▪︎ مجلس نيوز
يمر اليوم 22 فبراير لهذا العام على السعوديين ليس ككل عام، يستذكرون فيه يوم أشرقت الشمس لأول مرة على الدولة السعودية الأولى، دولة أسسها الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، استمد فيها ولاء الشعب، وحكمة القيادة، ليضع اللبنة الأولى للمملكة العربية السعودية، أكبر دول المنطقة في المساحة والتأثير، وأقواها في عيون أبنائها، وأكرمها على المحتاجين، وحامية حمى أهم مسجدين في تاريخ المسلمين.
– البداية من الدرعية
كانت المنطقة قبل تاريخ 22/ 2/ 1727 ميلادية 30/ 6/ 1139 هجرية، منطقة تسودها الفوضى، وكان لكل بلدة وإقليم حاكم مستقل، بشكل لا يسمح بتدشين أي رؤية مستقبلية للتطوير، وكان للإمام محمد بن سعود، حاكم الدرعية آنذاك، رؤية أوسع للجزيرة العربية، وهو ما أهبه بعد ذلك للإعلان عن قيام الدولة السعودية الأولى.
كان الإمام محمد بن سعود شخصية عبقرية، وذا عقلية جبارة فيما يتعلق بالتخطيط والسياسة، كان يحلم بدولة كبيرة، وحكم موحد، يسمح أولا بإيقاف الحروب بين البلاد والأقاليم، ثم بعد ذلك يؤهب لوضع خطة تطوير عملاقة، وقد كان له ما أراد. وحد الإمام محمد بن سعود شطري مدينة الدرعية، وعمل على توحيد المجتمع وتقوية أواصره، وتنظيم الموارد الطبيعية، واهتم بالمظهر الحضاري للدولة، كانت الانطلاقة من الدرعية، ليكون للإمام ما أراد.. انتهت الحروب بين تلك البلدان والأقاليم، وانقضى شعار الفرقة وحل بديلا عنه شعار الوحدة.
– تأسيس الدولة السعودية
في 22/ 2/ 1727 ميلادية 30/ 6/ 1139 هجرية، أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى، منذ أكثر من ثلاثة قرون، وبتأسيسها وجد أهالي المنطقة كيان سياسي حقق الوحدة والاستقرار، وتوحد الناس فيها وانتشرت الثقافة العلوم وازدهرت العلوم آنذاك، وكانت فيها الدرعية، والتي أسسها مانع بن ربيعة المريدي عام 1446 ميلادية/850 هجرية، هي العاصمة آنذاك.
– مراحل تأسيس الدولة السعودية
مرت الدولة السعودية في تأسيسها بعدة مراحل، كان أهمها:
تأسيس الدرعية في 1446 ميلادية/850 هجرية
تأسيس السعودية الأولى في 1727 ميلادية/11139 هجرية
تأسيس الدولة السعودية الثانية في 1824 ميلادية/1240 هجرية
تأسيس المملكة العربية السعودية في 1902 ميلادية/1319 هجرية
توحيد المملكة العربية السعودية 1932 ميلادية/1351 هجرية
– الدولة السعودية.. مؤسسين وحكام
وضع حجر أساس الدولة السعودية الأولى في 1727 ميلادية/11139 هجرية، على يد الإمام محمد بن سعود، وظلت قائمة لمدة 94 عاما، وكانت عاصمتها الدرعية، وحكم الدولة السعودية الأولى أربعة حكام، وهم: الإمام محمد بن سعود – الإمام عبدالعزيز بن محمد – الإمام سعود بن عبدالعزيز – الإمام عبدالله بن سعود، وكانت نهايتها في 1818 ميلادية/1233 هجرية.
أما الدولة السعودية الثانية فتأسست في 1824 ميلادية/1240 هجرية، وأسسها الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، وظلت قائمة 69 عاما، وكانت عاصمتها الرياض. مر على الدولة السعودية الثانية أربعة حكام أيضا، وهم: الإمام تركي بن عبدالله – الإمام فيصل بن تركي – الإمام عبدالله بن فيصل – الإمام عبدالرحمن بن فيصل، وكانت نهايتها في 1891 ميلادية/1309 هجرية.
بعد ذلك؛ تأسست الدولة السعودية الثالثة، المتمثلة في المملكة العربية السعودية، في عام 1902 ميلادية/1319 هجرية، على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، وما زالت قائمة شامخة منذ تأسيسها وحتى الآن، وعاصمتها الرياض. وحكم المملكة العربية السعودية (الدولة السعودية الثالثة) منذ تأسيسها وحتى الآن 7 حكام، وهم: الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود – الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود – الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود – الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ولا يزال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالله بن عبدالعزيز هو حاكم المملكة السعودية حتى الآن، متعه الله بالصحة والعافية.
– شعار يوم التأسيس.. يوم بدينا
منذ إطلاق الهوية البصرية ليوم التأسيس، لفتت أنظار كل من يراها، متسائلين عن معاني الرموز والأيقونات المتواجدة عليها.
جاءت هوية يوم التأسيس، تحت شعار “يوم بدينا”، بمعانٍ جوهرية متنوعة، وظهر في منتصف الشعار رجل يحمل راية، تلك الراية هي إشارة إلى بطولات مؤسسي السعودية وحكامها على مر السنين، وإنجازات رجال المملكة على مر العصور والتفافهم حول الراية، ودفاعهم عنها بحياتهم.
أحاط بالرجل ورايته، في هوية يوم التأسيس، أربعة رموز، وجاء كل رمز منها ليعبر عن أحد مكونات المجتمع السعودي، وهي التمر والمجلس، والخيل العربي، والسوق.
أما التمر، فجاء دلالة على النماء والحياة والكرم، فيما عبر المجلس عن الوحدة والتناغم بين أفراد المجتمع، وجاءت الخيل لتجسد فروسية وبطولة أمراء الدولة وحكامها على مر العصور، فيما يشير السوق إلى الانفتاح السعودي الاقتصادي والتنوع على العالم أجمع.
أما عبارة “يوم التأسيس”، المكتوبة على الهوية، فكتبت بخط مستلهم من مخطوطات تاريخية، وثقت تاريخ الدولة السعودية، لتأتي من أعماق الحاضر لتخلد في هوية احتفال يستمر في المستقبل.
– لماذا الاحتفال بـ يوم التأسيس؟
كشف الدكتور فهد بن عبدالله السماري، الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز، إن الاحتفال يأتي كدلالة واضحة على حرص المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، على ربط المملكة وأبنائها بالشخصية التي وضعت اللبنة الأولى للمجتمع السعودي، وهو الإمام محمد بن سعود.
وأضاف “السماري”، في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية، أن “يوم التأسيس” يعد أفضل استذكار لتاريخ المملكة العريق، وثقافتها الراسخة، وحضارتها المتجذرة على مر السنين، بعد مرور أكثر من 300 عام على تأسيسها، وسط رفعة ثقافية وحضارية مستمدة من الماضي، ومستمرة في زيادة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهد الأمير محمد بن سلمان.