▪︎ مجلس نيوز
أجمع عدد من المختصين أن الطلاق أصبح ظاهرة مجتمعية، منشرة بشكل كبير في الآونة الأخيرة، مرجعين ذلك إلى عدد من الأسباب، أبرزها عدم تربية الأبناء على فهم الحياة الزوجية بالشكل الصحيح، وغياب تأهيلهم للحياة الزوجية، إضافةً إلى كثرة المقارنة بحياة المشاهير، وتعجل الطرفين بالزواج، والتساهل بطلب الطلاق عند وقوع أي خلاف، وعدم استشعار بوادر الأزمة.
وحذروا من أن الأبناء يتضررون من الناحية النفسية بسبب الطلاق؛ لافتقادهم الشعور بالأمان النفسي، والشعور بالتشتت، وبالنقص مقارنة بالعائلات المحيطة بهم، بسبب عدم وجود من يلجؤون له حين تواجههم المشكلات، إضافة إلى تأثير المشاكل على مستواهم الدراسي بشكل سلبي وملحوظ. برامج تنموية في «أسس الحوار الزوجي» أكد أمين عام جمعية «وئام» للتنمية الأسرية بالمنطقة الشرقية د.محمد العبدالقادر أن الجمعية تعنى بتنمية الأسرة قبل وأثناء التأسيس، وأنها قدمت أكثر من 180 برنامجا تنمويا خلال 2021 م، استهدف رفع الوعي في الحياة الزوجية، وتربية الأبناء، وأسس الحوار الزوجي، والعلاقات بين الطرفين. وأضاف: استفاد من هذه البرامج أكثر من 50 ألف رجل وامرأة على مستوى المنطقة الشرقية، كما قدمت الجمعية مساعدات مالية بلغت مليونا و425 ألف ريال، واستفاد منها 285 شابا، كمساعدة غير مستردة للزواج. وتابع: إن الجمعية تحرص على قياس رضا المستفيدين من خدماتها، وتبين أنها حققت نسبة رضا 93%، مشيرا إلى أنهم يركزون على التنمية البشرية للمجتمع، وتنمية الأسرة، وحمايتها، وتمكين أفرادها من أسس الحياة الزوجية والمستقرة. فقد الشعور بالذات وغياب الدعم المادي قال مدرب ومستشار العلاقات الزوجية هلال الغامدي: إن أضرار الطلاق ممتدة على الزوج والزوجة والأبناء، والمجتمع بشكل عام، ومن الأضرار النفسية التي قد تصيب الزوجة، فقد شعورها بذاتها، وغياب الدعم المادي، ما يؤدي لشعورها بأنها عبء على الآخرين. وأضاف: في الآونة الأخيرة أصبح الزوج يتسرع في اتخاذ قرار الطلاق، في بعض الأمور التي يمكن علاجها، فنجده يعاني بسبب عدم محافظته على بيته وأسرته، فيلجأ للزواج السريع، لإثبات أن المشكلة ليست من قبله، وأنها من قبل الطرف الأخر، وفي كثير من الأحيان يؤدي هذا التسرع في القرارات إلى الطلاق السريع من الزوجة الثانية، أو الصلح مع الأولى، إضافة إلى الأضرار الاقتصادية من ناحية النفقة على الزوجة والأبناء وتكاليف الزواج الثاني. وبين أن الأبناء يتضررون من الناحية النفسية، لافتقادهم الشعور بالأمان النفسي، والشعور بالتشتت، وبالنقص مقارنة بالعائلات المحيطة بهم، بسبب عدم وجود من يلجؤون له حين تواجههم المشكلات، إضافة إلى تأثير المشاكل على مستوى الأبناء الدراسي بشكل سلبي وملحوظ. وذكر هلال أن من مسببات الطلاق، كثرة المقارنة بحياة المشاهير الذين يستعرضون حياتهم الشخصية ومنازلهم، فتصبح الزوجة تطالب بما يفوق قدرة زوجها المادية، والتي تعد من عوامل الضغط التي تؤدي إلى تفكك الأسرة. وأوصى بأن يكون الفحص قبل الزواج إلزاميا، بناء على الدراسات التي تؤكد أن نسبة الخلافات والطلاق بعد دورات التأهيل للزواج تكاد تكون معدومة، مقارنة بمن لم يحضر هذه الدورات. وتابع: يلاحظ من خلال قياس معلومات الشباب عن الزواج قبل الدورات وبعدها تغير نظرتهم ومفهومهم بشكل كبير، وتشمل الدورات كافة الجوانب التي تفيد المقبلين على الزواج. وركز هلال على رباعية السعادة الزوجية التي تعين على استمرارية الحياة الزوجية، وهي تقوى الله، والتغافل عن الزلات، وإحسان الظن في الطرف الآخر، والحوار الأسري الناجح. تأثيرات سلبية على مستوى الأبناء الدراسي بين المستشار التربوي والأسري بجمعية «وئام» عبدالله الحربي، أن أضرار الطلاق تمتد إلى المجتمع بشكل عام، خاصة بين الأهالي إذا كان يربط بين الزوجين صلة قرابة، الأمر الذي يؤدي إلى قطع صلة الرحم بينهم. وأضاف: يلاحظ كثرة النزاعات بين أفراد المجتمع في المحاكم على أمور الطلاق، كالنفقة والزيارة وغيرها، كما لها أضرار على الأبناء من الناحية التربوية والدراسية، فنلاحظ آثار خلافات الأبوين على مستوى الطلاب الدراسي. غياب الوضوح والمثالية الزائدة قسّم المستشار التربوي والأسري بجمعية وئام عبدالله الحربي أخطاء المتزوجين إلى ثلاث مراحل، أخطاء قبل الزواج، وأخطاء أثناء الحياة الزوجية في فترة تكوين الأسرة، والأخيرة بعد الانفصال، وتكمن أخطاء المرحلة الأولى في تعجل الطرفين بالزواج، وعدم السؤال المسبق عن أحد الطرفين، والتستر على بعض العيوب، كالأمراض النفسية، والتاريخ المرضي، والسلوكيات الخاطئة، إضافة إلى المثالية الزائدة وعدم الوضوح التي قد تؤدي لإنهاء الزواج. وأوضح أن المرحلة الثانية، تكمن في التساهل بطلب الطلاق عند وقوع أي خلاف، حتى في الأمور البسيطة، والتي يمكن علاجها، إضافة إلى عدم نسيان الأخطاء السابقة، والتذكير بها، فلابد في الحياة الزوجية من تطبيق سياسة إغلاق الملفات؛ لضمان عدم تفاقم المشكلات، واستثارتها في كل مشكلة. وتابع: من الأخطاء عدم استشعار بوادر أزمة بين الطرفين التي قد تتفاقم حتى تؤول الأمور بانفجارها ووقوع الطلاق، ومن أكبر المشكلات المسببة للطلاق، عدم المبادرة في الإصلاح، وانتظار الطرف الآخر البدء في الصلح. أما المرحلة الثالثة، فأوضح أنها عدم تجاوز آثار الطلاق، والاستسلام للآثار السلبية، وعدم الانطلاق لخوض تجارب جديدة قد تسهم في نسيان الطرفين للماضي. إنشاء منصة وطنية مرتبطة بـ«أبشر» أكد المستشار الأسري والتربوي نايف العبدالحي أنه كما يوجد زواج ناجح، يوجد طلاق ناجح، ولا تبنى عليه ردات الفعل المعاكسة، وإثبات القوة والسيطرة، ويكون قائمًا على اتفاق ونقاش مسبق بين الطرفين، مع التخطيط للعملية كاملة، من زيارات ونفقات وغيرها. وأضاف: لا يمكن منع المشاهير من البث، ولكن يمكن تحصين المجتمع بمفاهيم الرضا والقناعة، ومفاهيم تزييف الواقع من خلال مواقع التواصل، ضاربا المثال ببداية جائحة كورونا، حين فقد بعض المشاهير محتواهم بسبب عدم إمكانيتهم الخروج وتقديمهم محتوى استعراضيا. وأوضح أن تأهيل الزوجين قبل الزواج من المواضيع الحساسة، وأنه حريص على موضوع إطلاق رخصة للزواج التي سيكون لها فوائد متعددة إذا تم تطبيقها. وأكمل: في الماضي كان المجتمع حقلا واحدا متقاربا، يتبع السياق الثقافي والفكري ذاته، وكانت جميع أدوار أفراد الأسرة واضحة ومسلمة، ولكن اليوم تغيرت هذه المسلمات، الأمر الذي يزيد من أهمية التأهيل حتى يتمكن الزوج من فهم نفسه وتأهيله في مسألة السؤال والاختيار بشكل جيد، كما يجب النظر إلى الزواج على أنه أمن وطني إذا قام كل من الطرفين بدوره وبشكل كامل فهو يسهم في نهضة المجتمع والوطن. ودعا نايف إلى إنشاء منصة وطنية رقمية مرتبطة بمنصة «أبشر»، وتكون شرطًا أساسيًا للمقبلين على الزواج، وتكون بالفحص النفسي والتأهيل التربوي. نقص في فهم الحياة الزوجية قال المستشار الأسري والتربوي خالد الأسمري: إن هناك نقصًا في فهم الحياة الزوجية بالشكل الصحيح، وإن هناك مشكلة في الأبوين من ناحية تأهيل أبنائهم للحياة الزوجية، مشيرًا إلى أن أي بناء في الحياة يحتاج لمخطط، إلا أن ذلك غائب في كثير من الأسر، في تهيئة أبنائهم لتكوين أسرة مستقرة وآمنة، وبالتالي يصبح التأهيل بعد الزواج، إلا أن ذلك يعد مشكلة. وأضاف: من المفترض أن التأهيل يتم قبل الشروع في الحياة الزوجية، وذلك لأن الزوج إذا علم عن الزواج وتبعاته وتكاليفه وفهمه لشريك الحياة، والعلم عن الشخصيات المختلفة وكيفية التواؤم ما بينهم، يعلم السمات التي تجب في الحياة الزوجية، ومن المهم التحلي بالصبر وتحمل المشكلات. وأكد أن هناك مشكلة في الاهتمام بالحوار، وأنه متدنٍّ، إضافة إلى قلة الاحترام، ولا يشعر بأن الزوجة شريكته في الحياة، بل يعتبرها ندًّا في الحياة، وبالتالي يحاول أن يفرض سلطته وقوته عليها. وتابع أن السلطوية تسيطر على عقل الرجل، إلا أن الحياة الزوجية تعتمد على الشراكة وتبادل المنافع بين الطرفين، محذرًا من أن عدم الاتفاق بينهما، ينعكس بالضرورة على الأطفال، فلا بدّ من تهيئة الأسرة لهم؛ لبناء المجتمع بالشكل الصحيح. وأشار إلى تفاقم مشاكل الأسرة لعدم خضوعهم للتأهيل، فالزوج لا يعرف الحقوق الواجبة عليه تجاه هذه الزوجة، وكذلك الزوجة تجهل الحقوق الواجبة عليها تجاه الزوج، وهناك رافد آخر يظل في الحياة الزوجية، وقد يسبب نوعًا من الضغوط، وهي مواقع التواصل الاجتماعي، وما يدار فيها من بعض الأفكار التي قد تؤدي إلى إشعال المشاكل والتوتر بين الطرفين، فالبعض يأخذ المعلومات من مصدر مشوه، ويرى أن هذا المصدر قوي، ويجعل الحياة أكثر سعادة. وأكد أن التأهيل يعد نموذجًا مضيئًا للحياة الزوجية، وهو أحد مخططات البناء التي يجب أن تبدأ بالتأهيل، وأن الجمعيات تبذل الجهود في هذا الجانب إلا أنه لا يكفي، فيجب أن يكون هناك استعداد مبكر سابق للأزواج من قبل الآباء والأمهات، وإعدادهم على قيادة الحياة الزوجية بالشكل الصحيح وفق تعاليم الدين الإسلامي، ووفق ما تؤديه هذه الأسرة في المستقبل لنماء هذا المجتمع وبقائه متماسكا، وآمنا. واختتم: الزواج الآمن يحتاج إلى مهارات عالية، وهي مهارات مقدور عليها، ويمكن أن يتقنها الإنسان مع الوقت، لفهم الحياة، وتقوم الزوجة بمساعدة الزوج لاستمرار الزواج الآمن وقطف ثمار ذلك على مدى الحياة وينشأ أبناؤهم وسط أسرة ناجحة. الاكتئاب والعزلة وقطع الأرحام بين المدرب والمستشار الأسري والتربوي بندر الراجح أن أضرار الطلاق كبيرة، وتتمحور في عدة عناصر، ومنها أضرار روحية دينية، وقد حذر القرآن كثيرًا من الطلاق، لأن فيه ظلما من الزوج أو الزوجة، وفي ذلك إثم، وجزء كبير من الطلاق في المجتمع فيه ظلم من أحد الزوجين أو كليهما، كما أن له ضررا نفسيا يعتري الرجل والمرأة ويلحقه الاكتئاب والعزلة بسبب هذا الانفصال والشعور بالإحباط، إضافة إلى التفرقة بين الأسرتين وبين الأبناء وآبائهم. وأضاف: قد تصل إلى التفرقة بين القبائل، ويلحقها الحقد والحسد وقطع صلة الأرحام، والطلاق يلحق به أضرار مالية، فالزوج حين الطلاق، تجب عليه النفقة على أولاده، وهذه النفقة تفوق النفقة التي ينفقها على أولاده قبل الطلاق، وعند وزاجه مرة أخرى يدفع نفقة لزوجته وسكنها فتلحق أضرارًا اقتصادية به. وأكمل: كذلك المرأة تفقد العائل والنفقة التي كانت تعطى لها وهي متزوجة، وهناك أضرار على كينونة المجتمع، والطلاق في هذا المجتمع قد ينشر الجريمة والظلم والاعتداء، فبعض الاعتداءات في المدارس تكون على أبناء المطلقين والمطلقات، فالمجتمع يشعر أن هؤلاء جانب ضعف فيتم التنمر عليهم. وأكد أن الطلاق حكمة وحكم قضاه الله على عباده، ولا شك أن سبب ذلك لحكمة يعلمها الله كما أن فيه نفعا للناس، ومصالح تتحقق بهذا الانفصال، وهذه المصالح لا تقارن بالأضرار. تغير كبير ملحوظ في المفاهيم والقوانين ذكرت المدربة والمستشارة الأسرية مكية فقيه أن الأخطاء التي يقع فيها الزوجان وتتسبب في الخلافات الزوجية والطلاق، واضحة وجلية، مثل: الخيانة بجميع أنواعها، وأشدها الجسدية، والمخدرات سواء استخدام أو ترويج، والنفقة بجميع أنواعها، وعجز أحد الزوجين عن القيام بدوره. وأشارت إلى أن أسباب الطلاق المنتشرة بعضها يعتبر منطقيًا، والبعض الآخر لا، ولكن كما يقال البيوت أسرار، فلا يمكن التكهن في مسألة حتى معرفة الأسباب والمسببات. وأضافت: الطلاق في السابق كان لا يقع إلا إذا استحالت الحياة بين الزوجين، ووصلا لطريق مسدود، فيكون الطلاق هو الحل الوحيد لانتشال الأسرة من الضياع، أما الطلاق الآن فأصبح منتشرًا، ويعود ذلك إلى التغير الكبير الملحوظ في المفاهيم والقوانين ونظرة المجتمع لذلك. وأكدت أنه إذا أدرك كلا الزوجين حجم المسؤولية التي يحملانها على عاتقهما، يمكنهما التغلب على المشاكل الزوجية، فالزواج ميثاق غليظ لابد أن يصان من كلا الزوجين، مشيرةً إلى ضرورة الالتحاق بالبرامج التي تزيد لديهم الوعي بأهمية الأسرة والمحافظة عليها وكيفية التعامل مع المشكلات التي قد تقع. إجمالي عدد عقود الزواج في 2020 150117 نسبة الارتفاع عن عام 2019 م 8.9 % إجمالي عدد صكوك الطلاق في 2020 57595 صك نسبة الارتفاع عن عام 2019 م 12.7 % أعلى المناطق الجوف النسبة 5.07 % حائل 4.47 % الحدود الشمالية 4.42 % الأدنى جازان 2.50 % الباحة والمنطقة الشرقية 2.84 % وقت الطلاق أكتوبر 14.6 % نوفمبر 13.9 % ديسمبر 14.5 % |