[ad_1]
من الواضح أن الرأسمالية الأمريكية لا تخدم أغلب الأمريكيين. ففي حين يعيش المنتمون إلى النخب المتعلمة حياة أطول وأكثر ازدهارا، يموت الأمريكيون الأقل تعليما
– الذين يمثلون ثلثي السكان – في سن أصغر ويجاهدون بدنيا واقتصاديا واجتماعيا.
نتناول هذا الانقسام المتنامي بين الحاصلين على شهادة جامعية لأربعة أعوام وأولئك من غير الحاصلين عليها في صميم كتابنا الأخير بعنوان “الموت يأسا ومستقبل الرأسمالية”. تتركز الزيادة في الوفيات التي نصفها في الكتاب بشكل كامل تقريبا بين أولئك من غير الحاصلين على درجة البكالوريوس، أو المؤهل الذي يميل أيضا إلى تقسيم الناس فيما يتصل بالتوظيف، والأجر، والمرض، والزواج، والتقدير الاجتماعي – وجميعها مفاتيح لحياة حسنة.
وتتوالى فصول جائحة مرض فيروس كورونا كوفيد – 19 على نحو مماثل. إذ كان عديد من المهنيين المتعلمين قادرين على العمل من المنزل – لحماية أنفسهم ورواتبهم – بينما فقد عديد من العاملين في مجالات الخدمات والتجزئة وظائفهم أو يواجهون مخاطر مهنية أكبر. وعندما تصل الحصيلة النهائية، فليس هناك من شك في أن الخسائر الإجمالية في الأرواح والأموال ستكون مقسمة على أساس خط الصدع التعليمي ذاته.
تعمل الجائحة أيضا على تغيير مشهد الأعمال، فتحابي الشركات الضخمة على حساب الشركات الصغيرة، وشركات التجارة الإلكترونية على حساب الشركات التقليدية. الواقع، إن عديدا من الشركات الكبيرة، خاصة شركات التكنولوجيا الضخمة – توظف عددا قليلا من العمال مقارنة بتقييماتها في السوق، ولا تقدم الوظائف الجيدة التي كانت متاحة ذات يوم للعمال الأقل تعليما في شركات الاقتصاد القديم.
كانت هذه التغييرات في طبيعة تشغيل العمالة جارية لأعوام عديدة، لكن الجائحة تعمل على التعجيل بحدوثها. وكانت الحصة من الدخل الوطني المستحقة للعمالة – وستظل – في انخفاض طويل الأمد، وهو ما ينعكس في سوق الأوراق المالية التي تسجل ارتفاعات غير مسبوقة اليوم. ومرة أخرى، يوضح اتجاه الأسواق الصاعد أثناء الجائحة أنه مؤشر للأرباح المتوقعة في المستقبل “وليس الدخل الوطني”: حيث ترتفع أسعار الأسهم عندما تتقلص حصة العمالة في الفطيرة الاقتصادية.
اعتمادا على مدى سرعة وانتشار لقاحات كوفيد – 19 التي اعتمدت أخيرا، ستنقلب بعض هذه الاتجاهات، لكن لبعض الوقت فقط. ترى ما حصيلة الوفيات التي يمكن أن تتوقعها أمريكا في عام 2021؟ سجلت الولايات المتحدة بالفعل أكثر من 340 ألف وفاة بمرض فيروس كورونا في عام 2020، وكان إجمالي الوفيات الزائدة – بما في ذلك الوفيات بكوفيد – 19 التي لم تسجل على أنها كذلك، والوفيات بسبب حالات أخرى ناجمة عن الجائحة بشكل غير مباشر – أكبر بنحو الربع.
علاوة على ذلك، حتى في حال توزيع اللقاحات على نطاق واسع بحلول منتصف عام 2021، فقد تشهد الولايات المتحدة عدة مئات آلاف أخرى من الوفيات المرتبطة بالجائحة قبل أن تنقضي تماما، ناهيك عن الوفيات الإضافية التي كان من الممكن منعها عن طريق الكشف المبكر عن أمراض أخرى كانت موضع تجاهل أثناء الجائحة – أو علاجها.
على أي حال، يمكننا على الأقل أن نتطلع إلى مستقبل حيث تنحسر جائحة كوفيد – 19 كسبب رئيس للوفيات في الولايات المتحدة. ولكن لا يمكننا أن نقول الشيء ذاته عن الموت يأسا “الانتحار، والجرعات الزائدة العرضـية من العقاقير المخدرة، وأمراض الكبد الناتجة عن تعاطي الكحوليات”، الذي حصد أرواح 164 ألف إنسان في عام 2019، مقارنة بالمستوى “المعتاد” في الولايات المتحدة الذي بلغ نحو 60 ألفا سنويا “استنادا إلى بيانات من ثمانينيات وأوائل تسعينيات القرن العشرين”… يتبع.
خاص بـ «الاقتصادية»
بروجيكت سنديكيت، 2020.
[ad_2]
Source link