▪︎ مجلس نيوز
يفرض البعد الثقافي للعلاقات «السعودية – الأمريكية» بعدًا هامًا، خصوصًا حجم التبادل بين البلدين في هذا الشأن على المستويين الرسمي والشعبي، في سياق ما تتمتع به الرياض من مكانة إسلامية وعربية كبيرة.
تنظر الولايات المتحدة إلى المملكة، في إطار مكانتها الروحية لدى المسلمين في دول العالم كافة، وترى واشنطن أن ما تقدمه الرياض من إسهامات فكرية تمثل ضمانة استقرار وسلاح فكري وثقافي ضد الأفكار الضالة التي تتحصن بها الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي الذي شكلت عمليات الاستقطاب التي يمارسها عبئًا على بلدان العالم الغربي ومحاولة تجنيد عناصر له عبر شبكة المعلومات الدولية.
ومن تلك المنطلقات يظهر الجانب الثقافي للعلاقات السعودية الأمريكية قويًّا، مع حرص الشعب السعودي على استثمار تلك العلاقات للاستفادة العلمية، خصوصًا مع حرص الدولة على استمرار الابتعاث إلى الولايات المتحدة؛ حيث وصل عدد طلاب المبتعثين من المملكة إلى ذلك البلد إلى 21.022 طالبًا، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث.
وقد فاق عدد المبتعثين السعوديين من خلال ذلك للدراسة في الولايات المتحدة نصف مليون طالب وطالبة منذ إطلاقه في عام 2006م، وطالما أظهرت نتائج الدراسة والتقييمات والمسابقات العلمية الكبرى، معدن أبناء الشعب السعودي، وشغفهم بالعلم والتطور بعد أن ضربوا أمثلة مشرفة في طلب العلم عكست ثقافة وتقاليد السعوديين الساعين دومًا إلى التطور مع التمسك في الوقت ذاته بالأصالة والقيم العربية التي تربوا عليها.
وترعى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية برامج عديدة للتبادل التعليمي والثقافي التي تعطي الطلاب والباحثين السعوديين فرصة الدراسة وإجراء البحوث في الولايات المتحدة، وكذلك الطلاب والباحثين الأمريكيين فرصة الدراسة وإجراء البحوث في المملكة العربية السعودية. هذه البرامج متوفرة للمواطنين السعوديين المقيمين في المملكة العربية السعودية والذين لا يحملون الجنسية الأمريكية.
وترتكز العلاقات الثقافية بين المملكة والولايات المتحدة أيضًا على استثمار الجانب السياحي في دعم تلك العلاقات وذلك في إطار ما تتفرد به المملكة من مقومات جعلتها محطّ اهتمام السائح الأمريكي، وبعد إطلاق وزارة السياحة في المملكة التأشيرات السياحية في عام 2019، أسهم ذلك في جذب مزيد من السياح الأمريكيين الراغبين في استكشاف المملكة، وزيارة مواقعها التاريخية ومناطقها السياحية الفريدة.