كشف استطلاع لمعهد “إيفو” الألماني للبحوث الاقتصادية أن شركة من بين كل خمس شركات في ألمانيا تشعر بالتهديد بالإفلاس بسبب أزمة جائحة كورونا.
وأعلن المعهد اليوم الاثنين (6 يوليو/تموز 2020) في ميونخ أن نحو 21% من الشركات ذكرت أنها تقيم الأضرار التي تسببت فيها الجائحة بأنها مهددة لوجودها. وقال الباحث في المعهد، شتيفان زاور: “من الممكن أن تبدأ موجة إفلاس خلال الأشهر المقبلة”.
وكان رئيس غرفة التجارة والصناعة الألمانية، إريك شفايتسر، حذر مطلع هذا الأسبوع من أن الكثير من الشركات لا يزال يعاني من نقص حاد في السيولة جراء الأزمة، مطالبا لذلك بإسراع حصول الشركات على المساعدات الحكومية بدون عوائق بيروقراطية.
وبحسب بيانات المعهد، فإن المخاوف من الإفلاس متركزة بصورة أقوى في قطاع الخدمات، حيث أعربت عن ذلك 27% من الشركات في هذا القطاع. ويأتي في المرتبة الثانية تجارة التجزئة بنسبة 21%، ثم قطاع الصناعات التحويلية بنسبة 17%، وتجارة الجملة بنسبة 15%. أما في قطاع البناء، فتساور 2% فقط من الشركات مخاوف على وجودها بسبب أزمة كورونا.
تداعيات كورونا في أمريكا على ألمانيا
من جانبه، أعرب رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية، ماركوس زودر، عن اعتقاده بأنه ليس هناك فرصة لتعاف دائم للاقتصاد الألماني بدون خفوت أزمة جائحة كورونا في الولايات المتحدة.
وقال زودر، الذي يرأس أيضا الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، اليوم قبل جلسة لهيئة رئاسة حزبه في ميونخ: “طالما أنه لا توجد إشارة واضحة على التحسن في الولايات المتحدة، ونشعر بأن الوضع يزداد صعوبة هناك، ستكون هناك مشكلة جادة”.
وأكد زودر أنه قلق للغاية إزاء التطور العالمي للجائحة، موضحا أن كافة القطاعات الكبيرة مثل صناعة السيارات أو الطيران والفضاء تعتمد على سلاسل تصدير عالمية.
وذكر زودر أنه يتعين على ألمانيا لذلك عدم الإسراع في مساعداتها العاجلة وبرامج الضمانات فحسب، بل يتعين أيضاً على الاتحاد الأوروبي الموافقة بشكل عاجل على مساعدات الدولة للشركات المأزومة عبر صناديق خاصة.
وفي الوقت نفسه، طالب زودر ألمانيا الاهتمام بصورة أكبر بموردي الشركات الكبيرة، وقال: “لا يكفي إنقاذ لوفتهانزا فقط”، موضحا أن الشركات الكبيرة في قطاع السيارات مستقرة الآن، “لكن قطاع التوريد سيقع تحت ضغط كبير خلال النصف الثاني من هذا العام”، مشيرا إلى أن هذا يتطلب بسرعة “استراتيجية اقتصادية مناسبة”.
219 حالة كورونا جديدة
وكان معهد “روبرت كوخ” الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية قد سجل صباح اليوم الاثنين 219 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا خلال يوم واحد، استنادا إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية.
وبحسب بيانات المعهد، يصل بذلك إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في البلاد إلى 196 ألفا و554 حالة، وبلغ عدد حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالفيروس حتى صباح اليوم 9016 حالة، بزيادة 4 حالات وفاة عن أمس.
ووفقا للمعهد بلغ عدد المتعافين من الفيروس 182 ألفا و200 حالة، بزيادة نحو 500 حالة مقارنة بأمس، وبلغ معدل الاستنساخ حتى أمس الأحد94ر0، ما يعني أن كل عشرة مصابين قد ينقلون العدوى إلى 9 أفراد تقريبا في المتوسط.
وكان المعهد أكد من قبل أنه يتعين أن يكون معدل الاستنساخ أقل من 1 لضمان انحسار الوباء. ويعكس معدل الاستنساخ وضع انتشار المرض قبل أسبوع ونصف تقريباً.
ع.ح./ع.ج.م. (د ب أ)
-
كورونا وصناعة السيارات الأوروبية… ظلال ثقيلة وبداية جديدة
تدهور في الأرباح
أعلنت شركة دايملر الألمانية لصناعة السيارات تراجعاً بنسبة 78 بالمئة في الأرباح خلال الربع الأول من العام الجاري ليقتصر ربحها على 617 مليون يورو فقط. وصرح المدير المالي للشركة هارالد فيلهلم أن دايملر تعطي الأولوية الآن لتوفير السيولة النقدية. كما قامت دايملر بشطب جميع توقعاتها للعام الجاري، حيث أنه صار من الصعب التكهن بالطلب العالمي بسبب أزمة كورونا.تدهور في الأرباح
-
كورونا وصناعة السيارات الأوروبية… ظلال ثقيلة وبداية جديدة
انخفاض في المبيعات
شهدت مبيعات دايملر للشاحنات على وجه الخصوص تراجعاً في نسبة المبيعات بلغ في الربع الأول من هذا العام 20 بالمئة. خلال المدة الزمنية نفسها تراجعت مبيعات شركة مرسيدس بنز التابعة لمجموعة دايملر في كافة أنحاء العالم بنسبة 15 بالمئة. هذا ولم تغلق مصانع ومعارض السيارات بشكل كامل إلا في شهر مارس/آذار
-
كورونا وصناعة السيارات الأوروبية… ظلال ثقيلة وبداية جديدة
توقف ثم عمل جزئي
منذ أيام قليلة وبعد توقف دام أربعة أسابيع، استأنفت دايملر العمل في أجزاء كبيرة من مصانعها. ومنذ 6 أبريل/نيسان قلصت دايملر ساعات العمل، والذي من المقرر أن تنتهي بنهاية شهر نيسان/أبريل الجاري. يمس هذا القرار حوالي 80 بالمئة من 170 ألف عامل لدى الشركة في ألمانيا، ولكن بدرجات متفاوتة.
-
كورونا وصناعة السيارات الأوروبية… ظلال ثقيلة وبداية جديدة
البشائر الأولى
بدأت الأوضاع تتحسن تدريجياً في سوق السيارات بالصين (في الصورة عمال بمصنع سيارات دونجفنج هوندا أثناء الاستراحة). وكانت المبيعات هناك شهدت تراجعاً بنسبة 48 بالمئة في شهر مارس/آذار بعد أن كانت وصلت إلى أكثر من 80 بالمئة في شهر فبراير/شباط. تعمل حالياً جميع معامل دايملر في الصين بشكل كامل.
-
كورونا وصناعة السيارات الأوروبية… ظلال ثقيلة وبداية جديدة
الإقلاع من جديد
يعود العمل أيضاً تدريجياً في مصانع فولكسفاغن، وعلى ما يبدو كانت البداية بمدينة تسفيكاو بولاية ساكسونيا. فبعد توقف دام أكثر من خمسة أسابيع بسبب أزمة كورونا بدأت خطوط الإنتاج بالعمل من جديد. وتم البدء في هذا المصنع بتصنيع السيارة الكهربائية نموذج ID3 في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهي السيارة التي تعول عليها فولكسفاغن كثيرا في المستقبل. كما بدأ العمل في مصنع المحركات في مدينة كيمنتس بنفس الولاية.
-
كورونا وصناعة السيارات الأوروبية… ظلال ثقيلة وبداية جديدة
معايير نظافة صارمة
تتخذ شركة فولكسفاغن من مدينة فولفسبورغ بولاية ساكسونيا السفلى مقراً رئيسياً لها، ويبدأ العمل هناك مرة أخرى في 27 أبريل/نيسان. وينطبق ذلك أيضاً على مصانع فولكسفاغن في مدينتي إيمدن وهانوفر بنفس الولاية. وسوف تقوم فولكسفاغن بتطبيق معايير نظافة صارمة وفواصل زمنية أقصر بين عمليات التنظيف. كما سيتعين على العاملين ارتداء الكمامات الواقية في الأقسام التي سيصعب فيها الحفاظ على مسافة متر ونصف بين العمال.
-
كورونا وصناعة السيارات الأوروبية… ظلال ثقيلة وبداية جديدة
تبخر السيولة
لم تسلم رينو الفرنسية هي الأخرى من تبعات أزمة كورونا، حيث سجلت تراجعاً في المبيعات بلغ أكثر من الربع خلال الثلاث الشهور الأولى من العام الجاري، في حين انخفضت العائدات بنسبة 20 بالمئة تقريباً. وأعلنت الشركة الفرنسية أن احتياطي النقد السائل لديها انخفض بنسبة 30 بالمئة ليصل إلى 10،3 مليار يورو.
-
كورونا وصناعة السيارات الأوروبية… ظلال ثقيلة وبداية جديدة
مفاوضات مع النقابات
لم يختلف الأمر لدى شركة PSA الفرنسية المنافسة والمنتجة لسيارات بيجو وسيتروين. فقد انخفضت مبيعات الشركة بنسبة 29 بالمئة عن العام الماضي لتصل إلى 627 ألف مركبة. وستبدأ PSA هي الأخرى استئناف العمل بمصانعها الأوروبية بعد أن تتوصل لاتفاق على جدول مواعيد وإجراءات الحماية الصحية مع ممثلي العاملين لديها.
-
كورونا وصناعة السيارات الأوروبية… ظلال ثقيلة وبداية جديدة
في عين العاصفة
أما في إيطاليا، وهي مركز الوباء في أوروبا، سيسمح للمصانع باستئناف العمل بدءاً من 4 مايو/أيار. وينطبق ذلك على مصانع فيات كرايسلر أيضاً، والتي أصيبت بأضرار جسيمة جراء أزمة كورونا بعد تراجع مبيعاتها بنسبة 76 بالمئة في شهر مارس/آذار. وتظهر فداحة تلك الخسارة عند مقارنة ذلك الرقم بنسبة تراجع جميع مبيعات السيارات في الاتحاد الأوروبي بنفس الشهر والتي بلغت 55 بالمئة. ترجمة سلمى حامد