▪︎ مجلس نيوز
حذر مختصون ومواطنون بالجبيل من خطر الكلاب الضالة مع دخول موسم الشتاء، ووجودها على شكل جماعات في وسط الأحياء السكنية، وقريبا من المنازل بحثا عن الطعام والمكان الدافئ، مطالبين الجهات ذات الاختصاص بالتدخل والعمل على إبعادها، فيما لفت مختصون في الطب البيطري إلى خطر هجوم الكلاب وإلحاقها الضرر بالآخرين، ما قد ينقل الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان، كالسعار والطفيليات الداخلية والخارجية والمالطية والكلاميديا.
خطر على صغار السن
زرع شرائح إلكترونية للمراقبة
طالب رشيد الفايز الجهات ذات الاختصاص بإيجاد حل جذري للقضاء على ظاهرة الكلاب الضالة، وذلك بنقلها إلى أماكن بعيدة عن المناطق السكنية، لإنهاء معاناتهم منها، خاصة في ظل انتشارها في أغلب الأحياء وتكاثرها بالمنطقة الصناعية «العريفي»، مضيفا إنه لا يكاد يخلو شارع من قطيع من الكلاب التي تسبب الذعر لصغار السن، وتتسبب في نقل الأمراض والأوبئة بين السكان، لافتا إلى أن المحافظة تعاني من تلك الظاهرة منذ قدومه إليها في أوائل الثمانينيات.
أوضح الطبيب البيطري محمد بوجبارة، أن مشكلة الحيوانات الضالة من إحدى المشكلات التي يجب الالتفات لها، مبينا أنه لحل أزمة لا بد أن نعترف بوجودها في المقام الأول، وهنا تأتي أهمية تسليط الضوء على خطورة تلك الحيوانات، ويجب إجراء تقصٍ وبائي في المناطق السكنية الجديدة التي تكثر فيها حوادث هجمات الحيوانات الضالة، وذلك عن طريق عمل مسح ميداني في تلك الأحياء والمناطق وتصنيفها حسب ماهية المنطقة، إن كانت في المدينة أو منطقة صناعية أو القرى والضواحي، إضافة إلى تعاون القطاع الحكومي صاحب الصلاحية مع القطاع الخاص من عيادات بيطرية أو جمعيات إنقاذ الحيوانات، لتكوين قاعدة بيانات بالحيوانات وسجلات تساعد في عمل إستراتيجية للتحصين الجماعي ضد مرض السعار «داء الكلب» على نطاق واسع، وزرع شرائح إلكترونية بهدف المراقبة والتقصي بشكل مستمر، كما يجب الإشراف على إطلاق الحيوانات المسجلة بشرائح والمعقمة في أماكن مخصصة.
نصائح مهمة
وبيَّن أن العوامل التي تؤدي إلى انتشار الكلاب الضالة في الأحياء السكنية هي التوسع العمراني، والحيوانات المتروكة من قبل أصحابها، ورمي الفضلات في أماكن غير مخصصة لها، ووجود مسالخ وتجمعات للفضلات الحيوانية، وتربية حيوانات شرسة في أماكن غير مخصصة لها، وأشار إلى عدة نصائح للحد من هجمات الحيوانات الضالة، كالتثقيف بكيفية التصرف الصحيح في حال التعرض لهجوم من حيوان إذا كان دون صاحب أو مالك، وذلك بالابتعاد عنه وتجنب القيام بأي أمر تنجم عنه ردة فعل هجومية، وتجنب ملاعبة وملاطفة حيوان متجول وعدم إجباره على اللعب، وعدم الاقتراب منه حين الأكل أو النوم، وكذلك الابتعاد عن التجمعات وعدم ملاحقتها، وعدم أخذ الحيوانات الصغيرة من أمها.
إسعافات أولية
وأكد على ضرورة عدم ملاحقة حيوان يختبئ، خاصة الحيوانات الهاربة، وأنه في حال تعرض شخص لهجوم فعلينا الإسراع بسؤال صاحبه هل تم تحصين الحيوان ضد السعار أم لا، ثم الإسراع بغسل يد المصاب بالماء والصابون بشكل مستمر، وكذلك إيقاف النزيف في حال كان الجرح عميقا بأسرع ما يمكن، والتوجه لأقرب مركز صحي أو مستشفى لتلقي الرعاية الصحية اللازمة وأخذ اللقاحات اللازمة، كما يجب تبليغ السلطات المعنية.
توعية مجتمعية
وأضاف إن الجهات الحكومية ذات العلاقة تبذل الجهد في هذا الصدد، وهناك الكثير من الخبراء الذين يعملون على مكافحة الحيوانات الضالة وعلى إيجاد حلول لهذه الأزمة، داعيا العاملين في القطاع البيطري إلى توعية المجتمع بأهمية وخطورة الحيوانات الضالة، وكيفية التعامل معها بالشكل الصحيح؛ للحد من وطأة هذه المشكلة، وتلافي أي هجمات ممكنة.
تشويه المشهد الحضري
إلقاء المخلفات خارج الحاويات
ذكر سعد الشمري، أحد المواطنين المتضررين من الكلاب الضالة، أن انتشار تلك الكلاب في الشوارع تسبب في تكرر حالات الهجوم على المارة وتعريضهم لأخطار صحية، وهو ما يتسبب في ذعر المجتمع ككل والسيدات والأطفال على وجه الخصوص، لافتا إلى تعرض عدد من الأطفال لهجوم من الكلاب خلال السنة الماضية في عديد من مناطق المملكة، ما أصبح يمثل خطورة على المارة، مبينا أن انتشار الكلاب الشرسة التي تهاجم المارة في المنطقة أصبح أمرا مفزعا للسكان، وأضاف: الكلاب تقوم بملاحقتنا والهجوم علينا حتى في أثناء استقلالنا السيارات، وهذا يمثل خطورة علينا وعلى أطفالنا.
ولفت إلى انتشارها أمام صناديق القمامة بسبب أن بعض العوائل يضع بقايا الطعام بجانب تل الصناديق بنية حفظ النعمة وهو في الحقيقة سبب في تجمع الكلاب الضالة، وطالب الجهات المختصة بعمل اللازم للقضاء على تلك الظاهرة؛ من خلال تثقيف المجتمع بعدم رمي بقايا الطعام خارج صناديق القمامة، وإيجاد حلول جذرية لإبعادها عن الأحياء السكنية.
قال علي البوعينين إن الكلاب الضالة تنتشر هذه الأيام بكثرة، وأصبحت ظاهرة سلبية، لأنها تجوب الشوارع بأعداد كبيرة ومزعجة بأصواتها في فترة الليل، وخطيرة على الكبار والصغار، لافتا إلى تعرض بعض المارة لهجوم شرس منها، علاوة على تأثيرها على صحة البيئة والنظافة العامة وتشويه المظهر الحضري للمحافظة، وطالب الجهات ذات العلاقة خاصة بلدية الجبيل بضرورة التعامل مع هذه الظاهرة والقضاء عليها وفق ما تقتضيه المصلحة العامة.
قصص حزينة متكررة
أشار سالم القصيري إلى أن ظاهرة الكلاب الضالة منتشرة منذ فترة طويلة والمعاناة ما زالت مستمرة، خاصة أنها مزعجة؛ كونها داخل الأحياء وقريبة من البيوت والسكان، وموجودة في كل الأوقات، وفي فترة الصباح على وجه الخصوص توجد بالقرب من أبواب المنازل أو تحت السيارات بحثا عن أماكن الدفء في فصل الشتاء، لافتا إلى آثارها السلبية على الأطفال، ووجود أكثر من قصة حزينة نهايتها كلاب ضالة، مطالبا الجهات المعنية بحل الأزمة؛ إما عن طريق وضع السم لها أو الأقفاص الحديدية وإبعادها عن المدينة.
تعيش على النفايات
أوضح رئيس بلدية الجبيل م. نايف الدويش، أن غالبية المواد الخاصة بمكافحة الكلاب الضالة حتى الآن غير متوافرة، مبينا أن كثرة وجود تلك الكلاب داخل الأحياء السكنية ترجع إلى إزالة السكن العشوائي المخالف الموجود على أطراف المدينة، مثل العزاب والمجمعات السكنية القديمة والتي يوجد فيها بعض الكلاب التي تعيش على النفايات، مؤكدًا أن المكافحة تتم من وقت إلى آخر.