▪︎ مجلس نيوز
منذ زمن بعيد كان الاعتماد على الطاقة بشكلها الأولي أمرا طبيعيا وخاليا من التعقيدات.
كان رجل الكهف سعيد جدا باستخدامه للنار كمصدر للضوء والحرارة، لكن سبحان الخالق حينما علم الإنسان ما لم يعلم.
الرغبة الملحة في نفسيات البشر للتحسين والتطوير أخذ مبدأ هذه النار الملتهبة إلى بعد علمي آخر، أضفت نقلة نوعية في تاريخ البشر.
من كان يتوقع أن يصل الإنسان للالكترون، ويحثه للحركة من القطب الموجب إلى القطب السالب لينتج الكهرباء.
في حقيقة الأمر اعترف العلماء أن شحنة الالكترون سالبة وبالتالي تتحرك من القطب السالب للقطب الموجب ولكن لم يغير هذا المفهوم كثيرا في توليد الطاقة الكهربائية.
عند الحديث عن الطاقة الكهربائية نجد أن الإنسان تحايل بشكل كبير في توليد الطاقة من مصادر مختلفة، لا يوجد مصدر واحد للطاقة وأصبح العالم أجمع معترفا بفكرة مزيج الطاقة، الفحم على سبيل المثال يعتبر مصدر مهم جدا لتوليد الطاقة الناتجة من احتراقه، قد لا نستخدم الفحم في توليد الكهرباء في السعودية ولكن هناك دولا كثيرة ومتقدمة تعتمد على الفحم كمصدر أساسي للطاقة مثل الولايات المتحدة الأمريكية؛ فأمريكا تستخدم أكثر من 95٪ من مخزونها للفحم في إنتاج الطاقة الكهربائية.
إن الفحم يحصل على نصيب الأسد في إنتاج الطاقة عالميا، حيث إنه لا يقل عن ثلث طاقة العالم من الفحم، يأتي بعده الغاز الطبيعي ومن ثم الطاقة النووية.
حديثي هنا عن إنتاج الكهرباء تحديدا وليس الطاقة بشكلها العام، حيث لو كان الحديث عن الطاقة لاحتل زيت البترول المرتبة الأولى وغالبا ما يستفاد معظمه وقود للمركبات.
من المتوقع أن يكون معدل استهلاكنا للطاقة بعد 28 سنة من الآن ثلاثة أضعاف، والجيد في الموضوع أن ثلث إنتاج الكهرباء الحالية من الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة، هذا الأمر الذي دفع البشر للتحسين والتطوير والابتكار باستمرار.
نجد أنفسنا الآن أمام تقنية الهيدروجين، ذلك الغاز الذي يحمل ثلاثة أضعاف من الطاقة بالمقارنة مع البنزين من حيث الوزن، وأربعة مرات أقل من البنزين من حيث الحجم.
هذا الغاز عجيب غريب من بداية إنتاجه وحتى الاستفادة النهائية منه، يبدأ هذا الغاز من أكثر من محطة منها الوقود الأحفوري، مثل البترول والغاز والفحم، وأخرى غير أحفورية مثل الماء والطاقة المتجددة، هذان المصدران يجمعان محصولهما الهيدروجيني في مخازن الهيدروجين والتي بدورها تقوم بتوزيعه كالتالي:
1 – تحويله إلى أمونيا ومن ثم الاستفادة منه في القطاع الزراعي أو تصديره بهذا الشكل، تحوله الدول المستوردة إلى هيدروجين مرة أخرى لتستفيد منه محليا.
2 – يمكن للقطاعات السكنية والتجارية الاستفادة منه في التدفئة أو توليد الطاقة الكهربائية من خلال شبكة أنابيب الغاز الطبيعي.
3 – كما يمكن الاستفادة منه كوقود للمركبات لما يمتلكه من كفاءة كبيرة.
4 – تحتاج مجموعة من المصانع لغاز الهيدروجين وبالتالي سلسلة الإمدادات لن تبخل على المصانع في ذلك.
نحن في المملكة العربية السعودية على علم بذلك ولن نسمح بأن يفوتنا قطار الإبداع والابتكار في هذا المضمار. أعلنها سابقا سمو وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان وهو رجل قول وفعل وسنجني ثمار هذا المزيج قريبا بإذن الله.
HUSSAINBASSI@