▪︎ مجلس نيوز
هذا المقال هو الجزء الرابع من راوية مستوحاة من قصة حقيقية بعنوان «من مكة إلى كنتاكي». أسعد يجيب على سؤال سالم، (أنا هنا في الدنيا عشان أعبد الله)، وهل تعد نفسك عابدا لله، نعم بكل تأكيد، (اها. يعني تقرأ القرآن في الملعب، وتقوم الليل مع البلوت، وتسبح في الديسكو؟)، ولم هذا الأسلوب المليء بالسخرية والاحتقار، لا بالعكس .. أنا فقط أريد أن أجعلك تفيق من غفلتك، أنا لست في غفلة وتكلم بأدب، (طيب طيب.. لا تزعل)، تهمني جدا صداقتك.
التقى خالد وأسعد – ومعه سالم – عند مدخل المنزل، خالد يهمس في أذن أسعد (ايش يبغى دا)، (جاء يجلس معي)، يا أسعد منظره وأسلوبه غريب، لا صدقني.. إنسان طيب وجديد وحاب يكون له أصدقاء ومجتمع، المهم.. ليس مسموحا له بالدخول إلى المنزل، الطقس بارد جدا (ليه كدا، بس هو كدا)، أخ سالم إذا تسمح، لا تكمل.. أعرف أن زملاءك لا يطيقونني، لا عليك نتقابل في وقت لاحق.
بعد عدة أيام، وعند عودة أسعد من الملعب، وجد سالم ينتظره في الحديقة، هلا أسعد.. جهز نفسك (أنا عازمك على العشاء في نفس المطعم المجاور للديسكو).
انتهى أسعد من تبديل الملابس ووجد سالم بالفعل ينتظره في الحديقة، انطلقا ودار بينهما حوار في الطريق و داخل المطعم. سألتك يا سالم قبل فترة عن دراستك في أمريكا، وأجبت هي قصة سوف أرويها لك لاحقا.. ما القصة؟، أولا أنا لم أكمل الثانوية، وأتيت إلى أمريكا لدراسة اللغة فقط من باب المعرفة، وماذا بعد ذلك؟، لا شيء.. لن أكمل دراستي فأنا قد وهبت نفسي لله، لقد صحوت من غفلتي التي أتمنى أن تصحو أنت أيضا منها. عموما أنا مضطر للمغادرة، (رايح الديسكو مع الشباب؟!!)، نعم أستأذنك.
وبعد فترة من الزمن، وعند مغادرة أسعد للديسكو في يوم من الأيام، وجد سالم جالسا على الرصيف وسط أجواء «قارسة» من شدة البرد، مرحبا أسعد، أهلا سالم.. هل كنت تنتظر أحدا، نعم، من؟ أنت يا أسعد، تنتظرني؟! لماذا وما المطلوب؟!، أريدك أن تعود إلى الحق والصواب.. وأن تستفيق من غفلتك، تنتظر في هذه الأجواء من أجلي، نعم.. ولا تنس صفعة الكف أيضا وإهانتي عند باب منزلكم، أنا لا أغضب وأجد لذة فيها وأحتسب كل هذه المواقف في ميزان حسناتي عند الله.
بعد عدة أيام، وبينما كان سالم جالسا على الرصيف، يخرج أسعد من الديسكو، فيبادره سالم قائلا، إلى متى يا أسعد، ألا تخجل من نفسك، المسلمون في سنك يذهبون إلى أفغانستان من أجل نصرة دين الإسلام، وأنت هنا بين دراسة لدنيا زائفة أو من أجل لهو ينقص من حسناتك ويزيد من سيئاتك، لماذا تتصورني هكذا وكأنك تعدني كافرا، نعم هو كذلك، إذا ماذا تسمي وجودك هنا في أمريكا، جهادا أو عبادة؟
مقال الأسبوع القادم.. منعطف خطير، الهجرة.
@ALSHAHRANI_1400