▪︎ مجلس نيوز
قال المحلل السياسي يحيى التليدي: “إن العلاقات السعودية الأمريكية التي ترسخت مع لقاء الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت في عام 1945، ليست علاقات عادية، ولكنها شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد تحمل أهمية لكلا الدولتين.”
وأوضح المحلل السياسي: منذ ذلك التاريخ الممتد لأكثر من ثمانية عقود والعلاقات بين الرياض وواشنطن علاقات استراتيجية متشعبة في شتى المجالات، ما أعطاها زخمًا على مدى كل تلك العقود.
وأشار في تصريحات لـ «عاجل» إلى أن العلاقات السعودية الأمريكية كغيرها من العلاقات بين الدول، تشهد ارتفاعًا في وتيرتها أو انخفاضًا حسب ما تفرضه الظروف المحيطة المؤثرة فيها، ورغم ذلك تبقى علاقة استراتيجية تعززها مصالح مشتركة لا يمكن تجاهلها بل يمكن البناء عليها لأخذها إلى مراحل أكثر وضوحًا وإيجابيةً تراعي خصوصية كل دولة وحقها المكفول في اتخاذ القرارات والمواقف التي تتناسب مع مصالحها.
وأضاف التليدي أنه أمر جيد ومرحب به أن تكون هناك إعادة نظر في السياسة التي اتبعتها واشنطن تجاه دول المنطقة، ولكن الأمر لا يرتبط فقط بالإرادة الأمريكية وإنما يرتبط بإرادة ومصالح دول المنطقة، لذلك فإن الأمر يتطلب حوارًا صريحًا وشفافًا.
وعن زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة، أوضح التليدي أنها تأتي في ظرف دولي غاية في التعقيد بوجود ملفات لأزمات لا زالت مفتوحة وقابلة للتطور، عطفًا على الأحداث المتسارعة التي يشهدها العالم من الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة الطاقة مرورًا بأزمة الغذاء العالمية والأزمات السابقة التي لم يتم إيجاد حلول نهائية لها كالملف النووي الإيراني وملف الإرهاب في المنطقة.
ولفت إلى أن علاقات التحالف الطويل بين دول الخليج العربي وأمريكا تحتاج إلى أن تُبنى على أسس أكثر عمقًا والتزامات مكتوبة ومعاهدات تبقى طويلًا في المستقبل، لمصلحة الجهتين، وتجنبًا لأي اضطرابات قد تطرأ في المنطقة والعالم.
وشدد على أن تناقضات السياسة الأمريكية وتجاهلها لحلفائها الكبار في المنطقة يجب أن تتوقف بشكل رسمي يضمن عدم تكرارها حتى لا تتكرر الأخطاء نفسها والخطايا ذاتها.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن قمة جدة لن تكون عادية بكل المقاييس، فالدول العربية لديها قضاياها وكذلك الولايات المتحدة لها ملفاتها، والوصول إلى نقاط التقاء ليس بالمستحيل ولكن لن يكون سهلًا.