزب الله» وإيران؟
ـ المعركة التي ستخاض خلال الأشهر القليلة القادمة، والتي نشهد كل يوم كرا وفرا فيها، لأن الانتخابات النيابية ولو أنها عبرت عن تغيير أساسي في مناخ الرأي العام اللبناني، فإنها بسبب القانون الهجين الذي ركبه «حزب الله» والتيار العوني وفرضه على لبنان في ساعات تخلي بعض القوى السيادية عن وقفتها التاريخية في وجه هذا الزحف الآتي من طهران، هذه الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة مفصلية، فإما أن يبقى لبنان وإما أن يزول، لا شيء بين الاثنين، كيف يزول؟ قد يحصل ذلك من خلال احتضار الوطني كله، فالحدود لم تعُد قائمة، المؤسسات غير موجودة والإدارة مشلولة والناس لا يذهبون إلى أعمالها، وأصبحت الحياة الاقتصادية والاجتماعية معدومة والتعليم إلى توقف كامل، الطبابة والاستشفاء في حالة يُرثى لها، ومن يقول إن الأسباب في ذلك اقتصادية أو اجتماعية، فالأسباب هي سيادية، يضرب لبنان في معناه وفلسفة قيامه وبقائه واستمراره، فإما سيقسم لبنان أو يحتل من القوى المحيطة به، وإما ستتقاسمه الميليشيات، أو قد يسيطر على قسم منه «حزب الله» ويسيطر على القسم الثاني مَن سيقاوم الحزب، بحيث تصبح الحرب الأهلية عنوان المرحلة، يجب على اللبنانيين أن يستفيقوا من هذا السبات الطويل والذي بكسلهم وتخاذلهم سمحوا لأعدائنا الآتين من طهران بأن يجتاحوا لبنان.
* برأيك ما الحل إذًا؟
ـ الأمور لن تحسم في النهاية إلا بوقفة شارعية شعبية عارمة في وجه هذا المشروع الجهنمي، بغداد وقفت ولو ليوم أو يومين أو ثلاثة، وهي مرشحة لأن تقف مجددا، وبيروت لن تبقى خارج معركة لجم الاجتياح الفارسي للشرق الأوسط العربي.
رئيس لبناني.. لا عميلا إيرانيا
* ما أولى الخطوات الجدية لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان؟
ـ يجب بداية الإتيان برئيس لبناني، وليس عميلا إيرانيا، نريد رئيسا للجمهورية يشبه لبنان، يشبه عالمه العربي، ويليق بوطننا وأمتنا، نحن منذ سنوات نقبل برؤساء جمهورية وحكومات تحت واجهة الاتحاد الوطني المزيف، قامت بذبح لبنان على الأصعدة كافة، فلتبدأ المعركة في رئاسة الجمهورية ويجب ألا يستخف أحد ولو الأمور لم تنحصر بالبرلمان النيابي، وامتدت إلى وقفة شعبية حقيقية، لفرض خروج ميشال عون نهائيا، وليس هو الشخص فقط؛ ولكن هذه العقلية التي ساءت للبنان وسلمته إلى «حزب الله» وإيران، ما بدأ في العام 2016 يجب أن ينتهي في العام 2022.
* كيف بإمكان اللبنانيين التخلص من لعنة «حزب الله» المتغلغل بمفاصل الدولة؟
ـ أولا بإبطال مفعول سلاحه، أي بالتغلب على الخوف، السلاح ليس فقط البندقية والصاروخ، السلاح هو سلاح الموقف والوقفة السياسية والإعلامية، الجرأة على القول لحسن نصرالله: «كفى وأنت استبحت لبنان وسنقف أمامك ونضع خطوطا حمراء أمام اجتياحك للبنان».
ولاية عون هي حكم «حزب الله»
* يراهن الشعب اللبناني عند انتهاء ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون، على بدء مرحلة جديدة من تاريخ لبنان، ما رأيك بذلك؟
ـ لا يكفي أن تنتهي ولاية ميشال عون؛ لأن ولاية عون هي حكم «حزب الله» على لبنان، لأن عون تحول إلى مجرد واجهة وأداة منذ اتفاق «مارمخايل» من بعد ذلك خذل السياديين في لبنان، وطعنهم وسار إلى جانب «حزب الله» في كل ما أساء للبنان على صعيد المؤسسات ليضرب «اتفاق الطائف»، ويخرق الدستور ويغيّر المعادلات ويعطل دور الجيش كمرجع أمني وحيد في البلد، ليمحو حدود البلد السيادية ويلغي فيه المال والجمارك والقضاء، وكل ما يرمز للدولة ضُرب خلال هذه الفترة، كان «حزب الله» نافذا قبل ذلك، ولكنه لم يتمكن من الدولة اللبنانية إلا خلال السنوات الست الماضية، وهذا يجب أن ينتهي في نهاية عهد ميشال عون، ولكن لا يكفي، يجب أن نوجد في «بعبدا» رئيسا يليق بلبنان، يؤمن بوطنه، يعترف بدستوره ووثيقة الوفاق الوطني ويعيده إلى حضن العروبة.
«التنفيذيين اللبنانيين» يرفض الصمت الحكومي على مهدد السفارة السعودية
عاجل| «الداخلية اللبنانية» تتحرك ضد التهديد على سفارة المملكة في لبنان
اهتزاز الأرض تحت قدمي «حزب الله»
* هل تعتقد أن «حزب الله» سيسهل وصول رئيس إنقاذي للبنان، أم أن هنالك مرحلة عسيرة سيعيشها اللبنانيون؟
ـ هي مرحلة صعبة، لا أقول عسيرة أو مستحيلة أو صعبة، إنما «حزب الله» سيشعر في النهاية بأن قسما كبيرا من بيئته وقاعدته التي خدعت بالشعارات الإيرانية، كولاية الفقيه وقوة إيران.. سيجد «حزب الله» أن الأرض ستهتز تحت قدميه، وإن اللبنانيين على مختلف مشاربهم سيقولون له كفى! وتاريخ لبنان حافل بإنهاء الوصايات، سواء أكانت وصاية طائفة على الطوائف الأخرى أو على الوطن أو وصاية قوى خارجية على لبنان.
* برأيك هل ستكون هنالك حكومة جديدة في عهد عون، وهل تتخوف من مخطط ما للتمديد له؟ـ أي حكومة جديدة في عهد عون ستكون على شاكلة ما هو موجود، لا توجد اليوم حكومة، وإذا تم تعديلها أو تعويمها أو تم تشكيل أخرى بديلة، طالما نحن تحت وصاية «حزب الله»، ويسكن القصر والقضاء جماعة ميشال عون لا أمل في ذلك، يجب تغيير النهج بأكمله.
عافية لبنان بالعودة إلى الحضن العربي
* ماذا تقول في كثرة التهويل باحتمال وقوع حرب مع إسرائيل؟
ـ التهويل يأتي من الجهتين، ويبقى الأسير والرهينة هو لبنان والشعب اللبناني، إذا وقعت الحرب فستقضي على ما تبقى من بُنى تحتية في لبنان ولكن بكل تأكيد لن تخدم أحدا، وستكون شبه قاضية على «حزب الله».
* يمر لبنان بأيام عصيبة حالكة، كيف ترى المستقبل، وهل من أمل في عودته إلى الحضن العربي؟
ـ بكل تأكيد، لبنان لن يستعيد عافيته إلا بالعودة إلى الحضن العربي، هو مَن أمَّن له التوازنات السياسية، المحلية والإقليمية والدولية التي كفلت استقلال لبنان في الأربعينيات، وعبور لبنان عبر مشاكله الداخلية والحروب الإقليمية، أما اليوم وبعد مرحلة «حرب تموز» وانقلاب «حزب الله» في 2008، واستمراره في انقلاب زاحف على كامل المؤسسات، فنحن الآن في ساعة الحقيقة وأمام اللحظة التاريخية الفاصلة في مستقبل لبنان؛ فإما أن يبقى أو يزول.