▪︎ مجلس نيوز
أوضح سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، أن السفر والمرض والمطر والثلج والبرد الشديد وأمثالها، مما يرافقها حرج للعباد، من الأعذار التي تجيز الجمع بين الصلاتين، مشيرا إلى شرطين للرياح: الأول: أن تكون شديدة. والثاني: أن تكون باردة، فإذا اختل أحد الشرطين فلا يجوز الجمع لأن الرياح المعتادة يمكن التحرز منها، وكذلك البرد بدون رياح يمكن التحرز منه بالملابس الثقيلة.
رفع الحرج
وقال سماحة المفتي، ردا على سؤال (اليوم) حول حكم الجمع بين بين الصلوات في أوقات البرد الشديد تزامنا مع ما تمر به بعض مناطق المملكة خلال هذه الفترة من انخفاض في درجات الحرارة وهطول أمطار وثلج: إن الشرع قد رفع الحرج عن العباد، والأعذار المسوغة للجمع بشكل عام هي: السفر والمرض والمطر والثلج والبرد الشديد وأمثالها، مما يلحق حدوثها حرجا للعباد، فإذا وجد عذر من هذه الأعذار جاز الجمع بين الصلاتين، وهذا رأي جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة.
المطر المبيح
وأضاف سماحته: قال ابن قدامة رحمه الله في المغني: «والمطر المبيح للجمع هو: ما يبل الثياب، وتلحق المشقة بالخروج فيه، وأما الطل والمطر الخفيف الذي لا يبل الثياب فلا يبيح، والثلج كالمطر في ذلك، لأنه في معناه، وكذلك البرد»، والقول الراجح عند الحنابلة وقول لبعض الشافعية: إن وجود الريح الشديدة الباردة عذر يبيح الجمع. ولكن اشترطوا للجمع من الريح الباردة شرطين: الأول: أن تكون شديدة. والثاني: أن تكون باردة، فإذا اختل أحد الشرطين فلا يجوز الجمع لأن الريح المعتادة يمكن التحرز منها، وكذلك البرد بدون ريح يمكن التحرز منه بالملابس الثقيلة.
البرد والجليد
وزاد: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى على سؤال هل يجوز الجمع بين المغرب والعشاء للبرد الشديد أم الجمع خاص بالمطر فأجاب رحمه الله «يجوز الجمع بين العشاءين – أي المغرب والعشاء – للمطر، والريح الشديدة الباردة، والوحل الشديد، وهذا أصح قولي العلماء، وهو ظاهر مذهب أحمد ومالك وغيرهما، والله أعلم»، وقال ابن قاسم في حاشيته الروض المربع: يباح الجمع بين العشاءين، خاصة لمطر يبل الثياب، وتوجد معه مشقة، والثلج والبرد والجليد مثله كالوحل والريح الشديدة الباردة، فإذا وجد الريح والبرد الشديدان، معا فإنه يجوز الجمع بين الصلاتين، الظهر والعصر والمغرب والعشاء.