▪︎ مجلس نيوز
860 ألف طفل و470 ألف امرأة حامل أو مرضع سيعانون من سوء التغذية الحاد في الكونغو الديمقراطية خلال عام 2022، وفق إحصاءات نشرتها «إندبندنت» الإنجليزية.
وصف التقرير أزمة الجوع في الكونغو بأنها الأكبر في العالم، حيث يعاني حوالي 27 مليون شخص من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في البلاد، وتتجلى الأزمة بشكل خاص في الأطفال والأمهات الشابات الذين يعتبرون أكثر الفئات ضعفا، وبالتالي فإن الأوضاع يمكن أن تزداد سوءا في قادم الأيام، بحسب العديد من الخبراء ومنظمات الإغاثة.
ويتأثر إقليم كاساي باستمرار بانعدام الأمن الغذائي، بيد أن الإرث الدائم للصراع الدموي هناك، وندرة المحاصيل، وتفشي جائحة فيروس كورونا، وارتفاع أسعار المواد الغذائية قد خلق عاصفة مثالية للجوع الشديد هناك، حيث تعتبر بعض المناطق في حالة «طوارئ» لانعدام الأمن الغذائي، والتي تعد الخطوة الأخيرة قبل حدوث المجاعة الفتاكة.
ووفقا للتقرير تعيش الشابة دلي (32 عاما) في بلدة بإقليم كاساي مع زوجها وأطفالها العشرة، مشيرة إلى إنها تكسب نصف دولار فقط في اليوم من القيام بأعمال زراعية، وهو ما لا يكفي لإطعام أسرتها.
تؤكد أنها في حال لم تعمل هي وزوجها فإن أطفالهما لا يأكلون أي طعام سوى بضعة أوراق من شجر الكسافا لا تغني ولا تسمن من جوع، مشيرة إلى أن ابنها جوزيف البالغ من العمر ثلاث سنوات قد نجا من سوء التغذية الحاد، لكن ابنها الآخر ماتيس يعاني من مرض شديد.
وتردف «هناك نقص في المواد الغذائية في السوق هنا، ولا نجد حتى بذرة ذرة وإذا لم يكن هناك طعام في المنزل، يبدأ الأطفال في البكاء ونبكي معهم»، وزادت: «نحن نأكل حاليا أوراق الكسافا ولكن هذا الطعام لا يشبع أطفالي، وإذ لم نحصل على أي عمل فإننا ننام جائعين».
أما بيجو (اسم مستعار) فهي أم تبلغ، 23 عاما، وقد هجرت من قريتها بسبب الصراع القائم في الإقليم منذ عدة سنوات، وتحاول الآن كسب لقمة العيش كمزارع، وتعاني ابنتها إلويز البالغة من العمر عاما واحدا من سوء التغذية الحاد وتتلقى دعما طارئا في مركز صحي تدعمه منظمة «أنقذوا الطفولة»، لافتة إلى أنها تعمل في الحقول لتكسب رزقها، رغم أنها حامل في شهرها الثامن، ولا تأكل إلا مرة واحدة في اليوم، وغالبا ما تقضي لياليها جائعة، وتوضح قائلة «نأكل مرة في اليوم، أحيانا نقضي الليل جائعين، وأحيانا لا نكسب قرشا واحدا طوال اليوم».
وعن ابنتها إلويز، تقول بيجو «تعاني طفلتي من سوء التغذية، بدأت قدميها وجسمها في الانتفاخ، أخبرتني الممرضات أنها تعاني من مشاكل في الوذمة بسبب سوء التغذية. وقد بدؤوا في علاجها وإعطائها الطعام».
وفي سياق متصل، يوضح المدير القطري لمنظمة أنقذوا الطفولة في الكونغو، أما في أكباماجبو «لقد خلقت سنوات من الصراع وضعف المحاصيل وفيروس كورونا عاصفة مثالية لأزمة الجوع في هذه المنطقة ودفعت ملايين الأشخاص نحو المجاعة».
وتابع «الكونغو الديمقراطية هي أكثر البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في العالم، حيث إن ربع السكان، الذين لا يملكون ما يكفي من الطعام».