▪︎ مجلس نيوز
بدأت أزمة تأخر وعدم انتظام بعض رحلات المسافرين والمعتمرين في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة خلال الأيام الماضية، في الاستقرار نسبياً بعد تدخل العديد من القطاعات للدعم والمساندة، مع تكثيف نشاط فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر وغيرها من القطاعات الخدمية لمساندة المعتمرين وخدمتهم حتى مغادرتهم، في حين وجه وزير النقل والخدمات اللوجستية م. صالح الجاسر؛ بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة، برئاسة رئيس الهيئة العامة للطيران المدني؛ وعضوية عدد من الجهات؛ للوقوف على أسباب الأزمة، والتحقيق فيما حدث، وتحديد المتسببين في ذلك، واتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة، والمعالجات الفنية الكفيلة بالمحافظة على جودة الخدمات المقدمة للمسافرين وضيوف الرحمن، والرفع بالنتائج والتوصيات في موعد أقصاه أسبوع من تاريخه.
وتواصل الجهات المعنية تسهيل سفر المعتمرين من مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، بمتوسط يصل إلى 40 ألف معتمر يومياً من المطار إلى دول العالم بدعم المسؤولين من جميع القطاعات المعنية في المطار والجهات التشغيلية.
الصالة الشمالية وأرجع نائب رئيس اللجنة الوطنية لأنشطة الحج والعمرة والزيارة، عضو الجمعية السعودية للسياحة والسفر هاني العميري الأزمة إلى 8 أسباب رئيسية، تشمل أولا: تركز المغادرين بشكل كبير بالصالة الشمالية؛ كونها مخصصة لقدوم وسفر شركات الطيران الأجنبية والتي لم يحصل فيها أي تطوير في السنوات الماضية، مشيرا إلى أهمية تشكيل لجنة فنية لاختبار وفحص المعدات والأجهزة المستخدمة في الصالة.
وقال: السبب الثاني هو إغلاق مبنى الحجاج والذي كان يستفاد منه في مغادرة المعتمرين وتخفيف الضغط بالصالات الأخرى، وذلك مخالفة للمعتاد في نفس الفترة من كل عام، وثالثا: تأخر الرحلات في القدوم للمملكة لنقل المعتمرين وبالتالي تأخر مغادرتهم.
فترة الانتظاروذكر «العميري»، أن السبب الرابع، هو فترة الانتظار البالغة 5 ساعات كحد أدنى حسب تعاميم وزارة الحج والعمرة، بينما لا تتجاوز ساعتين بأقصى حد في المطارات الدولية العالمية، وحتى في مطارات المملكة مما يسبب تواجد عدد أكبر من الطاقة الاستيعابية للصالة تزيد بنسبة أكبر بمجرد تأخر رحلة واحدة أو أكثر، وهو ما يبقي ركابها عالقين في الصالة وسط توافد أعداد أخرى للرحلات اللاحقة، وخامسا: إجازة العيد التي سببت نقصا كبيرا في موظفي الطيران المدني وشركات الطيران لفترة تعتبر ذروة العمل والمغادرة، إضافة إلى سوء في تشغيل المطارات وسط إخفاق في تنظيم دخول الصالة والمفترض قصر الدخول لأصحاب الحجوزات المؤكدة فقط، كما ساهم تسجيل أعداد أكبر من المنطقية كركاب انتظار والفشل في استيعابهم من قبل شركات الطيران، إضافة إلى وجود أعداد كبيرة من الركاب الراغبين في المغادرة ممن يحملون تأشيرات سياحية أو تجارية أو شخصية وبالتالي لا ينضوون تحت جهة تنظيمية وغير مرتبطين بأي جهة تنسيقية.
الطاقة الاستيعابيةوطالب «العميري» بفتح صالة الحجاج والمعتمرين بكامل طاقتها الاستيعابية التشغيلية وليس بشكل بسيط مما يساعد في التكدس بشكل أكبر، وتكوين لجنة للتنسيق مع خطوط الطيران وشركات خدمات المعتمرين مقدمي الخدمات الأرضية لجدولة الرحلات المتأخرة والتنسيق في توفير سبل الراحة لضيوف الرحمن المتأخرين في المغادرة.إغلاق المبنىوقال المستثمر في قطاع الحج والعمرة والفنادق ماجد عادل ربوعي: من أهم الأسباب التي أدت إلى التكدس إغلاق مبنى الحجاج وتحويل المغادرين إلى الصالة الشمالية التي لا تستوعب العدد المهول من المغادرين خصوصاً في أيام الذروة، إذ تجاوزت عدد تأشيرات العمرة 500 ألف تأشيرة في موسم رمضان وجميعهم يرغبون في المغادرة في آخر أيام رمضان وأول أيام العيد، إضافة إلى مخالفة بعض شركات العمرة بتفويج المعتمرين قبل أوقات رحلاتهم بوقت طويل تصل إلى أكثر من 10 ساعات.شركات العمرةوأضاف: من الحلول المقترحة تحويل الرحلات إلى مبنى الحجاج والمطار الجديد والسماح لشركات العمرة بإصدار بطاقة صعود الطائرة، بالتنسيق مع شركات الطيران للتسهيل على المعتمرين واستقبال الأمتعة وفق آليات عمل للتسهيل على المعتمرين قبل وصول المعتمرين للمطار مما يساعد على التقليل من تكدس المعتمرين في المطار، إضافة إلى إضافة أسبوعين بعد نهاية التأشيرة حتى لا يتم تغريم شركات العمرة ويكون هناك متسع من الوقت لمغادرة المعتمرين.
التفويج للمطار وقال المستثمر في قطاع الحج والعمرة المهندس عبدالله قاضي: إن شركات العمرة بالتنسيق مع وزارة الحج والعمرة، التزمت بالتفويج للمطار بنظام دقيق وإلكتروني، وهذا النظام لا يسمح للباص أن يصل للمطار قبل الوقت المحدد للرحلة، وعدد شركات العمرة أكثر من 500 شركة عاملة في القطاع، وإن حدثت بعض الأخطاء فهي فردية من بعض الأشخاص أو الشركات، لا تؤثر على المنظومة كاملة ولا يعتد بها في قياس المشكلة وحجمها، ولكن الأغلبية العظمى من شركات العمرة ملتزمة بتعليمات وزارة الحج والعمرة.
تأجيل الرحلاتوأضاف «قاضي»: المشكلة ترجع لوجود رحلات متأخرة، ورحلات أجلت إلى وقت طويل بشكل مفاجئ وغير مرتب، وبالتالي ينتظر المعتمرون، المؤجلة رحلاتهم، بالمطار، ما يؤدي إلى التكدس، والمعتمر الذي وصل في موعد رحلته لا يصل إلى داخل المطار بسبب الزحام، إضافة إلى نقص الخدمات الموجودة في الصالة الشمالية من عربات وموظفين وعمال لا تتلاءم مع الموسم الخاص بشهر رمضان، والمشكلة الثالثة أنه من المفترض أن تكون الصالة المخصصة للمعتمرين هي صالة الحجاج وهي صالة كبيرة ومناسبة وملائمة وتناسب الأعداد خصوصاً في الموسم الحالي.
وأشار إلى أن الحلول تكمن في زيادة عدد العمال والخدمات المقدمة في الصالات الشمالية، ونقل الرحلات التي يمكن نقلها إلى مدينة الحجاج، وتشكيل لجنة لدراسة المشكلة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتلافيها في موسم الحج القادم.