▪︎ مجلس نيوز
حرص أهالي محافظة فرسان ولسنوات طويلة من تاريخ الجزيرة على الانتقال من قراهم إلى قرية القصار، فيما يعرف بـ»الشدة» التي تأتي متزامنة مع موسم «العاصف»، حيث ارتفاع درجة حرارة الجو في فصل الصيف، ونشاط الرياح الشمالية الغربية شديدة الحرارة.
وينتقل الأهالي في رحلتهم من منازلهم في جزر عدة في فرسان إلى منازلهم التي شيدت بصفة دائمة في قرية القصار بشكل منظم، روعي تجاور المنازل التي يزيد عددها على 400 منزل، موزعة على 5 حارات هي (المحزون وضخبان والبستان والكدمي والبقعة)، تفصلها ممرات لا يتجاوز عرضها 3 م، وصلت جميعها بطريق رئيس يخترق القرية من الشمال إلى الجنوب، مرورا بجامع القرية وساحة الأفراح والمناسبات التي لا تخلو من مناسبة أو اجتماع أو استقبال ضيف يكون محل الاحتفاء والتكريم من قبل الجميع طيلة أيام موسم العاصف.
موسم «الشدة» الذي لا يزال أهالي فرسان يحتفون به حتى يومنا هذا، يعرف بواحد من أهم الموروثات الثقافية الاجتماعية السائدة في جزر فرسان، كانت فيه قرية القصار التراثية وجهة لهم جميعا لكثرة الآبار التي تتوفر بها المياه العذبة، وأشجار النخيل التي تبدأ في طرح ثمارها في هذه الفترة من العام، ليقوم الأهالي بجني الرطب والاستمتاع بظلالها واعتدال أجوائها لمدة زمنية تزيد على 3 أشهر.
وللشدة مساحة كبيرة في ذاكرة أهالي الجزيرة، خاصة كبار السن منهم، حيث كان الفرسانيون يحيون مناسبات الزواج التي كانت تؤجل لمدة عام حتى يحل موسم الرحيل من جزر فرسان لقرية القصار هروبا من شدة الحرارة، إذ لا تزال مناسباتهم وأفراحهم التي تقف ساحة القرية والمنازل التي بنيت جدرانها من الحجارة المتوافرة، وسقفت من أخشاب وسعوف الدوم والنخل، وزينت أفنيتها بأصداف البحر ذات اللون الأبيض بالموقع نفسه.