▪︎ مجلس نيوز
عندما أجرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تقييما للترسانة النووية الصينية في تقريرها السنوي للكونجرس بشأن القوة العسكرية للصين في نوفمبر 2020، توقعت أن المخزون الصيني من الرؤوس النووية، الذي قدرته الوزارة آنذاك بأنه يزيد قليلا عن المئتين، سوف «يتضاعف حجمه على الأقل» خلال العقد المقبل. كما قدر البنتاجون أن الصين «تتبع مسارا ثلاثيا نوويا»، مما يعني مجموعة من القدرات النووية البرية والبحرية والجوية.
وتقول المحللة السياسية الأمريكية جوديث بيرجمان في تقرير نشره معهد جيتستون الأمريكي إنه بعد عام فقط، في نوفمبر 2021، اعترف البنتاجون نفسه بأن الحشد النووي الصيني يتم بسرعة مذهلة، مع إمكانية تضاعف مخزون الرؤوس الحربية النووية أربع مرات عما تم تقديره في عام 2020.
وتتوقع وزارة الدفاع الأمريكية أن المعدل المتسارع للتوسع النووي الصيني قد يمكن الصين من امتلاك ما يصل إلى 700 رأس حربي بحلول عام .2027 ومن المحتمل أن تعتزم الصين امتلاك ألف رأس حربية، على الأقل، بحلول عام 2030، مما يفوق المعدل والحجم الذي توقعته وزارة الدفاع الأمريكية في 2020.
وبالإضافة إلى ذلك، لم تعد الصين تتبع مسار ثالوث نووي، ولكن يبدو أنها حققت أساسياته، فمن المحتمل أن تكون بكين قد رسخت بالفعل ثالوثا نوويا جديدا مع تطوير صاروخ باليستي يتم إطلاقه من الجو وله قدرة نووية، وتحسين إمكانياتها النووية البرية والبحرية.
ووفقا لتقرير البنتاجون، تقوم الصين أيضا بتشييد البنية التحتية الضرورية لدعم هذا التوسع في القوة، بما في ذلك قدرتها على إنتاج البلوتونيوم وفصله بإقامة مفاعلات توليد سريعة ومنشآت لإعادة المعالجة، مع بناء المئات من الصوامع الجديدة للصواريخ العابرة للقارات.
وتقول بيرجمان، وهي من كبار الزملاء البارزين في معهد جيتستون، «إن المعدل المتسارع للحشد النووي الصيني مقلق في حد ذاته، ولكن ما يزيد القلق هو أن الحشد العسكري يشكل جزءا واحدا فقط، لكنه جزء مهم من الحشد والتحديث العسكري الصيني العام. ففي الصيف الماضي، على سبيل المثال، اختبرت بكين أول سلاح صيني أسرع من الصوت.
وفي الفضاء، تطلق الصين أقمارا اصطناعية بضعف معدل الولايات المتحدة، وتنشر أنظمة تشغيلية بمعدل لا يصدقه عقل»، وفقا لما ذكره الجنرال ديفيد تومسون، النائب الأول لرئيس العمليات الفضائية بسلاح الفضاء. وزادت الأصول الصينية الروسية الفضائية في المدار مجتمعة بنسبة 70% تقريبا خلال عامين فقط، في أعقاب زيادة بنسبة أكثر من 200% في الفترة ما بين عامي 2015 و2018، وفقا لما ذكره كيفين رايدر، كبير محللي وكالة المخابرات العسكرية لشؤون الفضاء والعمليات الفضائية المضادة في الولايات المتحدة.
ووفقا للجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة «لم تكن الصين تمتلك قبل 40 عاما أي أقمار اصطناعية، ولم يكن لديها أي صواريخ عابرة للقارات أو أي أسلحة نووية، ولم تكن تمتلك مقاتلات من الجيل الخامس أو حتى مقاتلات متقدمة، ولم يكن لديها أسطول بحري. ولننظر لما تمتلكه الصين اليوم، وإذا نظرت إلى الأمر كله، فإن هذا الاختبار للسلاح الأسرع من الصوت منذ أسبوعين هو مجرد جزء من صورة أوسع نطاقا للقدرة العسكرية للصينيين.