[ad_1]
مجلس نيوز | majlis-news
لو قلنا إن السينما السعودية تكتشف الصناعة من جديد فإننا بلا شك نهمل البناء والإرث اللذين تركهما لنا الرواد. إن علاقة السينما السعودية بالصناعة لطالما كانت مستمرة، متقطعة نعم، لكن مستمرة وغير عادية، بدأت مع دخول دور العرض إلى مجتمعات أرامكو السعودية في ثلاثينات القرن العشرين ثم مع محاولات الراحل حسن الغانم، الذي تعده السينما السعودية الأول على «الروّاف» في مفارقة جميلة يخبئها لنا التاريخ، ومرورا برحلة سعد الفريح وعبدالله المحيسن وسعد خضر وغيرهم في وضع السينما السعودية على الخارطة العالمية، شواهد يجدر بمن يأبى على التاريخ أن يرى يقينا السينما السعودية وهي لا تبدأ الآن، إنما تلبس ثوبها الجديد.
دور العرض السينمائية عزيزي يا من تقرأ مقسما شغفك، عادت إلى الظهور في المملكة العربية السعودية بعد أكثر من ثلاثة عقود من التوقف، فيها حصد السينمائيون السعوديون جائزة نفرتيتي الفضية عن «اغتيال مدينة» والذهبية، ومفتاح مدينة نانت الفرنسية عن «ظلال الصمت» للمحيسن، بالإضافة إلى ثلاث جوائز عالمية في مهرجان البندقية ومسقط، ثم حضروا في برلين وصولا إلى ما قبل القائمة النهائية لترشيحات الأوسكار. تلك دعوة للتأمل في علاقة الصناع السعوديين بالسينما المبنية على التطفّل في الأصل.
لعلي كتبت قرابة المئتي كلمة السابقة لأجد مدخلا للقول بأن ما ينادي به الدخلاء على هذا الفن العظيم لاستحداث الصناعة السينمائية وفق قيود معينة، إنما هو قتل للإبداع، وبرأيي أن يتخلى أعضاء الحركة الجديدة عن هذه القيود والآراء التي قد لا تريدها السينما الحديثة على الإطلاق، وأهم تلك القيود هو «حصر القصة».
الفيلم السينمائي هو القصة بشكل من الأشكال، ولأن المشاهد السعودي كان في مرحلة ما ولا يزال يفتقد إلى فيلم يحرضه على ممارسة حقه المشروع في التوقع واختبار السينمائي الصغير بداخله، ستكون مهمة الصناع والمؤلفين في مقدمتهم أن يجعلوا من هذا القيد عامل تغيير واختلاف، تنطلق منه رؤية أصلية أكثر من كونها جديدة، رؤية تخاطب فيها السينما العقول، أصلية تستند فيها إلى الموروث لا ترفضه ولا تنسلخ منه، إنما تستحدثه وتبني عليه توجهات هذه الحركة كي يكفل بها التاريخ.
في أحد لقاءات نادي الكتاب الثقافي التي جمعت الرواية بالسينما، جرى على لسان أحد النقاد حديث حول نقل الرواية إلى السينما حين ذكر أن السينما الغربية استغرقت سنوات طويلة حتى جاؤوا بمن يخرج إحدى الروايات العظيمة التي طالما استعصت على الصناع، ثم في حين آخر أجاب عن سؤال اللقاء الجوهري (هل بإمكان المعنيين بأمر السينما الآن أن ينجحوا في تحويل الرواية السعودية إلى عمل سينمائي؟)، وقال بما معناه «السينما السعودية يستحيل عليها أن تنقل الرواية في ظل عدم وجود صناعة حقيقية، لا يوجد لدينا مخرجون وكتاب أكفّاء يصلون إلى العمق الكافي لاستيعاب الرواية».
ألا ينجح الغرب «الصنايعية» في نقل الرواية أمر لم تستنكره، ولكنك تشكك بعدها في قدرة السعوديين «الناشئين» على استيعاب الرواية ونقلها إلى السينما. أقول: فقط، صدق بعض ما ذكرت لا يخولك بأن تخوض بمبدأ الشمولية هذا، وإن جدلية الرواية والسينما شأن يا صديقي يتعلق بالمؤلف السعودي – كاتب السيناريو – والمخرج والمؤلف، وذلك مأخذنا عليهم وعليك، مجتمعين، كونك أحدهم.
مع توفر موارد الصناعة والموارد المعرفية الآن، لا أتخيل الصعوبة في صنع الأفلام، ولا يمكن لأي صانع مهما بلغت أهميته أن يقنعني بعكس ذلك. النقص الذي يحاجج به البعض في الصناعة كفيل بالبحث أن يغطيه، وندرة الكتّاب توازيها ثقافة المخرجين. المجتمع السعودي مليء بالمفاجآت والمفارقات العجيبة. وحتى البارحة وأنا ما زلت أستمع إلى أحاديث بعض الكوادر الحاصلين على مؤهلات في الصناعة بالخارج، يستهل أحدهم بمديح تستحقه وزارة الثقافة وينتهي آخرهم بكلمات يشدد فيها على ضرورة الأخذ بيد الصناعة، لاكتشاف السينما من جديد!
@A_LazyWriter
[ad_2]
Source link