▪︎ مجلس نيوز
يزخر موسم الحج بالعديد من القصص المؤثرة والتجارب الملهمة التي يخرج الإنسان منها بفوائد جمة تنعكس على حياته بشكل إيجابي. ولعل أهم فئة من الفئات العاملة في موسم الحج هم المتطوعون الذين ضحوا بوقتهم وتركوا خلفهم أسرهم وأعمالهم وتفرغوا لخدمة ضيوف الرحمن دون مقابل، بحثا عن الأجر والمثوبة والدعوة الصالحة. معتبرين الحج جامعة متكاملة تمكن الإنسان من زيادة خبراته في المجالات العلمية والعملية.
تخصصات مختلفةوتطوع في موسم الحج هذا العام أكثر من 450 طالبا وطالبة عبر 120 فرقة تطوعية من مختلف التخصصات الطبية قدموا من جميع مناطق المملكة للانخراط في البرنامج الصحي التطوعي الرابع عشر الذي تشرف عليه جمعية درهم وقاية بالشراكة مع العديد من الجهات الصحية والخاصة غير الربحية.
الطب الرياضي
وقال المختص في مجال الطب الرياضي سعيد الغامدي، إنه تطوع في السنوات الأخيرة لعلاج أقدام ضيوف الرحمن المصابين بالغرغرينا في المشاعر المقدسة، وتقديد النصائح الطبية وهو ضمن برنامج التطوع الصحي الرابع عشر. مشيرا إلى أنه بدأ تطوعه في عام 2017 عندما شارك في برنامج التطوع الصحي الذي تشرف عليه جمعية درهم وقاية بمكة المكرمة.
صفات حسنةولفت إلى أن التطوع في البرنامج أضاف له الكثير من المعارف والصفات الحسنة، ولعل أجمل ما فيه الروحانية حيث يستشعرها المتطوع وهو يخدم ضيوف الرحمن، وهذا سر عودة المتطوعين للعمل مجددا في الحج في كل عام رغم المشقة والتعب لشعورهم بهذه الأجواء الروحانية. واستحضر قصة د. محمد الفيلالي الذي كان مبتعثا في أستراليا ومع ذلك كان يأتي في كل موسم حج للمشاركة بالتطوع في البرنامج الصحي ثم يعود من جديد لإكمال دراسته في أستراليا بعد الحج.
خبرة ميدانية وأوضح أن فوائد التطوع على الجانب الشخصي لا تتوقف بل تمتد للجوانب المهنية، مبينا أن التطوع أضاف له الكثير من الخبرة الميدانية والتعامل مع الحالات النادرة والطارئة والتصرف بسرعة في بعض الحالات التي تحتاج للتدخل الطبي السريع. مشيرا إلى أن أول نزول له لجبل الرحمة كان وقت الظهيرة والشمس ساطعة فلم يحتمل وسقط بالأرض رغم مقاومته الكبيرة وعدم استماعه لنصائح الشباب بأخذ قسط من الراحة.
دعوات مستجابةوقال المتخصص في مجال الصيدلية فواز القرني، والذي يقضي عامه الثامن في العمل التطوعي الصحي لخدمة حجاج بيت الله الحرام «بدأت علاقتي مع التطوع في المجال الكشفي حيث كنت قائدا كشفيا، ولأن مجال دراستي في الجانب الطبي اتجهت للبرنامج الصحي التطوعي الذي أعيش السنة الثالثة معه بمتعة لا توصف».
إدارة الحشود وأضاف القرني: «أضاف لي البرنامج الكثير على الصعيد الشخصي، وتعرفت على ناس كثر وثقافات متنوعة لم أكن أعرفها أصلا، وتعلمت العديد من المهارات مثل إدارة الحشود وحل المشكلات، والقيادية، وكسر الحواجز مع الأشخاص». وتابع القرني القادم من مدينة أبها: «عزز برنامج التطوع روح التعاون بين الفريق الواحد خصوصا أنك تتعامل مع عدد كبير من مختلف مناطق المملكة وبثقافات متنوعة، لكن الكل على قلب واحد ويد واحدة لتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام».
10 سنواتوذكر القرني الذي يطمع للوصول لرقم قياسي في التطوع وهو عشر سنوات متتالية في مجال التطوع: «في كل عام أقدم للحج ومعي دعوات، لا أدعو بها إلا وتجد الإجابة ويتحقق لي ما أريد ولعل نجاحي في مجال عملي هو ثمرة هذا التطوع». وأكد أنه فخور بما يعمل وكذلك أسرته، شاكرا كل من وقف معه في هذا العمل العظيم.
امتنان وتقديروأشارت المتطوعة نورة الزيد، إلى أن التحاقها بالبرنامج الصحي الرابع عشر يأتي بحثا عن دعوة من حاج، وأرجعت سبب التحاقها بالبرنامج التطوعي إلى حادثة مع حاجة غير عربية في جسر الجمرات، عندما ضمدت لها جراح قدمها، فلم تعرف كيف تكافئها ففاجأتها الحاجة بتقبيل رأسها ويدها كتعبير لها عن الامتنان والتقدير.