▪︎ مجلس نيوز
فيما تضاءلت فرص خروج أحياء بين 50 مفقودا تحت أنقاض المبنى المنهار في منطقة عبادان جنوب غرب إيران، هتف متظاهرون غاضبون في المدينة «حان وقت رحيلك.. الموت لخامنئي».
ونزل عدد كبير من المحتجين الغاضبين إلى الشوارع على مدار اليومين الماضيين، رافعين شعارات منددة بالمرشد علي خامنئي، وحكومة إبراهيم رئيسي الضالعة في مجزرة 1988 التي شهدت مقتل 30 ألف معارض، مع استمرار عمليات البحث عن نحو 50 مفقودا، وارتفاع منسوب الغضب في المدينة المنكوبة.
وارتفعت حصيلة القتلى في المبنى المنكوب إلى 16 قتيلا، ولا تزال العديد من الجثث تحت ركام مبنى متروبول المؤلف من عشرة طوابق والواقع على بعد 120 كلم من الأهواز، والذي انهار بشكل مفاجئ قبل أيام.
عدونا هنا
ولم يشفع إعلان السلطة القضائية توقيف عشرة أشخاص، بينهم رئيس بلدية أبادان واثنان ممن شغلوا المنصب سابقا، إضافة إلى موظفين في البلدية مشرفين على المشروع، لاتهامهم بـ»المسؤولية» عن انهيار المبنى، بتهدئة غضب الأهالي.
وخرج أهالي أبادان في تظاهرة غاضبة ضد نظام الملالي احتجاجا على عدم قيامه بإنقاذ من تبقى حيا تحت الأنقاض جراء انهيار مبنى متروبول في المدينة.
ويهتف المواطنون احتجاجا على قيام تلفزيون النظام بفرض الرقابة على الأخبار ونشر أخبار كاذبة «عار علينا عار على مؤسستنا الإذاعة والتلفزيون.
عدونا هنا، يقولون كذبا إنه أمريكا، أيها الحاكم استقل استقل، أيها المواطن المطلوب دعمك، ليرحل الملالي».
دفن الأحياء
ووجه المتحدث باسم مجاهدي خلق تحياته للمواطنين المنتفضين في أبادان قائلا «إن دفن الأحياء تحت الأنقاض جريمة كبرى ومضاعفة بحق المواطنين في أبادان وإهانة للأمة الإيرانية بأسرها، وقد لزم خامنئي الصمت.
المواطنون يريدون أحباءهم ويجب إخراجهم من تحت الأنقاض إلى آخر شخص، ليرحل النظام ولا يعمل مانعا.
الشباب الشجعان قادرون على القيام بذلك بأنفسهم بإمكانات شعبية».
وأكد المتحدث باسم المنظمة لشباب وأهل خوزستان المتحمسين وجميع أنحاء إيران «حان الوقت للاحتجاج والنهوض ودعم أهالي أبادان، فقد عبر الأهالي عن ما يدور بداخلهم وهم يهتفون ويرفعون شعار “سأقتل من قتل أخي”، وقالوا بصوت مرتفع «عار على مسؤولينا الأوغاد، الموت للمسؤول العاجز، ليستقل المسؤول عديم الكفاءة”.
نظام فاسد
واعترفت وسائل إعلام رسمية إيرانية، بعد انهيار عمارة متروبول غير المكتملة والمكونة من 10 طوابق في مدينة أبادان ومقتل 26 شخصا، أنه قبل عام، حذر الخبراء من أن المبنى قد ينهار بسبب ضعف هياكله، لكن مسؤولي النظام الفاسدين تجاهلوا التحذيرات.
وقالت إنه ليومين بعد انهيار المبنى، لم تتخذ الأجهزة الحكومية إجراءات فعالة لإنقاذ الجرحى، وهرع الناس لمساعدة الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض بأيد عارية وباستخدام معدات بسيطة.
وأعربت الرئيسة المنتخبة لمجلس المقاومة الإيراني مريم رجوي، عن تعازيها لذوي الضحايا وأهالي أبادان لفقدان أرواح مواطنين جراء انهيار المبنى في أبادان، متمنية للمصابين الشفاء العاجل. وأضافت أن مثل هذه المآسي القاتلة هي نتيجة السياسات اللاشعبية لنظام الملالي الفاسد النهاب.
كارثة بلاسكو
وكان هذا المبنى الذي يقع على «الشارع المركزي الأكثر ازدحاما في المدينة» بجوار مبان تجارية وطبية وأخرى تضم مؤسسات ومكاتب، انهار بشكل مفاجئ، بحسب ما أكد شهود عيان، فيما أعلنت السلطات المحلية الحداد في المدينة التي يناهز عدد سكانها 230 ألف نسمة، وتقع في محافظة الأحواز الحدودية مع العراق.
وأعاد الحادث إلى الأذهان كارثة مبنى «بلاسكو وسط طهران، التي وقعت مطلع عام 2017. حيث انهار حينها المبنى المؤلف من 15 طابقا، بينما كان رجال الإطفاء يعملون على إخماد حريق اندلع فيه.
ووفق الحصيلة الرسمية، قضى وقتها 22 شخصا، بينهم 16 من رجال الإطفاء، كما ذكر أيضا بما شهدته أبادان نفسها عام 1978، حيث التهم حريق كبير دار سينما ريكس، وأدى إلى مقتل المئات.
حادث مريب
على صعيد آخر، وفي حادث غامض قرب طهران، لقي مهندس حتفه وأصيب موظف آخر بمنطقة بارشين التي تضم مجمعا عسكريا تابعا لوزارة الدفاع، وتقع جنوب شرقي العاصمة.
وأعلنت وزارة الدفاع الإيرانية أمس، أن «الحادث وقع في وحدة أبحاث تابعة لها، وأوضحت في بيان أن الحادث المذكور وقع مساء أمس الأول في إحدى الوحدات البحثية التابعة للوزارة في منطقة بارشين، مما أدى إلى مقتل المهندس إحسان قد بيغي وإصابة أحد زملائه.
وتضم تلك المنطقة مجمعا يشتبه بأنه سبق أن أجرت فيه السلطات الإيرانية اختبارات تفجير قابلة للتطبيق في المجال النووي، بحسب ما أفادت رويترز.
يذكر أن بارشين كانت شهدت في يونيو 2020، انفجار «خزان غاز صناعي» قرب المجمع العسكري، وفق ما أعلنت في حينه وزارة الدفاع الإيرانية، مؤكدة أن الحادث لم يؤد لوقوع ضحايا، كما نفت حينها أن يكون الانفجار وقع في موقع عسكري، مؤكدة أنه طال «مساحة عامة».
التفتيش ممنوع
ورفضت طهران مرارا في السابق لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بزيارة الموقع، مؤكدة أنهم قاموا بعمليات تفتيش سابقة فيه خلال عام 2005 من دون إثبات حصول نشاط يثير الشبهات، إلا أن الموقع خضع لتدقيق من الوكالة عام 2015، بعيد إنجاز الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى.
وقام المدير السابق للوكالة في حينه، الراحل يوكيا أمانو، بزيارة المكان.
وأتاح هذا الاتفاق رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، لكن مفاعيله باتت في حكم اللاغية منذ انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه في 2018، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران، التي تراجعت بدورها عن معظم التزاماتها.