▪︎ مجلس نيوز
حول أهالي بلدة أبادان المنكوبة في إيران عرضا حكوميا بعنوان «حداد» إلى مشهد احتجاجي، وأشعلوا مظاهرات شعبية كبيرة، وأطلقوا صفير السخرية على عناصر النظام ورددوا هتاف «عديم الشرف» واصفين المرشد الأعلى علي خامنئي.
وقلب شباب المدينة الإيرانية السحر على الساحر، وأقاموا بأنفسهم مراسم الحداد على أحبائهم. وذهبت وفود كبيرة من مدينتي شادكان وماهشهر إلى أبادان للتعبير عن تعاطفهم وخرجوا في مسيرة احتجاجية للاعتراض على فساد وجريمة الملالي، كما تظاهر أهالي مدينتي مسجد سليمان وكازرون دعما لأبادان وتصدوا للقوى القمعية.
وهتف المواطنون في أبادان «كلنا رجال النضال نتحداكم في القتال» و»سأقتل من قتل أخي» و»الباسيجي ارحل».
فيما أطلق عناصر الحرس الغاز المسيل للدموع على المواطنين وفتحوا النار برصاصات كروية مما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين.
وحدات القمع
وأرسل النظام الإيراني قطعان الباسيج والوحدات الخاصة إلى أبادان والمدن المحتجة بدلا من فرق الإنقاذ والإغاثة، وقام بإبطاء الإنترنت أو تعطيله.
وقال حسن كرمي العميد في قوات الحرس إن «وجود الوحدة الخاصة هو فقط من أجل توفير الراحة والأمن لأبناء أبادان الثائرين ومساعدة الجرحى».
وفي غضون ذلك، اعترف محمد مخبر النائب الأول لرئيس النظام إبراهيم رئيسي الجلاد «في مبنى متروبول انتشر الفساد بين القائم بالبناء والمقاول والمشرف وهيئات الترخيص»، وقال كوجي، عضو مجلس شورى النظام «كانت بلدية أبادان شريكة في ملكية متروبول وكان هناك تضارب في المصالح وقاموا بتغيير رخصة 4 طوابق إلى 10 طوابق».
ونزل المواطنون الغاضبون في طهران والعديد من المدن الأخرى مثل أنديمشك، شهرري، قم، الأهواز (ملاشية)، بهبهان، سوسنكرد وشوش، إلى الشوارع وهتفوا «أبادان ليست وحيدة»، «نعزي أبادان»، «خامنئي قاتل وحكمه باطل» و»الموت للديكتاتور».
استمرار الانتفاضة
ووجهت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، تحياتها لأهالي أبادان الأبطال وقالت إن استمرار الانتفاضة والمقاومة ضد الرصاص والغاز المسيل للدموع يعكس غضب الشعب الإيراني ضد نظام الملالي. أبادان هي قلب إيران والمدن تنهض مدافعة عنها الواحدة تلو الأخرى.
وكتبت الزميلة غير المقيمة في «أتلانتيك كاونسل» هولي داغرس، أن الإدارة الأمريكية، تأخرت ستة أيام بعد انطلاق التظاهرات الشعبية في إيران، وتسعة أيام بعد توثيق اضطرابات في شبكة الإنترنت قبل أن تصدر عبر المتحدث باسم الخارجية نيد برايس بيانا عن تلك الأحداث.
وفي 16 مايو، نشر برايس بيانا على حسابه عبر تويتر جاء فيه «يحق للشعب الإيراني محاسبة حكومته.
ندعم حقوقه في التجمع السلمي وحرية التعبير على الإنترنت وخارجه، دون خوف من العنف والانتقام». وبعد ساعات، نشر حساب وزارة الخارجية الأمريكية بالفارسية على انستقرام ترجمة لتعليقات برايس.
انتهاكات إيرانية
ورأت داغرس أن اهتمام إدارة بايدن الأساسي باحتواء تقدم برنامج إيران النووي أصبح جليا منذ وصولها إلى السلطة في يناير 2021. ورغم الحساسيات المحيطة بإحياء الاتفاق النووي، دعت الكاتبة الإدارة إلى تجنب مراعاة إيران في القضايا الأخرى، خاصة حقوق الإنسان، بما فيها حرية تصفح الإنترنت، وهي مسألة حثت الإدارة دولا أخرى على احترامها وكان يفترض أن تكون أولوية في السياسة الخارجية.
بإمكان إدارة بايدن اتخاذ خطوات عدة لزيادة الوعي بانتهاكات حقوق الإنسان في إيران والعمل مع القطاع الخاص لمكافحة حظر الإنترنت الذي يستخدمه الإيرانيون لأهداف اقتصادية وسياسية واجتماعية كما للتسلية.
الإيرانيون تغيروا
وأصبحت التظاهرات أمرا طبيعيا في السنوات القليلة الماضية، لكن حين ينتشر استخدام القوة، وينتشر حجب الإنترنت في كل مكان، على الولايات المتحدة أن ترفع صوتها ضد هذه الانتهاكات خاصة في الدول القمعية مثل إيران.
وفي 2020، ذكرت منظمة العفو الدولية في إشارة إلى تظاهرات نوفمبر 2019 المناهضة للحكومة والتي قتلت فيها الأجهزة الأمنية واعتقلت الآلاف، أن «السلطات منعت عمدا الوصول إلى الإنترنت داخل إيران، مخفية النطاق الحقيقي لانتهاكات حقوق الإنسان المريعة على امتداد البلاد».
هذه الحصانة هي ما يخشاه كثيرون حين يقطع الإنترنت وتبدأ الاضطرابات.