▪︎ مجلس نيوز
أكد تقرير “ريج زون” الدولي، أن صناعة النفط العالمية تأثرت خلال الأسبوع الماضي بثلاثة عوامل رئيسة، في مقدمتها تصاعد الصراع الروسي – الأوكراني، ثم الاجتماع الشهري لتحالف المنتجين في “أوبك +” وقرار وكالة الطاقة الدولية الإفراج عن الاحتياطات النفطية الاستراتيجية التى تبلغ 60 مليون برميل بهدف دعم العرض.
وأوضح التقرير، أنه على الرغم من العقوبات الاقتصادية التي تستهدف روسيا، فإن إمكانية تقليص براميل الخام الروسي ما زال تأثيرها غير معروف في أسواق النفط، ما أدى إلى مستويات أسعار لم نشهدها منذ 2008، حيث ارتفع “برنت” إلى نحو 120 دولارا للبرميل.
وأشار إلى أن عديدا من مشتري النفط الخام يتجنبون طواعية صفقات النفط الخام الروسي، على الرغم من الخصومات المقدمة عن أسعار السوق وذلك تخوفا من الوقوع تحت طائلة العقوبات.
وتواصل الأسعار مكاسبها القياسية، حيث ربح خام برنت 20.5 في المائة، والخام الأمريكي 25 في المائة في أعلى مستوى من المكاسب في عشرة أعوام، حيث أغلق خام برنت فوق 118 دولارا للبرميل.
ولفت التقرير الذي صدر أمس، إلى وجود عوامل تحد نسبيا من مكاسب الأسعار وأهمها التقدم المحرز في محادثات اتفاق إيران النووي في فيينا وصعود الدولار الأمريكي بقوة، إضافة إلى الإعلان عن إطلاق 60 مليون برميل من الاحتياطيات الاستراتيجية للولايات المتحدة وعدة دول أخرى من أعضاء وكالة الطاقة الدولية.
وأوضح أن عديدا من شركات النفط الدولية تعيد تقييم مشاريعها المشتركة مع روسيا وينوي البعض مثل “بي بي” و”إكوينور” الخروج من السوق الروسية، بغض النظر عن التكلفة، كما أوقفت الشركات الغربية ذات الأعمال التجارية المختلفة في روسيا عملياتها هناك أو ترفض توريد قطع الغيار والمواد والخدمات إلى البلاد.
وتعود المكاسب الواسعة إلى فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات صارمة على روسيا بعد التدخل العسكري في أوكرانيا، ما أدى إلى تعطل صفقات بيع النفط الروسي وهيمنة المخاوف على السوق واضطرابات العرض والطلب.
وأضاف أنه في غضون ذلك قررت مجموعة “أوبك +” الاستمرار في زيادة إنتاجها الشهري البالغ 400 ألف برميل يوميا لنيسان (أبريل)، حيث لا تزال الشكوك قائمة بشأن قدرة المجموعة على تحقيق أهداف الإنتاج المتزايدة باستمرار ويبدو أن الخام الروسي يواجه بعض المشكلات في العثور على الأسواق.
وأبرز التقرير بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة هذا الأسبوع، تشير إلى أن مخزون النفط الخام التجاري انخفض بشكل غير متوقع بمقدار 2.6 مليون برميل إلى إجمالي 413 مليون برميل وهو الآن أقل 12 في المائة عن المتوسط لهذا الوقت من العام.
وذكر أن المخزونات انخفضت 6.1 مليون برميل، بينما دعا محللو “وول ستريت جورنال” إلى زيادة 2.2 مليون برميل وارتفع استخدام المصافي عند 87.7 في المائة ارتفاعا من 87.4 في المائة في الأسبوع السابق.
وأشار إلى استقرار إنتاج النفط الأمريكي عند 11.6 مليون برميل يوميا مقابل 10.9 مليون برميل يوميا في هذا الوقت من العام الماضي، حيث لا تزال مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام والوقود – بما في ذلك احتياطي البترول الاستراتيجي – في أدنى مستوياتها في ثمانية أعوام.
ولفت إلى فاعلية العقوبات التي تحد من وصول روسيا إلى الخدمات المصرفية والواردات التكنولوجية، كما أوقفت عديد من شركات المصب مشترياتها مع روسيا ورفضت عديد من البنوك القيام بالمشاركة في الصفقات مع الروس.
ونوه التقرير إلى تمسك “أوبك +” بثبات بالتزامها بإضافة 400 ألف برميل يوميا على أساس شهري منذ تموز (يوليو) من العام الماضي، حيث أشارت “أوبك +” إلى قناعتها بوجود سوق متوازنة جيدا حتى مع تطبيق العقوبات على الأنشطة المالية الروسية وبالرغم من رفض عديد من شركات النفط العالمية شراء النفط الروسي.
وأوضح أن تحالف “أوبك +” يلتزم الحياد في الصراع الحالي، خاصة أن روسيا أكبر شريك لـ”أوبك” من خارج المنظمة، كما يستفيد بعض الأعضاء الذين عانوا من صعوبات جمة في الفترة الماضية من ارتفاع الأسعار حاليا.
وأشار إلى أن كثيرا من الدول الأعضاء في تحالف “أوبك +” تعاني صعوبات في زيادة الإنتاج بسبب نقص الاستثمار، موضحا أن أغلب دول التحالف ليس لديها طاقة احتياطية كافية لإضافة براميل إلى السوق الدولية بسرعة ولا سيما أن الإنتاج الفعلي قد تأخر نسبيا عن الأهداف المعلنة خلال الأشهر القليلة الماضية.
من جانب آخر، ذكر تقرير “أويل برايس” الدولي، أن البيت الأبيض رفض بشكل قاطع فكرة حظر واردات النفط الخام الروسي بشكل كامل، إذ إن القيام بذلك قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والبنزين بدرجة أكبر مما هي عليه بالفعل حاليا، لكن المشرعين الأمريكيين ضغطوا من أجل فرض حظر كامل.
ونوه التقرير إلى تقليل الإدارة الأمريكية من أهمية الدور الذي يلعبه النفط الخام الروسي في الولايات المتحدة، مضيفا أنه لا يشكل سوى 10 في المائة، من إجمالي النفط الخام الذي تستورده الولايات المتحدة.
ولفت إلى أن إدارة بايدن تدرس حاليا ما يمكن فعله على الفور لتعويض النفط الخام الروسي إذا سلكوا طريق العقوبات المشددة وذلك في ظل قناعة بأنه من الضروري أن تحافظ السوق الأمريكية على إمدادات ثابتة من الطاقة العالمية، منوها إلى استيراد الولايات المتحدة 405 آلاف برميل يوميا من النفط الخام ومنتجات النفط الخام الروسية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وعد التقرير أن فرض حظر شامل وصارم على النفط الخام والمنتجات الخام الروسية قد يؤدى إلى مزيد من ارتفاع أسعار النفط والبنزين بشكل قياسي، مشيرا إلى إصرار المسؤولين في أوروبا على تسريع برامج انتقال الطاقة، خاصة بعد الحرب على أوكرانيا، بالرغم من أن أغلب دول الاتحاد الأوروبي لا يمكنها التعامل مع مصادر الطاقة المتجددة فقط.
ولفت إلى إصدار وكالة الطاقة الدولية خطة من عشر خطوات لتقليل اعتماد الاتحاد الأوروبي على النفط والغاز الروسيين فحسب، بل ستساعد أيضا في التحرك على طول الأهداف المناخية للاتحاد الأوروبي.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط في أول أسبوع تداول في آذار (مارس) بأكثر من 20 في المائة، حيث صعد خام برنت بنحو 20.5 في المائة، ليغلق فوق مستويات 118 دولارا للبرميل، كما صعد أيضا خام غرب تكساس بأكثر من 25 في المائة، ليغلق فوق مستويات 115 دولارا للبرميل.
وخلال جلسة الجمعة قفزت أسعار النفط الخام 7 في المائة، في جلسة شهدت تقلبات، إذ تغلبت المخاوف من تعطل صادرات النفط الروسية بسبب العقوبات الغربية على أثر توقعات بزيادة إمدادات الخام الإيرانية في حال إبرام واشنطن اتفاقا نوويا مع طهران.
وزادت المكاسب بعدما قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنها تنظر في خيارات لوقف الواردات الأمريكية من النفط الروسي، وتدرس إجراءات محتملة لتقليل التأثير في الإمدادات العالمية والمستهلكين.
وسجل سعر خام برنت مكاسب بنحو 6.9 في المائة، عند التسوية ليغلق عند مستويات118.11 دولار للبرميل. كما سجل خام غرب تكساس ارتفاعات بنحو 7.4 في المائة، ليسجل عند التسوية 115.68 دولار للبرميل عند التسوية.
وتعد هذه المستويات أعلى مستوى إغلاق لـ”برنت” منذ شباط (فبراير) 2013، والأعلى للخام الأمريكي منذ أيلول (سبتمبر) 2008.
وظل إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة على حاله هذا الأسبوع – ما أدى إلى إنهاء 18 أسبوعا من الزيادات مع تصاعد الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لبذل مزيد لزيادة إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة في محاولة لتخفيف ارتفاع أسعار البنزين.
وقال تقرير لشركة بيكر هيوز الأمريكية إنه لا يزال إجمالي عدد الحفارات عند 650، حيث يراقب العالم أي علامات على زيادة الإنتاج من الولايات المتحدة التي من شأنها أن تسمح بالتخلي عن النفط الروسي – على الأقل جزئيا-.
وأوضح أن إجمالي عدد الحفارات النشطة – النفط والغاز والمتنوعة – أعلى بمقدار 247 منصة من عدد الحفارات هذه المرة في 2021 ومع ذلك انخفضت الحفارات التي تعمل بالنفط بمقدار 3 إلى 519، بينما ارتفعت الحفارات التي تعمل بالغاز بمقدار 3 إلى 130، بينما ظلت الحفارات المتنوعة على حالها.
وأشار إلى أنه في حين أن نشاط الحفر قد انتعش في الولايات المتحدة، هناك تأخر كبير في النتيجة الطبيعية وهي إنتاج النفط، حيث ظل الإنتاج الأسبوعي للولايات المتحدة من النفط الخام على حاله للأسبوع الرابع على التوالي عند 11.6 مليون برميل يوميا، وفقا لأحدث إدارة معلومات الطاقة.
ولفت التقرير إلى ارتفاع عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار 1 هذا الأسبوع، ليصل إجمالي عدد الحفارات في حوض بيرميان إلى 310.