▪︎ مجلس نيوز
حذر مختصون ومواطنون من خطر الكلاب الضالة مع دخول موسم الشتاء، وتواجدها على شكل جماعات في وسط الأحياء السكنية، وقريبا من المنازل بحثا عن الطعام والمكان الدافئ، مطالبين بتدخل الجهات ذات الاختصاص والعمل على إبعادها. فيما لفت مختصون في الطب البيطري إلى خطر هذه الكلاب، ومن خطورة هجومها وإلحاقها الضرر بالآخرين، ما قد ينقل الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان، كالسعار والطفيليات الداخلية والخارجية والمالطية والكلاميديا.
مصدر تهديد للأطفال
قال المواطن عبدالعظيم السالم: نعاني كثيرا من خطر وجود الكلاب الضالة التي أخذت تنتشر وبكثرة خلال هذه الفترة داخل الأحياء، خصوصًا لقربها كثيرا من المنازل وهو أمر مزعج ومخيف بالنسبة لنا وما يمكن أن يتعرض له أطفالنا الصغار، وكذلك كبار السن من الخطر المستمر، وناشد الجهات المعنية بالنظر في موضوع الكلاب الضالة ومنع تكاثرها في الأحياء السكنية.
إيذاء «الجراء» يكسب الأمهات الشراسة
السعار وداء الكلب أخطر المضاعفات
أكد مدير إدارة التواصل والعلاقات والتوعية بصحة محافظة الأحساء غازي العبيد، جاهزية أقسام الطوارئ في جميع المستشفيات، لاستقبال كافة الحالات الطارئة على مدار الساعة والتعامل معها وفق أعلى المعايير الطبية. لافتا إلى كثرة حالات التعرض للعض بواسطة الحيوانات، والتي قد تسبب جرحًا بسيطًا، ولكن قد تصاحبها مضاعفات خطيرة، ومن أخطر المضاعفات داء الكلب، أو السعار؛ مؤكدا أهمية معرفة كيفية التعامل عند التعرض للعض، ومن أهم الإسعافات الأولية للتعامل مع العضات، غسل الجرح بالماء والصابون؛ لتقليل انتشار العدوى، إضافة إلى العناية الطبية الطارئة.
ولفت إلى أنه في حالة الجروح الطفيفة يتم غسل الجرح بعناية، ووضع كريم مضاد حيوي، وتغطية الجرح بشاش نظيف، ومراجعة الطوارئ فورًا عند احمرار الجرح، أو الشعور بالألم، أو ارتفاع درجة حرارة الجسم، أو ظهور انتفاخ، أو في حال الشك أن الكلب كان مسعورًا. وفي حالة الجروح العميقة من المهم الضغط على شاش نظيف لوقف النزيف، وفي حالة عدم التوقف، أو في الإحساس بالتعب الشديد، يجب الاتصال بالإسعاف، والتوجه إلى الطبيب في أقرب وقت؛ لفحص الجرح.
أوضحت جمعية رحمة للرفق بالحيوان بالرياض، أنه ومنذ الأزل تواجدت الكلاب بالقرب من الإنسان، حيث سخرها الله – عز وجل – لتؤدي دورها بحماية المناطق المأهولة بالسكان من الحيوانات الدخيلة بمقابل الحصول على الغذاء، لذا تتواجد الكلاب في أطراف المدن والمزارع لحمايتها كما أمرها الله لتؤدي هذا الدور وأدوارًا أخرى نجهلها تتضح وتتبين عند التخلص من هذه الكلاب، سواء عن طريق القضاء عليها أو نقلها، في حين لا نجد الكلاب أبداً في المناطق البرية النائية.
وبيّنت أن فصل الشتاء يعد موسماً لتكاثر الكثير من الحيوانات ومن ضمنها الكلاب، وتتزايد الأعداد بعد حلول منتصف الشتاء وآخره عند ولادة الأمهات للجراء. كما أن برودة الطقس تساهم في زيادة حاجة الكلاب للغذاء مما يدفعها للدخول للمدن بنسبة أكبر وبمسافات أكثر للحصول على مصادر للأطعمة؛ لتلبية احتياجها واحتياج صغارها.
ولفتت إلى أن اعتماد الكثير منا على الهواء الطبيعي عوضاً عن التكييف داخل المنازل في فصل الشتاء يدفعنا لفتح النوافذ مما يجعلنا نعرف أكثر عن المحيط الخارجي من حولنا، وقد نستمع لأصوات الكلاب في حين لم نكن نسمعها من قبل، وقد يكون ذلك سبباً في ظننا أن الكلاب لم تكن موجودة في المنطقة، ولكن في الحقيقة لم تكن توجد الفرصة لسماع هذه الأصوات في ظل وجود كل هذا الصخب في أماكن تواجدنا، وربما أتت أصوات الكلاب من أماكن بعيدة نوعاً ما.
وأشارت إلى أن التعرض للكلاب الصغيرة يدفع أمهاتها لحمايتها، ناصحة بعدم المجازفة باللعب مع الصغار ومحاولة إيذائها، كما أن إيذاء الكلاب بشكل عام يجعلها شرسة كسلوك مكتسب، وعدم رمي بقايا الأطعمة عشوائياً لما تشكله من مصدر غذاء يجذب الكلاب لداخل الأحياء السكنية، ويكتفى بعدم إطعامها بشكل مباشر أو غير مباشر مما يجعلها تنتقل لمناطق أخرى للبحث عن مصدر غذاء.
ودعت جميع من يسكن في مناطق تتكاثر بها الكلاب إلى الانتباه لأطفالهم، ليس فقط بسبب الكلاب ولكن لأن الشارع يزيد فرص تعرض الطفل لمكروه كحوادث السيارات والسقوط في الخزانات وغير ذلك مما يدخل في نطاق الإهمال. مؤكدة أهمية الإحسان للحيوان والرفق به.
5 فرق «رصد واستكشاف» ميدانيا
لفت المتحدث الرسمي لأمانة الأحساء خالد بووشل، إلى تخصيص 5 فرق ميدانية في المدن والبلدات والهجر لرصد واستكشاف الكلاب الضالة، عبر خطط وبرامج وكالة الخدمات ممثلة بإدارة الإصحاح البيئي لمكافحة آفات الصحة العامة. فيما كشفت إحصائية الربع الثالث من العام الحالي 2021، عن تنفيذ 1540 جولة لمكافحة الكلاب الضالة والعقورة عبر طرق رحيمة من خلال مصائد الكلاب والإبعاد عن النطاق العمراني، إضافة إلى تعقيم وتطهير 4365 موقعاً، وتنفيذ 1329 جولة للرصد والاستكشاف لآفات الصحة العامة، و828 جولة لأنشطة مكافحة الحشرات، ومعالجة 993 بلاغا واردا لمركز الطوارئ والبلاغات «940».
أصوات مزعجة ليلا
أضاف المواطن محمد السبيعي: الخطر الأكبر من الكلاب الضالة هو تواجدها بشكل جماعي ومخيف خصوصًا في الليل وفي الصباح الباكر في الأحياء السكنية؛ بحثا عن الطعام، خاصة أننا في فترة أجواء باردة، كما أن خطرها قد يكون بالمهاجمة وإلحاق الضرر بالمارة، وكذلك الأصوات المزعجة كثيرًا، وكل ما نطالب به هو إيجاد الحلول المناسبة من الجهات ذات الاختصاص في عملية تشكيل فرق مختصة والعمل على إبعادها حفاظا على سلامة الجميع، خصوصًا الأطفال الصغار ممن لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم في حال المهاجمة من قبل الكلاب.
تحصين الحيوانات المنزلية لتلافي الأمراض
نقل العدوى إلى الإنسان
ذكر مساعد طبيب بيطري عيسى العليان، أن الكلاب الضالة تمثل خطرًا كبيرا على المجتمع بشكل عام، خصوصا الأطفال، حيث يلاحظ كثرة تواجدها قريبة من الاستراحات وداخل بعض الأحياء السكنية، خاصة بالليل وعلى شكل مجموعات، وهذا ما يسبب الهلع والخوف داخل المجتمع، ولعل المشكلة الأكبر هي نقل الأمراض للإنسان خصوصا من الكلاب المسعورة بسبب العض ونقل العدوى إلى الإنسان مما يسبب الإصابة بالمرض، والتي قد تؤدي إلى الموت.
وبيّن أنه من الحلول الهامة لمواجهة هذه المشكلة هي التعاون بين وزارة البيئة والمياه والبلديات للقضاء عليها بالطرق السليمة والحد من انتشارها بين المناطق والأحياء السكنية، من خلال صيدها والتخلص منها بالطرق السليمة، وكذلك أهمية التوعية المجتمعية لخطر الكلاب الضالة وكيفية التعامل معها وعدم تربيتها إلا للحاجة مثل الحراسات أو الصيد.