▪︎ مجلس نيوز
قد تواجه مشكلة تبحث عن حلها عند الناس فلا تجد حلا عندهم حينئذ لا بد أن تشكو لمن هو فوق الناس، ولهذا كانت الشكوى لله آخر الحلول في بعض المشكلات التي يسببها لك البشر دون أن تعرفهم أو تتصل بهم أو تستطيع دفعهم عنك، والشكوى اليوم من أصوات ناعمة خفية تخترق إليك الأثير وتعتذر مقدما مما تسببه لك من الإزعاج وهي كل الإزعاج بفصه ونصه، تكون في سيارتك تسلك طريقا عاما فيتسلل إليك الصوت الذي يعتذر عن الإزعاج فترفع السماعة فيكون الجزاء خمسمئة ريال مخالفة لقانون المرور الذي يمنع ويغرم استعمال الهاتف أثناء القيادة مع الاعتذار عن الإزعاج، تكون بين الثانية عشرة ظهرا وبين الرابعة مساء وهذا موعد الهجوم المحدد لغزو جنديات stc وجنودها الذين يعرضون خدماتهم وباقاتهم المخفضة في زعمهم لكنهم يقتحمون عليك خصوصيتك وراحتك فلا تنجو منهم في أي حال ويكون الجواب هو الاعتذار عن الإزعاج أيضا.
وليست شركة stc هي وحدها التي تتدخل في شأنك وتلغي خصوصيتك وتستبيح هدوءك وراحتك بل هناك جيش من غزاة الإعلان والدعاية في كل وسائل التواصل الاجتماعي لدى كثير من الشركات التي تبحث عن ترويج ما لديها من بضاعة مزجاة، وهناك وسائل أكثر للوصول إلى رقم هاتفك الخاص واستعماله وإجبارك على أن تسمع ما يريدون وما يعرضون من كل أنواع الدعايات لك وعليك ولغيرك شئت أم أبيت ذلك شأنهم وحاجتهم ولك أن تسمع وتنظر وتعيد النظر كيف وصل رقم هاتفك إليهم ومن أعطاهم الحق في أن يتصلوا بدون استئذان. تبحث عن ما يضمن لك حقك ويحفظ خصوصيتك فلا تجد أحدا تشكو إليه تفكر قليلا وتقول هل حقوقي الشخصية مهدرة إلى هذا الحد لا أستطيع منع من يريد عرض بضاعته والإعلان عن حاجته، لتكون أحد زبائنه المفترضين أو حتى الذين يقعون في حبائله.
تلك هي القضية التي يواجهها الناس من مؤسسات الإعلان والدعاية ومن نساء التسويق ورجاله الذين تسلطهم الشركات والمؤسسات عليك من الداخل والخارج التي تبحث عن الإغراء والربح ومقابل الإغراء بالمال والبحث عن ما في جيوب الناس تضيع حقوقهم وتضيع خصوصيتهم والأهم من ذلك أن الحبل متروك على الغارب لا تستطيع أن تجد جهة مسؤولة عنهم تتوجه لها بالشكوى وتطلب منها الإنصاف واحترام الحقوق الخاصة التي تمنع التعدي حتى ولو في سبيل المشترك بين الإنسان ومن يتطوع بالخدمة ويعرضها.
أدوات التواصل أصبحت كثيرة ومتعددة والأجواء أمامها مفتوحة والأغراض التي تستعمل بها هذه الأدوات كثيرة أيضا فالإنسان لا يستطيع أن يمتنع عن استعمالها والتخلي عنها طلبا للسلامة منها فقد تكون حاجته إليها أو إلى بعضها ضرورية له ويكون الحظر غير مناسب ولا الامتناع عن استعمالها كذلك، لكن أليس من العدل أن يكون للمرء الذي لا تحترم وسائل الدعاية والإعلان خصوصيته الحق في رفع دعوى ضرر عليها ومطالبة تلك الوسائل بالتعويض المناسب عن الضرر الذي تسببه له، أظن هذا أقل حقوق الإنسان لحماية خصوصيته واحترامها.
في رأيي إنه من غير المقبول أن يتصل بك شخص لا تعرفه وليس بينكما عمل مشترك ولا صلة قائمة وكلما يحتاجه هو تسويق بضاعته التي يريد عرضها عليك وإقناعك بشرائها.
Mtenback@